الموسيقى الأمريكية أمتعت الحضور
منوعاتيونيو 16, 2011, 11:28 ص 769 مشاهدات 0
وتتواصل أنشطة مهرجان الموسيقى الدولي، بأنغام من الشرق والغرب، فبعد عبق التراث والمقامات العراقية كان الجمهور على موعد مع الموسيقى الأميركية.. ألحان خفيفة ومرحة، وتعبر عن لحظاتنا اليومية في الحياة.
أحيت الليلة الرابعة من ليالي المهرجان فرقة 'هوبن جون' للموسيقى الوترية، وهي فرقة قادمة من بروكلين الحي الأشهر في جنوب غرب نيويورك، وهو حي يتمتع بثقافة خاصة قائمة على تآلف الأعراق من سود وبيض وهسبان وآسيويين.
من عمق هذا التآلف والتنوع، أو التناقضات ـ إذا شئنا ـ تنبع موسيقى 'هوبن جون'، ففيها رغم طابعها الوتري إيقاعات السود وصخبهم، والمسحة الدافئة للشرق، وروح البهجة التي يتمتع بها البسطاء من عمال ومزارعين.
الموسيقى الأميركية لا تخاطب النخبة، ولا تتطلب حضوراً بالزي الرسمي، فهي بعيدة عن الشكليات والطقوس المبالغ فيها والحواجز، يرتدي العازفون الأربعة ملابسهم العادية، كما يرتدي أي شخص ملابسه، بلا أي تناسق أو ادعاء الأهمية.. فالملابس هنا ليست ذات أهمية، لأنهم يودون أن يقولوا لمن يستمع إليهم: نحن أناس عاديون وطيبون مثلك.. لكننا نحب أن نفرح ونبتهج ونرقص مع الحياة، فإذا أحببت أن تشاركنا فمرحباً بك.
وهكذا خاطب شون كوندرون جمهور مسرح مركز عبد العزيز حسين، بكل المفردات العربية التي يعرفها، فرحب بهم ودعاهم إلى الغناء معه.. لصبح الجمهور بمثابة كورال مشارك وفاعل.. في محاولة لجعل الفرح معدياً، والسعادة ممكنة ولو للحظات.
السمة الثالثة التي ميزت الفرقة، هي الحس التعليمي، فكما هو واضح فإن معظم أعضاء الفرقة لا يعزفون فقط، بل يدرسون الموسيقى أيضاً لأجيال مختلفة، ولذلك حرصوا في فترات الراحة بين الأغاني والمعزوفات، على تعريف الجمهور بطبيعة وأجواء كل أغنية، بل وأيضاً الآلات التي يستعملونه خصوصا آلة 'البانجو' التي يعزف عليها شون، فهو حاول أن يشرح لنا التكنيكات المختلفة للعزف عليها وطبيعة النغم الصادر عنها، والذي يشابه نقرات آلة القانون العربية، وأيضاً تشبه الآلة في شكلها آلة 'الجوزة'.
أما السمة الرابعة فتتعلق بالإعلاء من قيم الحب والترابط الأسري، وعدم تعليق السعادة على ما لم يأت، لأنه ببساطة يمكن الشعور بها فوراً إذا أردنا.. وهنا تخدم الأغنية مجموعة الأفكار التي يؤمن بها أعضاء الفرقة الراغبون في توصيل رسائل أخرى، غير مجرد العزف والغناء.
وأخيراً، من الواضح من ملابس الفرقة، وطبيعة الأداء، والألوان الغنائية، هذا الانحياز إلى الطبقات الشعبية المهمشين بأحلامهم وقصصهم البسيطة، واستلهام الفلكلور خصوصا المرتبط بجبال آباليتشيان.
تضمنت وصلة فرقة 'هوبن جون' للموسيقى الوترية أكثر من عشرين أغنية ومعزوف، تحمل أحاسيس ومعاني الحب والأمل والحلم والتفاؤل منها: will the Circle Be Unbroken – Hop High – Fly Away – So Long – Skye Boat Song
يذكر أن الفرقة تتكون من شون كوندرون (عازف غيتار وبانجو وماندولين)، أليشا جو رابينز و سارا آلدن وكلتاهما عازفة كمان ومغنية، وتايلور برغنر (عازف باس)
فرقة هوبن جون للموسيقى الوترية بروكلن، نيويورك
تقدم فرقة هوبن جون للموسيقى الوترية، عروضا موسيقية، كما تدرس الموسيقى المنبثقة جذورها من القصص وألحان الكمان والتقاليد المرتبطة بجبال آباليتشيان في الولايات المتحدة. ومن خلال القصة والأغنية تبعث فرقة هوبن جون للموسيقى الوترية من جديد تجربة العامل الأمريكي والمزارع وأفراد من شتى أنماط الحياة. مزجت هذه الموسيقى لتجمع الناس حول الغناء والرقص والاحتفال بالحياة. تتألف الفرقة من عازفي كمان وعازف غيتار وعازف بانجو وعازف باس. بلا شك ستجعلك هذه الفرقة تقفز على قدميك وتلهمك بأن تغني معها
أليشا جو رابينز (عازفة كمان ومغنية).
