من قصف سفارتنا ببغداد؟
محليات وبرلمانالانفعال لافتعال الأزمات وأجندات الداخل بالكويت والخارج بالعراق
يوليو 12, 2011, 10:35 م 3841 مشاهدات 0
رأينا
من الواضح أن هناك من يحاول افتعال أزمة بين العراق والكويت على خلفية ميناء مبارك الكبير، فتصريحات نارية بين الطرفين، قصف على سفارتنا ببغداد (روابط:
http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=78303&cid=30
و
http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=78263&cid=30
الأزمة افتعلتها أطراف عراقية، وأججها قصور النظرة الكويتية. هكذا يجب أن يكون الرأي من المسألة برمتها.
فهناك أطراف عراقية تهدف إلى إفتعال الأزمة، وتريد بقاء أزمة بين الكويت والعراق، وهؤلاء ثلاثة أطراف أساسية:
-طرف بعثي لا زال يحن لإطروحات صدام ويؤمن بثقافة الضم والاعتداء ويحمل ثأرا ضد الكويت الضحية وأهلها، ويرى بأن الكويت 'لعنة' لاحقت البعث حتى أسقطت صدام ونظامه. وهذا الطرف سيتلاشى بتلاشي هذه الثقافة في العراق نفسه، وهو مشكلة عراقية بالدرجة الأولى ولا يمكن للكويت التعامل معها أو محاولة تغيير وجهة نظرها.
- وطرف عراقي سياسي حاكم فشل بتقديم ما وعد به من أمن وخدمات للإنسان العراقي، ويلوثه الفساد والنهب لمقدرات وخيرات الشعب العراقي، وتتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضده كل يوم، وتتزايد أعداد المحتجين ضده المطالبة بالإصلاح ورحيل الحكومة. وهذا الطرف يحاول توجيه أنظار الداخل للخارج، ويغطي على فشله في تنفيذ وعوده بالخدمات والأمن والإصلاح، وذلك بافتعال أزمات مع الخارج 'الأسهل'- أو الطوفة الهبيطة كما نقول بالامثال- وهي الكويت، إذ لا يمكن افتعال أزمات مع السعودية أو إيران أو تركيا.
ولا يخرج موقف هذا الفريق عن فكرة المؤامرات الخارجية 'كمبرر' حال دون تنفيذ الحكومة العراقية لوعودها. أي أن هذا الطرف يبحث عن مشجب يعلق عليه فشله، ويشغل به منتقديه عن التركيز على هذا الفشل، ويوجه أنظارهم نحو الخارج.
-أما الطرف الثالث: فهو طرف مرتبط بأطراف إيرانية، تسعى إلى إبقاء الحزام الخليجي الغربي منها متوترا على الدوام. وهي بذلك تصدر أزمات إيران الداخلية من جهة، وتذكر الخليجيين وحلفائهم الغربيين من جهة أخرى بأنها الأقوى في تحريك الملفات وتسخينها بالمنطقة، وأن لها اليد الطولى في الساحة العراقية.
لا نستبعد أن يكون أي من الاطراف الثلاثة وراء قصف سفارتنا ببغداد مساء اليوم.
لكن في المقابل، نجد طرفا كويتيا رسميا يتخبط في تعامله مع الأزمة المفتعلة، ولم يرتب موقفا وخطابا واضحا منها منذ البداية، وهذا قصور كويتي رسمي سببه انشغال الحكومة الكويتية بملفات الداخل، وقصور في نظرتها نحو التعامل مع أزمات الخارج. فلا هي صمتت لتستهلك الأطراف العراقية الثلاث أعلاه خطابها، وتكشف نفسها بنفسها، ولا هي أجهضت الأزمة دبلوماسيا وراء أبواب مغلقة مستخددمة علاقاتها 'الخاصة' بالاطراف العراقية المختلفة، بل جاء تصريح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد الصباح مثل الصدمة حول رفع العقوبات عن العراق بموجب البند السابع، وذلك بالطلب من العراق تنفيذ قرارات مجلس الأمن كافة لرفعها من البند السابع!! وهو تصريح خاطيء من دبلوماسي ذكي، فالمسألة مرتبطة بالأمم المتحدة، ولا علاقة لها بالكويت، ولا شأن للكويت بالتصريح حولها، وقد سبق أن صرح سمو رئيس الوزراء قبل شهور بأن الكويت ستعمل ما بوسعها لرفع العراق من عقوبات البند السابع.
ولا هي التي أطلقت موقفا واضحا وهادئا لسحب البساط من تحت أطراف التصعيد العراقية الثلاث بأجنداتها المختلفة، لتقول:
نحن نقوم بعمل ضمن سيادة أراضينا، وأي عمل نقوم به نأخذ في الحسبان دوما مصلحة الجيران من الأصدقاء والأشقاء شمالا وجنوبا وشرقا، ولن نقوم بما يمكن أن يضر مصالح أي من جيراننا، لأننا في الكويت ننشد التعاون مع الجميع وليس التصعيد بأي شكل من الأشكال، كما أننا على استعداد أن نزيل الشكوك حول بناء ميناء الكبير لأشقائنا العراقيين لأننا لن نقبل بما يمكن أن يضر بمصالحهم. نقطة ونهاية التصريح الموقف.
أما بالنسبة لبعض التصريحات النيابية الكويتية حول هذا الموضوع فهي جعجعة فارغة لا يجب إعارتها أي اهتمام أو الالتفات إليها، وذلك أن غالبيتها موجه للناخب بالداخل ومحاولة الظهور بمظهر الأبطال إما للتغطية على فشل في الاداء البرلماني، أو لمحاولة الظهور الإعلامي في وقت العطلة الصيفية.
على العقلاء بين الجانبين احتواء هذه الأزمة المفتعلة وتلافي تبعاتها، وقطع الطريق على مثيريها من الجانبين، ورسم استراتيجية تأخذ في اعتبارها اللاعبين الثلاثة في الشأن العراقي الذين ينفخون بنار الأزمة.
وعلى الشارع الكويتي تحديدا ألا ينجر لهذه الأجندات، وعدم الانسياق لمخططاتها، وأن يأخذ في اعتباره مصلحة الكويت قبل كل شيء والتي تتطلب الهدوء التام مع جيرانها دون التنازل عن حقوقها.
رأينا
تعليقات