قرية فلسطينية سكانها مهددون بالإنقراض، فأرضها تبتلعهم
عربي و دوليديسمبر 28, 2007, منتصف الليل 493 مشاهدات 0
كلما إقترب فصل الشتاء على هؤلاء الناس كلما زادت مخاوفهم.. فقبل ثمانية أشهر تهاوى السد الترابي لأحواض المياه العادمة على مدخل تلك القرية فغرقت حينها بتلك المياه وقتل سبعة وأصيب خمسة وثلاثون آخرون، فيما دمر 250 منزلا بالكامل و120 دمروا بشكل جزئي.
قرية أم النصر شمالي قطاع غزة التي تبدو كشبه جزيرة حيث يحيطها ثمانية أحواض ضخمة للصرف الصحي.. معاناة تفوق الوصف، فالإحتلال الإسرائيلي ومياه الصرف الصحي كافيان بتدمير كل شيء هناك.. الحجر والشجر والإنسان، جميعهم مستهدفون في القرية، فالبيوت مدمرة ولم تعد صالحة للسكن، وحالة الفقر والبطالة بين شباب القرية زاد من تلك المعاناة، أما القصف الإسرائيلي اليومي لمنازلهم فحدث ولا حرج، خاصة وأنها لا تبعد كثيرا عن الحدود بين قطاع غزة وأراضي الـ 48.
تخوف من تسونامي جديد
وقال 'زياد أبو فرية' رئيس المجلس القروي، إن الكارثة قد تقع مجدداً في ظل عدم إنهاء مشكلة أحواض الصرف الصحي شمال غزة، واستمرار تدفق مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار على الأحواض، مشيراً إلى أن هناك بعض الأمراض المنتشرة في القرية مثل التهاب السحايا، التهاب الكبد الوبائي (فئة أ)، التيفوس، الأمراض الهوائية، الالتهاب الرئوي الإسكرياس، التبول اللاإرادي، الجارديا والإسهال خاصة لدى الأطفال .
وتوقع أبو فرية حدوث طوفان جديد في أي لحظة، خاصة وأن بعض البرك قد وصلت نسبة المياه العادمة فيها إلى مستويات كبيرة.
وقال 'هذا يرعبنا وبتنا لا ننام الليل خوفا من انفجار هذه البرك في أي لحظة، مضيفا أن الوضع ينذر بخطرٍ قادم'.
وقدَر أبو فرية كميات المياه العادمة المتجمعة حول القرية بحوالي خمسين مليون متر مكعب، وقال 'إن هذا يضاعف من احتمالات فيضان بعض تلك الأحواض، ويهدد سكان القرية'.
بالأرقام
وتقع قرية أم النصر، التي تعرف بالقرية البدوية شمال شرق بيت لاهيا، على بعد 2 كيلو متر من حدود القطاع مع إسرائيل، وتتربع على مساحة 800 دونم، ويسكنها حوالي 5000 نسمة ونيّف، ويقدر عدد المنازل فيها بحوالي (550) منزلاً.
وتعود نشأة القرية إلى العام 1995 تحديداً، بعد أن وقع الاختيار على أرض عرب المسلخ، لإنشاء مدينة الشيخ زايد السكنية، حيث تم إخلاء السكان البدو، ونقلهم إلى منطقة الأحواض أو ما يعرف اليوم بقرية أم النصر.
وإضطر هؤلاء الرحالين للسكن هناك بالرغم من وجود أحواض الصرف الصحي في المكان، والبالغ عددها ثمانية أحواض تتربع على مساحة 448 دونماً تقريباً بعمق يتراوح ما بين 6- 10 أمتار، والعمل جار حاليا لإنشاء حوضين آخرين على مساحة 40 دونماً في المنطقة الواقعة شمال القرية.
إسرائيل سبب خراب البيوت
وقد شرعت بعض المؤسسات والبلديات في إقامة سواتر ترابية لمحاصرة المياه المندفعة خارج أسوار الأحواض الخرسانية، والناجمة عن تزايد ضخ المياه العادمة إلى الأحواض، والاعتماد على التبخير الطبيعي كآلية وحيدة للتخلص منها بعد أن فشلت كل محاولات إقناع الإسرائيليين بتنفيذ خط المياه الناقل إلى البحر، والذي يقضي بمعالجة المياه العادمة وتنقيتها من الشوائب ومن ثم ضخها إلى البحر.
ونجم عن رفض إسرائيل لتنفيذ المشروع، أن اقتحمت المياه العادمة السواتر الترابية واندفعت إلى منازل السكان وأغرقتها، مما أدى إلى موت أطفال ومسنين غرقا، ونفوق رؤوس الماشية ووقوع دمار كبير في القرية التي يعاني سكانها بؤس العيش منذ اليوم الأول لإقامتهم فيها.
الحياة في قرية أم النصر كما يقول ساكنيها أقرب إلى الموت فهم يعيشون رعباً حقيقياً من رصاص وقذائف الإحتلال ومن فيضانات الصرف الصحي من جديد، والأقاويل حول الفيضان المتوقع في أي لحظة أصبحت متداولة في كل بيت وأسرة، وتذكرهم بمستقبل مجهول.
تعليقات