تخبط النظام السوري في الحوار والإصلاح!
عربي و دوليعدد القتلى وصل 1300 واعتقال 12 ألف والمعارضة تدعو الجيش للوقوف مع الشعب
يوليو 14, 2011, 12:45 م 2192 مشاهدات 0
أكد فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري، أن على الحكومة الاعتراف بأنه من دون التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب السوري من القتلى والجرحى المدنيين والعسكريين، لم يكونوا ليتمكنوا من عقد جلسات الحوار الوطني، مؤكداً أن الأجواء لا زالت مريبة بعض الشيء، فالحكومة تقول إنها تعمل حاليا على إعادة الثقة بينها وبين الشعب.
من ناحيتها، قالت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري: 'أعتقد أنكم إذا تحدثتم إلى المشاركين فستجدون أن معظمهم سيؤكدون ثقتهم في أن الحكومة جادة هذه المرة في الإصلاح والتغيير.'
إلا أن جانباً من المعارضة يؤكد عدم جدوى إقامة هذه الحوارات، إلا إذا توقف العنف بالكامل، فهم يؤكدون أن أكثر من 1400 شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات قبل أربعة أشهر.
فالكثير من ممثلي المعارضة رفضوا المشاركة في الحوار الوطني، كلؤي حسين، الذي يشكك في النوايا الحقيقية للحكومة، خصوصاً وأنه قضى عدة سنوات في السجن بسبب آرائه.
يقول حسين: 'حين وجهوا الدعوة لنا للمشاركة في الحوار الأسبوع الماضي، قاموا بحبس وقتل عشرات الأشخاص، لذا فالحكومة أثبتت أنها غير جادة في أي حل سياسي.'
غير أن الحكومة تؤكد عكس ذلك، ملقية اللوم على من أطلقت عليهم العصابات المسلحة، إذ تقول بثينة شعبان: 'لا نريد شيئاً سوى أن نستيقظ صباحاً ونجد سوريا خالية من مظاهر العنف، وهذا يتطلب من الجميع المشاركة في الحوار والإيمان بنتائجه.'
الطيب تيسيني، أحد أفراد المعارضة الذين حضروا الحوار الوطني، أكد أنه حضر لسماع إجابة واحدة من الحكومة على سؤال طرحه، ألا وهو: 'هل فعلاً لديكم برنامج للإصلاح.. أم أنكم تستغلون الوقت الآن للمزيد من القتل والاستبداد؟'
ويؤكد تيسيني أن الحكومة لطالما قالت نعم للإصلاح، ولكن هذه النعم يجب أن تترجم يوماً ما إلى واقع.
من ناحية اخرى واصلت قوات الأمن والجيش السوري عملياتها العسكرية في جبل الزاوية، فيما دعا ناشطون إلى إطلاق سراح مثقفين اعتقلوا يوم الأربعاء، كما دعا اجتماع للمعارضة السورية في اسطنبول الجيش السوري إلى الوقوف إلى جانب الشعب. وتأتي هذه التطورات قبيل عقد مجلس الأمن الدولي الخميس جلسة لبحث ملف سوريا النووي.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن العمليات العسكرية في منطقة جبل الزاوية ما زالت مستمرة وإن قوات الأمن والجيش السوري قامت خلال الساعات الماضية بعمليات اعتقال واسعة شملت صفوف المتظاهرين في المنطقة.
هذا، وقد شهدت العديد من المدن السورية عدة مظاهرات ليلية تطالب بإسقاط النظام.
في هذه الأثناء، اختتم اجتماع للمعارضة السورية في إسطنبول الأربعاء بتلاوة إعلان تم توجيه الدعوة فيه للجيش السوري لحماية الشعب والوقوف بجانب المحتجين ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.
وسوف يعقب ذلك اجتماع آخر في إسطنبول يوم السبت القادم يأمل المنظمون في ربطه عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة بمؤتمر 'للإنقاذ الوطني' تعتزم المعارضة عقده في دمشق.
وقال الإعلان إنه يتعين على القوات السورية أن تنسحب من قرى وبلدات ومدن البلاد.
وندد الإعلان بإيران وحزب الله في لبنان لدعمهما للرئيس الأسد، وناشد جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي دعم الشعب السوري.
كما تحدث الإعلان عن هدف المعارضة النهائي في استعادة مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل على حد تعبير البيان.
وفي سياق تحركات المعارضة السورية، شارك وفد مكون من هيثم المالح وبرهان غليون في جلسة نقاش داخل لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي في بروكسل حول الأوضاع في بلادهم.
وركز الوفد على نفي الرواية الرسمية السورية من أن الأحداث في البلاد تجري على أساس طائفي.
وقال المالح في تصريحات للصحافيين بعد الاجتماع: 'لدينا نحو آلفي شخص من القتلى و1500 مفقود و15 ألف معتقل ونحو 10 آلاف لاجئ خارج سوريا وثلاثة آلاف دبابة منتشرة فيها'.
وأضاف: 'ومع ذلك فإنهم يقولون إنهم يريدون الحوار.. كيف يمكنك الحوار مع شخص يصوب المسدس باتجاه رأسك، سيسقط النظام في غضون أسبوعين وسنكون الرابحين'.
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء دعوة فرنسا لاستصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يدين القمع في سوريا.
وخلال مؤتمر صحافي في واشنطن مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، اعتبر لافروف أن الدبلوماسية لا تعني 'تسجيل نقاط'.
وقال: 'هدفنا هو حل المشاكل، لكن إدانة بعض الأشخاص من دون تقديم الحل لا يؤدي بنا إلى أي مكان'.
ودعت الخارجية الروسية الرئيس بشار الأسد إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين لم تشملهم قرارات العفو السابقة وكذلك إلى التأسيس الفوري لدولة ديموقراطية شرعية.
ورحبت روسيا كذلك بنتائج اللقاء التشاوري الأول للحوار الوطني والذي قاطعته أغلب شخصيات وأحزاب المعارضة السورية.
وقالت الخارجية الروسية إن مستوى النقاش الذي عرفه اللقاء يكفي لإنهاء العنف والوصول إلى حل توافقي.
يذكر أن الولايات المتحدة قد شددت لهجتها تجاه الرئيس السوري، إذ أكد الرئيس باراك أوباما أن الأسد يفقد مصداقيته وسط أبناء شعبه.
والتقى الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية نبيل العربي الرئيس السوري في دمشق وقال عقب ذلك ألا حق لأحد بسحب الشرعية من أي زعيم.
وأبدى الكاتب السوري المعارض ياسين حاج صالح أسفه عقب تصريحات العربي الذي دعاه ليكون 'أكثر حساسية' كما ِأشار إلى أن 'نظام الأسد لا يختلف عن نظام مبارك'.
وأشار رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي في لقاء مع 'راديو سوا' إلى أن هناك 'حساسية في الداخل السوري من التدخل الأجنبي' وأن النظام السوري يلعب بهذه الورقة منذ مدة لمواصلة قمع الاحتجاجات.
وحسب منظمات غير حكومية، فإن حركة الاحتجاج في سوريا أوقعت ما لا يقل عن 1300 قتيل واعتقال 12 ألف شخص.
وعرضت أربع دول أوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال) منذ عدة أسابيع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين هذا القمع ويدعو إلى إجراء إصلاحات سياسية ولكن الصين وروسيا تعارضان هذا المشروع.
تعليقات