قوات سورية تحتشد قرب الحدود التركية، وفرار مئات اللاجئين

عربي و دولي

2210 مشاهدات 0


قال شهود يوم الخميس ان قوات سورية احتشدت قرب الحدود مع تركيا مما يزيد التوتر مع انقرة في حين يستخدم الرئيس السوري بشار الاسد القوة العسكرية بصورة متزايدة لمحاولة سحق انتفاضة شعبية.

وذكر شهود أن مئات اللاجئين المذعورين عبروا الى تركيا هربا من هجوم للجيش.

وقال سكان ان القوات السورية دخلت قرية منغ القريبة من الحدود مع تركيا يوم الخميس في اطار حملة عسكرية متصاعدة في المناطق الريفية الى الشمال مباشرة من حلب.

وقال أحد سكان حلب 'اتصل بي أقارب من منغ (على بعد 15 كيلومترا الى الجنوب من تركيا). تطلق ناقلات جنود مدرعة نيران مدافعها الرشاشة بشكل عشوائي والناس يفرون من القرية في كل الاتجاهات.'

وتصاعدت نبرة الانتقادات التركية للرئيس السوري بعد أن كانت ساندته في السابق في مسعاه لاقامة سلام مع اسرائيل وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بينما فتح الاسد السوق السورية امام البضائع التركية.

وقال مسؤول بالهلال الاحمر التركي للصحفيين ان نحو 600 سوري عبروا الحدود صباح يوم الخميس.

وقال لاجيء كان مزارعا في منطقة جسر الشغور ذكر ان اسمه معن 'انهم يهرولون مذعورين. رأوا ما حدث لقراهم' وذلك في اشارة الى عملية برية نفذها الجيش السوري في منطقة التلال الواقعة جنوب غربي حلب قالت جماعات معنية بحقوق الانسان ان القوات السورية قتلت فيها أكثر من 130 مدنيا واعتقلت ألفي شخص. وأضافت أن نحو 1300 مدني قتلوا في سوريا منذ منتصف مارس اذار.

ورأى صحفيون من رويترز نحو ستة جنود سوريين فوق سطح مبنى مكون من ثلاثة طوابق على تل يطل على الحدود وعلى الجانب الاخر مباشرة من قرية جويتشتشي التركية. وكان المبنى مهجورا قبل ذلك ورفع شخص علم تركيا فوقه.

وأنزل الجنود السوريون العلم التركي ورفعوا علما سوريا. وظل الجنود في المبنى طوال الصباح ثم انسحبوا منه قبل الظهيرة. ووصلت أربع حافلات محملة بالجنود في غضون ساعة وبرفقتها شاحنة صغيرة مثبت فوقها مدفع رشاش.

وخيمت أسر لاجئين سوريين أسفل برج المراقبة على الحدود داخل الاراضي السورية لكن الجنود في البرج لم يقتربوا منهم. ورأى صحفيون من رويترز في جويتشتشي نحو خمس ناقلات جند مدرعة تسير وسط تلال على الجانب السوري.

وقال عمر بربر اوغلو وهو صحفي من تلفزيون رويترز 'لم يقتربوا بهذا الشكل من قبل ... لكنهم لم يصلوا الى المكان الذي يوجد فيه اللاجئون.'

وسمع صحفي من رويترز أصوات نيران بنادق الية في حوالي الساعة 10.30 صباحا (0730 بتوقيت جرينتش) لكن لم يتضح من يطلق النار وعلى اي اهداف.

وتصاعدت الاحتجاجات في المناطق الشمالية السورية الواقعة على الحدود مع تركيا بعد هجمات للجيش على بلدات وقرى في منطقة جسر الشغور بمحافظة ادلب غربي مدينة حلب دفعت أكثر من عشرة الاف شخص للفرار الى تركيا.

وفي اليوم المئة لانتفاضة شكلت التحدي الاكبر لحكم الاسد قال سكان ان جنودا من الجيش والشرطة السرية تساندهم مركبات مدرعة اقاموا يوم الاربعاء حواجز على الطريق الرئيسي من حلب الى تركيا وهو ممر رئيسي لشاحنات الحاويات من اوروبا الى الشرق الاوسط والقت القبض على عشرات الاشخاص في منطقة الى الشمال من حلب ثاني اكبر مدينة في سوريا.

وقال طبيب يعيش في المنطقة لرويترز بالهاتف 'يحاول النظام اجهاض احتجاجات في حلب بقطع الامدادات مع تركيا. اناس كثيرون هنا يستخدمون شبكات الهاتف المحمول التركية للهرب من التجسس السوري على مكالماتهم ولهم صلات عائلية مع تركيا وهناك ايضا طرق تهريب قديمة كثيرة يمكن ان يستخدمها الناس للهرب.'

ولم تشهد أحياء وسط حلب احتجاجات تذكر وهو ما يرجع جزئيا الى الوجود الامني المكثف واستمرار التحالف بين الاسر السنية التي تعمل بالتجارة والطائفة العلوية التي تحكم سوريا.

وقال مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين ان ما بين 500 و1500 شخص فروا يوميا عبر حدود سوريا مع تركيا التي تمتد لمسافة 840 كيلومترا منذ السابع من يونيو حزيران.

ويصل عدد سكان سوريا الى 20 مليون شخص وخرجت الاحتجاجات الاكبر في مناطق وبلدات ريفية ومدن تقطنها أغلبية سنية.

ويقول محللون ان هناك خطرا كبيرا من أن تنزلق سوريا التي تعيش فيها طوائف السنة والاكراد والعلويين ويوجد بها مسيحيون الى شفا الحرب مع اعتماد الاسد المتزايد على قوات من العلويين الموالين له ومسلحين يعرفون باسم الشبيحة.

وحذرت تركيا الاسد من تكرار اعمال القتل الواسعة في المدن والتي حدثت اثناء حكم والده في الثمانينات. وقال مسؤول تركي كبير يوم الاحد ان الاسد امامه أقل من اسبوع لبدء تنفيذ اصلاحات سياسية يعد بها منذ فترة طويلة قبل ان يبدأ تدخل اجنبي. ولم يدل بمزيد من التفاصيل.

وقلل وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الاربعاء من امكانية التدخل الاجنبي في بلاده. وطلب من تركيا اعادة النظر في ردها على كلمة ألقاها الاسد قبل أيام قال الرئيس التركي عبد الله جول بعدها ان وعود الاسد بالاصلاحات غير كافية.

ووعد الاسد في ثالث كلمة يلقيها منذ بدء الاحتجاجات في سوريا بتنفيذ اصلاحات لكن معارضين وزعماء رأوا أنها اصلاحات قليلة ومتأخرة وغير واضحة.

وأصدر الاسد عفوا في اليوم التالي لكلمته وقال محامون معنيون بحقوق الانسان ان العفو ضم بشكل أساسي تجار المخدرات والمتهربين من الضرائب واللصوص.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الاسد يفقد مصداقيته.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك