تحسبا لسقوط النظام وبوساطة 'حماس'

عربي و دولي

إيران تتصل بجماعة الاخوان المسلمين بسوريا بعد تواصلها معهم بمصر

4001 مشاهدات 0


تبعات سقوط النظام السوري بالنسبة لإيران وللمنطقة، تعني تغيرا في الخارطة الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط عموما، وتبدلا في ميزان القوى ومعادلة الصراع العربي-الإسرائيلي. سقوط النظام السوري يعني بالنسبة لإيران خسارة حليف استراتيجي لا يمكن تعويضه، وتعني تقليصا للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية عموما ولبنان وفلسطين تحديدا. ولذا فإن إيران تقف وبصرامة مع بقاء النظام السوري وتدعمه بكل قوة وعلنية، وهو موقف كشف ازدواجية معايير دولة دينية تدعي المباديء بمساندة الشعوب المستضعفة في ثوراتها بتونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين، ولكنها تقف موقفا مناوئا لتطلعات الشعب السوري وتصف ثورته بالمؤامرة الامريكية والصهيونية على سوريا بسبب صمودها في وجه المخططات الأمريكية بالمنطقة- كما تقول.
 لكن السياسة لا تعرف صديقا دائما كما يقولون، ولا تعرف عدوا دائما أيضا، ولذلك فإن احتمالات سقوط النظام السوري تتزايد يوما بعد يوم، وبالتالي فإن هذا السقوط وسط حالة عدائية لإيران من قبل الشعب السوري المنتفض ضد نظامه، تعني خروجا إيرانيا من سوريا الحليف، وقطعا لجسر تواصلها مع ذراعها العسكري في المنطقة ممثلا بحزب الله اللبناني. لقد استثمرت إيران في التحالف سوريا كثيرا وعلى كافة الأصعدة: سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا، ومن ثم فإن خسارتها لحليفها الأهم يعني ضربة لاستراتيجيتها في سياسة الهيمنة على المنطقة العربية وتقليصا لنفوذها فيها. ولذلك فإن إيران بدأت تستقريء المستقبل: من سيحكم سوريا بعد سقوط النظام؟ وتأتي الإجابة سريعا: سيكون للإخوان المسلمين في سوريا دور أساسي في قرار المستقبل، بل لعلهم- مثلما في مصر- القوة المنظمة تنظيما قويا يمتلك التمويل والقدرة على التأثير في أحداث المستقبل. هكذا ترى إيران في مصر، حيث كانت ولا تزال على تواصل مع تنظيم الإخوان فيها قبل وبعد سقوط النظام.
 مصادر ذكرت ل أن إيران بدأت بالاتصال بالإخوان المسلمين في سوريا، وأن هذا الاتصال تم من خلال وساطة فلسطينية عن طريق حركة حماس، التي بدأت تبتعد شيئا فشيئا عن النظام السوري خوفا من تبعات تحالفها معه بالتأثير على موقعها في سوريا المستقبل. إيران تشعر بعداء الشارع السوري لها، مثلما حماس، والإخوان المسلمون يريدون استغلال هذا الإدراك بإبعاد الإيرانيين عن النظام السوري، فوافقوا على الاتصال بالإيرانيين شرط السرية التامة. وتم في اللقاء الذي جرى ترتيبه في طهران بوساطة حماس قبل أيام، حوار 'عتاب' من جانب الإخوان المسلمين السوريين، وحوار مجاملة باللغة الناعمة الإيرانية المعتادة التي أكدوا فيها أنهم متحالفون مع سوريا لأهميتها وكموقف استراتيجي وتمنوا لو أن تفاهما يتم مع النظام لوقف الاحتجاجات شريطة الإصلاحات.
 مصادر أخرى أكدت ل أن الإيرانيين نصحوا بشار الاسد بالإصلاحات السريعة، وقد جاءت هذه النصيحة أثناء لقاء سري عقده الأسد مع زعيم حزب الله اللبناني بدمشق قبل أكثر من أسبوعين، نصحه نصرالله خلالها بإطلاق سراح المعتقلين، وهو ما حدا بالأسد- حسب مصادر إيرانية ل- بإطلاق 'مبادرة' العفو الثانية عن المعتقلين التي أطلقها من جامعة دمشق في خطابه الطلابي قبل أسبوعين.
'الموقف الإيراني من سوريا وما يجري فيها، هو موقف سياسي محركه الأول مصلحة إيران الاستراتيجية'- هذا ماذكره مصدر ل بطهران، مضيفا: 'ولإن كانت مصلحة إيران تتطلب اتصالا سريا مع المعارضة تحسبا لسقوط النظام، فهذا هو ما تم ويتم حاليا'.

الآن-طهران-خاص

تعليقات

اكتب تعليقك