الاصلاح وقمع الفساد بعيد المنال في ظل حكومة غارقة في بحر ظلام مستشاريها، فحوى مقالة غليفص بن عكشان

زاوية الكتاب

كتب 531 مشاهدات 0



الشاهد

الحكومة والتيارات     
Monday, 04 July 2011 
غليفص بن عكشان

تزعم الحكومة أنها تقود الدولة أخذاً بأحكام الدستور، على أساس أنها مهيمنة على جميع أجهزة الدولة وتنفيذ القوانين، وأن لها الحق بترتيب

المصالح العامة، وهذا، من منطلق واجبها الدستوري، واقع صحيح، وأن سياسة الدولة وترتيب مصالحها هي المهيمنة عليها . ولكن الشعب

من خلال الواجب المفروض على الحكومة يرى عجزا ً ظاهرا ً للحكومة عن القيام بواجبها، ومرد ذلك في نظر الشعب أن الحكومة مقادة

وغير قائدة، ويرجع سبب ذلك الى مستشاريها وأعوانهم، فالأعوان ينفذون رؤية المستشارين والحكومة غافلة عن ذلك، والمستشارون حلقة

مغلقة على أعضاء الحكومة يصعب أن يفلت منها رأي الا حسب ما يقترحه المستشار مع تضافر هذه الحلقة الاستشارية التي قوتها تفوق رغبة

الحكومة.
أضف أن المستشار يحيط به رعيل الأعوان الذين يتزلفون لقربه خشية نقمته عليهم وحتى لا يرفع أمرهم خلافا ً لحقيقة عملهم الى من وضعه

مستشاراً، اذ المستشار أمين المستشير، ولكن هذا عندما يكون المستشير أقدر من المستشار، أما اذا كان المستشار لديه من وسائل المكر

بحيث ينفذ ارادته تحت توجيه المستشير، فان الأخير يصبح منفذا ً لرغبات المستشار، وهذا هو الذي أدى الى تراكم العجز الحكومي عن

تحقيق طموح الشعب الكويتي بشأن تحقيق التنمية الشاملة، وابعاد الكفاءات الكويتية التي ليس لها واسطة عند المستشارين لأنهم يحاربون

الكفاءات الوطنية ويستعينون لعجزهم بالوافدين الذين يرعون مصالحهم ولا يخالفون رأي المستشار الذي يرعى مصالحه ومصالح من جعله

مستشاراً.
ذلك أن المستشار هو أداة التيار التابع له لدى الحكومة، والتيار يحمي المستشار لأنه مفتاح دخوله الى تحقيق مصالحه، لذا يدعم المستشار

الذي يسرب له توجه الحكومة في كل شأن من شؤون الاقتصاد خاصة، أيضا ً، القرارات المزمع اتخاذها في شأن المناصب القيادية، بما يحرك

رغبات التيارات لكسب هذه المناصب حتى يكون لها النصيب الأكبر من المراكز القيادية، وترشح العناصر الخاملة التابعة لهذه التيارات من

أجل تنفيذ أجندة التيارات التي تهدف لكسب المناقصات وتعطيل مصالح الشعب مقابل تحقيق مصالحها الشخصية، والحكومة غارقة في

بروتوكول التشكليات دون ملاحظة اغراقها في رغبات التيارات من خلال المستشارين رسميا ً وخلافا ً لما يهدف اليه مركز المستشار، سيما

وأغلب المستشارين أسما ً بلى مسمى، لأنه حشو من زعانف التيارات لسد الفراغ حتى لا يصل الى هذا المركز كفاءة وطنية ترتب المصلحة

للدولة والشعب .
أذن الحكومة غارقة في بحر ظلام مستشاريها والشعب الضحية، ومستقبل الدولة بهذه الحالة مجهول، أضف الى ذلك الشقاق وحفر الخنادق

السياسية بين أصحاب القرار واعتماد كل طرف منهما على مستشاريه الذين يرعون مصالحهم دون مصلحة المستشير ومصالح الدولة

والشعب، لذا أصبحنا وأمسينا على توجيه التصريحات غير المجدية والسبب عجز الحكومة في اتخاذ قرارات مفيدة للوطن تؤدي لتنمية بشرية

وأخرى سياسة داخلية وخارجية وثالثة اقتصادية تقود لرسم سياسة استراتيجية تؤدي للاطمئنان النفسي الاجتماعي، وترفع الاحباط عن الشعب

الكويتي الذي وصل اليه من تخاذل السلطات في خدمة الشعب، وهذه سياسة الوزير الأول حال قيام المجلسين في ثلاثينيات القرن الماضي هي

السائدة الآن لأنها سياسة متوارثة، لذلك فالاصلاح وقمع الفساد بعيد المنال في ظل حكومة همها الابقاء على عقول المستشارين الخاملة التي

هواها مصالحها دون تحقيق مصالح الدولة والشعب. اللهم احفظ الكويت من كيد القريب والبعيد، وهيئ للشعب الكويتي حكومة تدرك بالعقل

مصلحة الدولة ومستقبل أجيالها لها الفطنة والادراك لمقاصد المستشارين الفاسدين، آمين.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك