محمد الدوسري متوعدا شيوخ القبائل: إما أن تنتهجوا منهج آبائكم وأجدادكم المحافظين على كرامات أبناء عمومتهم، وإلا بعناكم بثمن بخس
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2011, 12:38 ص 2104 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال
شيوخ لكن فقراء
كتب محمد مساعد الدوسري
أن تكون شيخا لقبيلة في الماضي، يعني أن تحمي هذه القبيلة وتساعد أفرادها على العيش بسلام قدر المستطاع، وتمنع أي إهانة أو جور أو
حيف قد يقع على أحد من هذه القبيلة، وتثأر لأي منهم إن ما لحقه ظلم أو استبداد، هذه بعض معاني الشيخة في ذاك الزمن الذي كان الناس
يحتاجون إلى الشيخة، ولم يكن يحصل عليها إلا من يوفر هذه الأشياء، وكرامة أبناء القبيلة كانت على رأسها، وإلا فإن شيخته تفنى ويأتي
غيره.
في هذا الزمن الأغبر، هناك من بعض أبناء شيوخ القبائل من يسعى لتدمير كل معنى سام لهذا المسمى الشرفي، الذي لم يعد أحد يعترف به إلا
في النشاطات الاجتماعية، فما كان من هؤلاء القلة إلا التعايش بهذا اللقب وتحصيل ما يأتي به من منافع دنيوية
بخسة، ولو كان ذلك على حساب كرامات الناس، والناس هنا هم أبناء القبيلة ممن كان جده يعمل على حمايتهم وصون كراماتهم، ليأتي أحفاده
ويهينون كرامات هؤلاء الناس من أجل حفنة من الدنانير، فهل يمكن أن تكون شيخا وتعاني من الفقر والكرامة؟.
هناك من شيوخ القبائل من يفرض احترامه، ويتعامل بثقل ورزانة مع الأحداث الجارية في الكويت، ولا يترك أحدا يستغل مسماه لضرب
المعارضة النيابية والحراك السياسي الاجتماعي الدائر حاليا، لمعرفته أن ذلك ليس من شيم الشيوخ، ويحرص على النأي
بنفسه عن الأفخاخ الحكومية التي توضع هذه الأيام في محاوله منها لإعادة إحياء نظام القبيلة السياسي، وهو أمر غبي بغباء مستشاري
الحكومة الأفذاذ الذين أوصلونا إلى هذا الحال المتردي في كل المجالات.
كيف تتحول الحكومة التي تتغني بالدستور إلى مؤرخ يبعث الروح في نظام سياسي سابق للدولة ويتعارض معها، هل من المعقول أن التخلف قد
أصاب العقلية الصدئة لمستشاري الحكومة لدرجة لجوئهم إلى تحويل الكويت إلى يمن عل وعسى أن يبقى شخص على كرسيه، على من
يتحدث عن الدستور وكونه مسطره تقاس بها المسافات أن يعود إلى نظام الدولة ورشده، ويتعامل مع الشعب والمعارضة بمنطق سياسي
عصري، بعيدا عن البحث في دهاليز التاريخ لمخرج ما لحكومته الآيلة للسقوط في أي وقت.
شيوخنا الأعزاء، لكم احترامكم وتقديركم، لا لشيء إلا لما فعله آباؤكم في وقت من الأوقات، وعلى ذلك فإن هذا الاحترام يذهب إلى أهله
الموتى، وأنتم على بقية من وصل معهم، فإما أن تنتهجوا منهج آبائكم وأجدادكم المحافظين على كرامات أبناء عمومتهم،
وإلا بعناكم بثمن بخس كما يحاول البعض منكم أن يبيعنا هذه الأيام في سوق النخاسة الجديدة التي دشنها مستشارو الحكومة.
تعليقات