بعد 10 سنوات من الحرب

أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسميا بدء الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان بعد عشر سنوات من الحرب التي بدأت بأمر من الرئيس السابق جورج بوش غداة اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، حرب كلفت الولايات المتحدة عشر مليارات دولار شهريا وقتل فيها أكثر من 1600 جندي.
 
جاء خطاب أوباما اليوم لعرض الخطة التي سبق وأن أعلن عنها في كانون الأول/ديسمبر 2009 - أشهرا قليلة بعد توليه الحكم - والهادفة إلى تطبيق الإستراتيجية القاضية بسحب الجنود الأمريكيين من أفغانستان والذي يبلغ عددهم 99 ألف جندي، حيث ستتم عملية الانسحاب حسب ما فصله أوباما في خطابه الذي وجهه إلى الأمريكيين مباشرة من البيت الأبيض وفق مراحل، حيث سيبدأ أولا بسحب 10 آلاف جندي بدء من الشهر المقبل ولغاية نهاية العام الجاري على أن يبلغ إجمالي عدد الجنود الذين سيتم سحبهم 33 ألف بحلول صيف 2012، لتتواصل عملية الانسحاب بعدها بوتيرة مطردة مع تسليم الشؤون الأمنية إلى السلطات الأفغانية التي ستساعدها على تحقيق المصالحة بين فئات الشعب الأفغاني بما في ذلك حركة طالبان.
 
'إنها البداية... لكن ليست النهاية'
 
وأكد أوباما في خطابه مواصلة بلاده حربها ضد الإرهاب حيث قال 'إنها البداية... لكن ليست النهاية' مؤكدا ضعف تنظيم القاعدة والضغوط الممارسة عليها حيث أنها 'تعاني كثيرا، وهي عاجزة بشكل فعال عن تعيين بدائل للمسؤولين الكبار في التنظيم الذين تمت تصفيتهم' وهذا بعد أقل من شهرين على عملية الكومندوس الأمريكية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الثاني من أيار/مايو في الفيلا التي كان يقطن فيها في أبوت أباد (100 كلم إلى شمال العاصمة الباكستانية إسلام أباد).

ووجه أوباما في سياق حديثه عن الحرب المستمرة ضد الإرهاب رسالة خاصة إلى باكستان التي تدنت العلاقات معها منذ مقتل بن لادن على أراضيها من دون علمها - حيث طالبها بضرورة 'الوفاء بالتزاماتها' في مجال مكافحة المجموعات الإرهابية والقضاء على ملاجئهم المقامة على أرضها وزيادة ضلوعها في استقرار المنطقة التي مزقتها الحرب'.
 
كما وعد الباكستانيين بالعمل معا من أجل 'اجتثاث سرطان التطرف العنيف'

وبإعلان أوباما بداية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يكون قد وفى مرة أخرى بإحدى وعوده الانتخابية - بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق -  وهذا قبل أقل من عام على الانتخابات الرئاسية 2012 التي سيكون أوباما مرشحا مرة أخرى فيها.