البحرين: معنى إعادة نشر قوات درع الجزيرة

خليجي

6906 مشاهدات 0

فتاة بحرينية على رشاش مدرعة خليجية

أستطيع أن أزعم دون تردد ان الصندوق الاسود لسجل كوارثنا يستمد مفردات محتواه من قاموس إيراني. فبحكم المنطق الداخلي للأحداث تكشف حجم فشل محاولة صبية الاستخبارات الايرانية عبر شبكاتهم إمتطاء مهرة عربية جامحة لم يكونوا أهلا لركوبها في شوارع مملكة البحرين،أوشوارع الكويت .تلاها هجوم رئيس الأركان الإيراني فيروزبادي في مايو2011م بالقول ان هذه المنطقة 'كانت دائما ملكا لايران' و إن 'الخليج فارسي انتمى وينتمي وسينتمي دائماً لايران'. لقد إنجلت الغمة من سماء البحرين بعد أن حققت قوة درع الجزيرة أهداف خطتها الأمنية البحته، حيث لم يكن لها أهداف على الصعيد السياسي في الساحة البحرينية كما روجت اطراف تشغل طهران حيزا كبيرا من أفقها. لهذا ستنعقد بعد أيام قليلة طاولة الحوار،بمشاركة قوى تمثل كل اطياف الشارع البحريني، بنسبة  تأكيد مشاركة 94% من قبل الذين وجهت اليهم الدعوات من الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات العامة،ولهذا جاء الاعلان عن إنسحاب أوإعادة انتشار قوات الدرع .
  وسواء كان إنسحاب قوات الدرع من مملكة البحرين الشقيقة ابتداءً من الاثنين المقبل 4 يوليو2011م  كلي أو جزئي أو لاعادة ،توزيعها '  REDEPLOYMENT' -والذي يعني عسكريا سحب القوة وإعادة نشرها بمهمات جديدة وفي أماكن مختلفة للحصول على نتائج افضل مما سبق - فهو مؤشرعلى أن القوات البحرينية قادرة على  تأمين الوضع و تدعيم الاطمئنان في نفوس المواطنين،وهو من جهة اخرى نجاح دول مجلس التعاون في تطبيق مبدأ الامن الجماعي،ومعاهدة الدفاع المشترك؛ورغم ما شاب عملية الانفتاح في البحرين في البداية من شد وجذب غير مبرر على أصعدة تميزت بقصر النظر الاستراتيجي،فإن ماجرى في جانب منه قد أثلج  صدر العسكري الخليجي حين حقق ما تدرب على تنفيذه في تمارين مشتركة منذ منتصف الثمانينات . 
تغادر قوات الدرع البحرين كما يغادر الصقر وكره ليعود كما يشاء، باحتشاد البحرينيين لشكرهم فيما يشبه ماستقبلوا به حين قدومهم بالأعلام والزغاريد. فمنذ إعلان الملك حمد بن عيسى آل خليفة حالة السلامة الوطنية قبل ثلاثة أشهر، لم يقذف البحرينيون رجال الدرع بالقنابل الحارقة، ولم يسدد قناص خليجي طلقة لمتظاهر كما كان يحدث في بلفاست 1969م عاصمة ايرلندا الشمالية ضد قوات الاحتلال البريطانية،بل كان هناك تعاون كبير بين أهالي البحرين ورجال أمن الخليج العربي  الذين جاؤا لحماية ممتلكات البلد، وتأمين حياة مواطنيه، فأنضوت القوات الخليجية تحت مظلة قوات حفظ النظام بإمرة قوة دفاع البحرين. فتحقق الامن بسرعة أصابت الفتنة الخارجية في مقتل.
زغاريد اهل البحرين في وداع بعض اخوانهم من منتسبي قوات درع الجزيرة التي  قلبت موازين القوى في وجه صبية الاستخبارات الايرانية كان لها صدى على الشاطئ الايراني المقابل  تمثل في اطلاق  14 صاروخ بالستي  ضم  زلزال و  قدر وشهاب 1 و شهاب 2 و فاتح 110 .و التي كان اطلاقها نهاية القسمِ الثاني من المرحلة الاولى من مناورات الوحدات الصاروخية في الحرس الثوري المسماة(الرسولِ الاعظم 6)، مما يعني ان عودة الاوضاع الى طبيعتها في مملكة البحرين قد لايعني بالضرورة زوال الخطر عن المنطقة، بل دافع  لتركيب صندوق أسود جديد. 

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك