طالما ان الدستور حاليا «يخب» علينا فالافضل ان نتمهل .. عبداللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1232 مشاهدات 0



القبس

طُولُوا 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
قبل مدة طرح النائب ـــ آنذاك ـــ علي الراشد فكرة تنقيح الدستور. وقد قامت القيامة تبعاً لذلك. ووصل الرفض مداه في تشكيل جماعة او جماعات للدفاع عن الدستور. ورغم ان كتلة «الا الدستور» تم اعلانها رسميا بعد رفع حصانة النائب فيصل المسلم لمحاكمته على ما ابداه من رأي داخل مجلس الامة فإن اساس جبهة الدفاع عن الدستور تشكل في الاصل ردا على مقترح النائب السابق والوزير الحالي السيد علي الراشد.
طبعا تم جلد علي الراشد وتخوينه واتهامه حتى قبل ان يعلن عن مشروع التعديل الذي يخطط له. ولما اعلن عنه لم يتطوع او يتفضل احد بمناقشة موضوع او تفاصيل التعديلات المقترحة، وفي الواقع فان هذا لم يكن ممكنا لان المعنيين او الذين «احتكروا» العناية بالدستور وبالوضع العام ناقشوا المقترحات قبل ان تطرح ورفضوا مبدأ التعديل من الاساس.
اليوم وبعد تنامي الاحتجاجات العربية أو ما يسميه «المتفائلون» بالربيع العربي فان شهية المعترضين وجبهة «الا الدستور» بالذات قد انفتحت بحدة لاجراء تعديلات جذرية وفجائية للدستور الذي اقسموا وعملوا قبل شهور على «الدفاع» عنه ضد محاولات التنقيح والتعديل.
انا ما زلت عند رأيي منذ البداية وحتى الغد، دستور 1962 كان الحد الادنى قبل نصف قرن، وكان من المفروض ان يتطور وان ينقح لتحقيق المزيد من الحريات السياسية والحقوق العامة لجميع المواطنين. لكن المؤسف انه تم «ترجيعنا» اجتماعيا وسياسيا، حيث تم تغيير التركيبة السكانية، مما جعل المجتمع خلف المبادئ الديموقراطية والنظام السياسي الذي تم اختياره للبلد، بعد ان كان مواكبا لها او حتى متقدما ـــ بنخبه ـــ عليها. اصبح الدستور «يخب» علينا بعد ان كان بالكاد يتماشى واوضاعنا وتطلعاتنا التي عبرت عنها الصراعات السياسية الاجتماعية منذ وفاة مؤسس الوطن الشيخ مبارك، خصوصا بعد الانقلاب السياسي الذي دفع بمجاميع الردة الدينية ومكنها من الهيمنة على الانشطة السياسية والاجتماعية للبلد «تم منع نادي الاستقلال من اقامة «التمبولة» رغم انها لقاء اجتماعي للعائلات، بحجة انها قمار، في حين سمح للجمعيات الخيرية الدينية باجراء يانصيب جائزته الف دينار لمن «يتبرع» بدينار واحد».
لهذا ففي رأيي... انه طالما ان الدستور حاليا «يخب» علينا فالافضل ان نتمهل حتى «نطول» بدلا من اضافة المزيد مما يعتنا ويصعب حمله او السير به.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك