ليسوا تجّاراً.. وإنما رهط!، ..ولوكانت توجد عندنا حكومة فعلية لعلقتهم بساحة الصفاة، برأى يوسف المباركي
زاوية الكتابكتب يوليو 13, 2011, 11:49 م 1253 مشاهدات 0
القبس
ليسوا تجّاراً.. وإنما رهط!
كتب يوسف مبارك المباركي :
يقول الرب في محكم كتابه «وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون»، صدق الله العظيم. فهؤلاء الرهط يتكررون في كل زمان ومكان، ومعنى كلمة الرهط: هم العصابة، ولو تأملنا قليلاً في هؤلاء الرهط تجدهم يتنافسون ويتكررون، وأحياناً يتفقون على أنه إذا رست عليك هذه المناقصة في هذا القطاع أنا آخذها بقطاع آخر، فأي مصيبة تحل بالكويت فتش عنهم تجدهم وراءها. وعلى سبيل المثال: «طوارئ 2007»، وشركات الإنترنت، وعبثهم بمناقصات البترول، ومحطة مشرف، وصفقات السلاح، والأغذية الفاسدة، ومشاريع الأشغال من طرق وغيرها.. إلخ من المشاريع الكبرى، والعلّة أنهم أساءوا الى طبقة التجار الذين كان لهم دور منذ القدم ودور ريادي ومشرّف، ضربوا فيه أنبل المثل والمبادئ للتاجر الكويتي من خلال ثقته وأمانته، ابتداء من تجارتهم بالعراق، ومروراً بنجد، ووصولاً إلى الهند وساحل أفريقيا، بصدقهم عمروا الكويت قبل النفط من أموالهم الخاصة، وبعد النفط كانوا هم عمادها وأسسوا الاقتصاد الوطني على أسس متينة، لكن هؤلاء فلا تستروا تحت مسمى الفعاليات الاقتصادية، وفي الحقيقة ما هم إلا عصابة تريد أن تستحوذ على كل فلس في هذا البلد، لو كانوا صادقين، لا يوجد مشروع مما ذكرته تم إنجازه وفق المواصفات الفنية وتسليمه في الموعد من دون عبث وشراء ذمم، فهؤلاء ليسوا تجاراً، فلو كانت توجد عندنا حكومة فعلية تفعّل مبدأ الثواب والعقاب لعلقت هؤلاء بساحة الصفاة، ولكن السبب هو التخاذل الحكومي. أيعقل أن بلدا مثل الكويت، الدائري الأول ابتدأ العمل فيه منذ 2005 وحتى اليوم لم ينجَز، وكذلك الجامعة الجديدة المقرر بناؤها بالشدادية منذ عام 1996 لم ينجَز منها سوى السور فقط؟! وفي المملكة العربية السعودية بُنيت أضخم جامعة خلال سنتين تتسع لــ 50 ألف طالب وطالبة، وغيرها من دبي وقطر والبحرين وعُمان من دول الجوار؟! ولست أقارن أنفسنا بأوروبا أو أميركا، فالمشاريع عندنا تباع ثلاث مرات على عدة مقاولين بالباطن، والكل يهدف إلى ربحه وليس المهم الإنجاز والالتزام بالمواصفات الفنية وتسليمهم المشروع بالوقت المحدد، فهذا يعود إلى تخاذل وزارة الأشغال المعنية بالأمر منذ طرحه!
هذه لمحة سريعة على الواقع المرير الذي نعيشه مع هؤلاء الذين استنزفوا أموال البلاد والعباد، والحكومة لا تحرّك ساكناً ولم تلاحق أحداً منهم، بل تسعى الى شراء ودهم وتحميهم من أي مساءلة.
أتمنى على الحكومة أن تعود إلى رشدها، وأن تكون حازمة في ملاحقة هذه العصابة، وأن تكون همتها بملاحقتهم كملاحقة أصحاب الرأي والمغردين.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من تآمر وفساد المفسدين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم إنهم لا يعجزونك.
يوسف مبارك المباركي
تعليقات