تستعرض تاريخ الموسيقى الأمريكية للجمهور الوطني والعالمي. مع ميل إلى موسيقى البلو وأولد تايم وكاجون وكلزمر، تجولت رابينز في دول مثل غواتيمالا وإنجلترا وفرنسا وبولندا وكندا. بالإضافة إلى العروض التي تقدمها، تقوم رابينز بتدريس ثقافة وتقنية الموسيقى الأمريكية التقليدية للصغار والكبار. كما أن رابينز تعد عضوا مؤسسا في فرقة «ذا ماملز» وعازفة الكمان في فرقة «غولم» وهي فرقة كلزمر - بنك المشهودة في مدينة نيويورك. في عام 2003، أطلقت ألبومها «شوغار شاك»، وهو ألبوم منفرد لموسيقى الكمان الأمريكية التقليدية. كما ستطلق فرقة الروك المؤسسة في بروكلن، «غرلز إن تربل»، ألبوما من مجموعة أغان حول النساء في العهد القديم في عام 2009. رابينز حاصلة على درجة البكالوريوس من كلية برنارد كما تلقت تعليمها في معهد بيبودي للموسيقى.
سارا آلدن (عازفة كمان ومغنية)
مقيمة في بروكلن، نيويورك، وهي مؤدية طموحة ومعلمة في المجتمع. إلى جانب عملها في فرقة هوبن جون لموسيقى الوتريات عملت آلدن مع دان زانيس في فرقة ووز آند جوز فلاتفكس لموسيقى الوتريات. وجالت لمدة خمسة أعوام حول العالم مع أوركسترا لوميسنت واستضافت ورشات عمل للكمان الروماني والهنغاري. آلدن حاصلة على درجة البكالوريوس في الموسيقى من كلية بروكلن وسافرت إلى أوروبا الشرقية والبلقان ومنطقة آباليتشيان في الولايات المتحدة لدراسة الموسيقى الفولكلورية التقليدية وتجميعها.
شون كوندرون (عازف غيتار وبانجو وماندولن)
ولد وترعرع في كوينز في نيويورك وهو موهوب في العزف على العديد من الآلات الموسيقية. قدم كوندرون عروضا موسيقية مع العديد من الفرق مثل فرقة ووستر ستريت ترولي لموسيقى الجاز، وفرقة تِن بات، وفرقته الخاصة بروكلن ريذم ماسترز. وكمدرس روحاني يقوم كوندرون بتعليم الطلبة في مدارس نيويورك الحكومية ضمن برنامج أبدع! كما أن له نشاطا آخر ضمن برامج التعليم الخاص من خلال شركة المستشفى. وكوندرون هو المدير الموسيقي لسيرك بندلستيفجامبوري وايلد وستب جامبوري. إلى جانب عمله في منطقة تراي ستايت تنقل في كل من إيرلندا وألمانيا وهنغاريا وسلوفانيا وروسيا وغواتيمالا وبيزيلي وكندا والمكسيك. تلقى كوندرون تعليمه في كل من جامعة نيويورك وبرتشايس وكلية مانهاتن للموسيقى.
تايلور برغنر- كرزمان (عازف باس)
يتمتع بخبرة في العديد من ألوان الموسيقى بما فيها كلزمر وبان لاتن أميريكان والجاز التقليدي. تنقل على الصعيد العالمي إلى العديد من الدول مثل كندا واليابان وبولندا وإسبانيا وتايوان. ويمارس دوره في نيويورك كمحاضر لتقنيات الباس ونظرية الموسيقى إلى جانب أمور أخرى. تلقى برغنر - كرزمان تعليمه فى كلية سارا لورانس في برونكسفيل في نيويورك، وكلية لونغي للموسيقى في كامبردج، ماستشيوتس ومركز بحوث تأليف الموسيقى الحاسوبية في باريس في فرنسا.
تعليقات