نواف الفزيع يدعو للاتعاظ بما حدث فى تونس ومصر واليمن وسورية من استحواذ مجاميع تجارية مقربة من السلطة على ثروة الشعب
زاوية الكتابكتب يوليو 13, 2011, 12:46 ص 923 مشاهدات 0
الوطن
صدفة الهارون والتاريخ
المحامي نواف سليمان الفزيع
صدفة ان يكون المدير القادم لبنك التسليف قادماً من التحالف الوطني من بعد استجواب الرئيس الاخير وموقف التكتل الوطني الممتنع، كما صدفة ان يخرج قرار بتخصيص ملاعب حشيش في كل منطقة تعليمية بس الصدفة الاكبر والتي ستظل صدفة بالرغم على خشوم أذناب سراق المال العام والناطفين باسمهم من أمثالنا وأمثال النائب الفاضل بورمية ان يكون وزير التنمية الجديد محسوباً على التكتل، وغرفة التجارة، صدفة يا ناس والله صدفة!
صدفة ان يرحل وزير (الشيخ أحمد الفهد) كان رافضا لتمويل الخطة عبر البنوك ومن خلال ايداع الحكومة لودائع تكون فوائد ارباحها اقل باضعاف من فوائد قروض تمويل خطة التنمية وكان رافضا لان يكون الـ 850 مشروعاً والخاص بالتنمية بالكامل تحت اشراف وتوزيع الغرفة بقيادة بو علي من المجلس ومساعديه هناك، ليأتي وزير ينفذ ما يريدون!
لهالدرجة الانبطاح للتجار؟ والسؤال موجه لمن يرسم هذا النهج، ماذا سيبقى من هيبة تورث من بعدكم من باقي الاسرة وابن عمكم يصلخ ارضاء لهم ويأتي من سيمشّي من كان ابن عمكم رافض ان يمشيه ولو كان مشاه كان صار البطل القومي في نظرهم.
كل يوم عن يوم تغرق الحكومة في مسلسل ابتزازهم وتوصم تاريخها بالضعف والهوان وياريت هذا التنازل كان لمصلحة شعب بل لمصلحة حفنة من المستفيدين يريدون مص آخر قطرة من دم الكويت وثرواتها حتى يجعلوها على الحديدة.
هذا يزا موقفنا في الطائف؟
هذا يزا موقفنا من شهدائنا ودمائهم؟
ما كنا متصورين اننا ومن بعد غزو واعتراف صادق بطيبتنا على ما حصل وعلى اننا نحن من دفع الثمن الأكبر في كل ما حصل من شهداء ومن اسرى شهداء ان تعود الصراعات وان تضحوا فينا ارضاء لمجموعة ما كانت الا تدور في فلك مصالحها التجارية والسياسية بكل انانية ولا تضع الكويت ولا لفضل الكويت عليهم بأي شيء يجعلهم يقدمون مقابله شيئا وهم قالوها علنا وتمثلوا بما يقولون فعلاً وعلناً ايضا.
نبشكركم يا أهل الكويت وتذكروا كلامنا خطة التنمية ستمشي على هواهم والمؤسسات المالية ستنتعش وستمول القروض بفائدة اعلى من فوائد الودائع الحكومية التي ستودعها الحكومة والمشاريع ستتوزع عليهم والبورصة سيمشي قانونها وستتملكها شركاتهم والنفط بأيديهم ولو كان تحت اقدام دائرة النائب خالد العدوة بتصريح قديم له، فما نعلمه ونتحدث فيه ولا شيء مما يدور فعلاً داخل قطاع النفط هذا القطاع الذي هو مصدر رزق هذا البلد وهو تمويل الحرب التي حررت هذا البلد.
هذا المنهج يتحمله اصحاب القرار وكما صنعنا في الغزو لقرارات خطأ سيأتي اليوم من لم يتعظ وغير عابئ لتكون على ايديهم الضربة القاضية.
المنهج الواضح الذي نراه هنا في غير اكتراث لادارة البلد المالية وعلى استعداد لتسليم كامل ميزانياتها لمن الحكومة في رعب غير مبرر منهم فلقد حفظوا اللعبة وعرفوا شلون يخضون البطون لكن ان النار تأتي من مستصغر الشرر ولا من اكبره بالضرورة والعواصف قد تأتي من غير ما تحتسبون، اعتبروا من الاغلبية الصامتة غير الممثلة في هذا المجلس والتي لم تذهب للاتنخابات لكن مشاركتها الوطنية يعرفها الغزو وتاريخه، هالاغلبية الصامتة قد تكون صامتة لكن الى متى؟ وهي تشهد على خوف حل محل الشجاعة وضعف حل محل قوة ومحل العقل والحكمة.
الناس في مصر لماذا خرجت الآن ولم تخرج قبل 20 عاما او 10 اعوام لماذا الآن؟ تأملوا فيما حصل هناك، لقد خرجوا يوم سلم حسني مبارك البلد لمجموعة رجال اعمال فاسدين زوروا بالانتخابات هناك واشتروا بالاموال كراسي اتباعهم في البرلمان، لقد كانت لهم كلمة في كل شيء من بعدما جعلوا ابناء الرئيس شركاء تجاريين لهم وماذا كانت النتيجة؟ لم تخرج العاصفة من اتون الاحزاب والتي شلها الضعف والافساد لم تأت من برلمان بالاصل هو مزور بل اتت من اتون الناس العاديين بدون قياداتهم هم من قادوا الثورة وهم من انفجروا في غضب على حسني مبارك لانهم كانوا يظنونه من الشعب لا من طبقة اقطاعية باركوا ثورة الضباط الاحرار يوم اقتلعوها ليعيدها حسني مبارك من جديد ليقتلعوها بأنفسهم من جديد.
ثورة مصر على احمد عز ورفاقه وثورة تونس على شركات ليلى الطرابلسي واخوانها وثورة سورية على آل مخلوف وشركائهم التجاريين وثورة اليمن على شركاء ابناء علي صالح، كل ما يحصل اليوم ما صحّاكم؟ تونس لم تكن في وضع اقتصادي سيئ بل معدلات التنمية فيها معقولة وكذلك مصر بشهادة البنك الدولي لكن الناس ثارت على الظلم وعلى الفساد وعلى استحواذ مجاميع تجارية مقربة من السلطة على ثروة الشعب، هنا كانت كرامة الشعوب هي التي على المحك واوصلت الى ما اوصلت اليه.
التسامح سينفذ في يوم من الايام ولن يسكته كادر او زيادة لأننا وفيما قد لا يجد مواطن سريراً لابنه المريض بالسرطان وينتظر مواطن آخر 15 عاما حتى يسكن على الحدود، لتسلم المليارات بدون رمشة عين لمجموعة افسدوا سمعة تجار الكويت الطيبة والتاريخ هنا لن يكتب صدفة كما عين الهارون بالصدفة بعد احمد الفهد بل لن ترحمكم صفحاته!!
المحامي نواف سليمان الفزيع
تعليقات