إغتيال القذافي : عملية 'أطلق النار وأنسَ'

عربي و دولي

2797 مشاهدات 0


تنازع بيروقراطية المدنيين معظم العسكر،لكن أشد مايؤلم العسكري عجزه عن الاحتفاظ بالتقدير الادبي نظير خدمة الوطن في أشد صورها خطورة. لكن تقدم العمر لم يحل دون العميد يعقوب الدعيج وحقه كاملا في آخر معاركه التي شهدتها قبل أسبوعين في المستودعات الطبية. وقد سألت آمر الدفاع الجوي الكويتي السابق  1976-1980م  وانا أداعبه عن آخر أخبار صديقه وزميله في الدفعة العقيد...
فقال:تقصد القذافي !!
وأضاف : الله لايحفظه... هذا رجل صلف منذ أن كان زميل لنا برتبة ملازم في دورة للاستخبارات والأمن في بيكنزفيلد ' Beaconsfield' في المملكة المتحدة 1967م فلا تقارنني به، فأنا لا اريد إلا صرف معاشي و دوائي .
 صلف القذافي وقناعته بأنه يستحق تقدير يساوي ان يجثم على صدر مواطنيه40 سنة قادمة أوصل العديد من عواصم صنع القرار إلى ان إغتياله خير وسيلة لوقف تدمير مابقي من ليبيا،خصوصا أن الكثير من الموالين للقذافي قد بدأوا فى التكيف على الحياة انتظارا للموت لقناعتهم باستحالة توقف زعيمهم عن القتال.
  عملية الاغتيال أطلق عليها اسم 'أطلق النار وانس'  وتكلف 1.5مليون دولار بفريق يضم 130 عميلا من بريطانيا وفرنسا . لكن القذافي ليس بطريدة سهلة  حيث لا يعرف مكان وجوده إلا مجموعة محدودة من كبار مساعديه ومعاونيه. وقد قيل انه يختبئ في متاهة ضخمة من أنفاق مياه النهر العظيم التي يصل عمقها 182 متراً وطولها 3500 كم بمساحة تعادل غرب أوروبا.ومما يزيد من صعوبة رصده، قطعه للاتصالات إلا مع قواته عبر شبكة مؤمنه. بل انه لم يحضر  جنازة نجله سيف العرب.
 ولم يكن متوقعا حضور القذافي لجنازة ولده من وجهة نظر استخبارية، لتعرضة  لمحاولات اغتيال عدة منذ بداية الأزمة، ولاحتياطاته التي بناها لسنوات، نتيجية تعرضه لمحاولتي اغتيال في بنغازي ومحاولة في الجنوب. هذا من قبل شعبه، أما المحاولات الدولية فاشهرها الغارات التي شنتها طائرات الرئيس الاميركي رونالد ريغان  1986م على بيت القذافي وهو نائم ،فقتلت بعض اطفاله،عقابا له على تفجير مرقص ' La Belle' في برلين الغربية  الذي يرتاده الجنود الاميركيين. كما تعرض لمحاولة اغتيال في 1996م علي يد البريطانيين وفضح فشل العملية ضابط مخابرات بريطاني يدعي ديفيد تشايلر.
إن مبررات تصفية هذا الطاغية- الذي عبر بتصرفاته عن القدرة التخريبية للنعمة المادية خير تعبير- أكثر من أن تحصى،لكننا زيادة في التوثيق نشير لقتله 1200 سياسي في سجن  بوسليم  حيث جمع جثثهم في حاوية وألقاها في البحر،وتفجير طائرةلوكيربي 1988م حيث قتل 259 راكب،والطائرة الفرنسية فوق النيجر 1989م وقتل 170 راكبا،وإهداره أموال الشعب الليبي حتى ان مناظر المدن الليبية وهي سليمة دون ان تتعرض للقصف تصيبك بالاحباط جراء بؤسها وشحوب مبانيها،حيث ان جانبا كبيرا من عبقريته الشريرة كان يكمن في قدرته الهائلة على توظيف العوز لترويض الشعب الليبي .
ولا شك ان تدخل دولة أجنبية لتغتال زعيم عربي أمر محفوف بالمخاطر،فلازالت ردة الفعل الغاضبة من شوارع عربية عدة حين أعدم الطاغية صدام ماثلة في الاذهان رغم شرعية الاجراء ومبرراته الاخلاقية،لذا نعتقد ان إلقاء القبض على القذافي  حيا هو الخيار الافضل حتى يحاكمه الشعب الليبي وحتى يكون وقوفه في الاقفاص متهما ثم مدان درسا للطغاة.
قبل أن أودعة قال العميد يعقوب الدعيج هل تصدق ان القذافي عندما كان معنا في الدورة كان يرفع الاذان في المعسكر البريطاني خمس مرات في اليوم،وكان يدخل في جدل لانهاية له مع عمال مطعم المعسكر ضد وجود لحم الخنزير .فكيف تمسك وفق حسابات منطقه الاعوج  بحرمة لحم الخنزير شابا وأحل لحم شعبه وهو كهل !!

د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك