د.حسن عباس ينتقد موقف هايف من آبل، ويعتبر مطالبته بعدم الإفراج عنه كبت للحريات ومطالبة للسلطات الأمنية بقهر الناس

زاوية الكتاب

كتب 834 مشاهدات 0



الراى


د. حسن عبدالله عباس / ناصر أبل «المغرّد»
 

 
يا نائبنا الفاضل السيد محمد هايف المطيري، حاول أن تتغلب على ميولك العاطفية وحاول أن تغلّب الحس الوطني والقانوني والدستوري في الميزان على كفة العقد المذهبية والقومية. فهذا المغرد ناصر أبل درس وتجربة جديدة في مقام التعامل الوطني مع مقومات وأسس هذا البلد، وهي المقومات التي لولاها لما تمتعت بمقعدك الأخضر.
فهل سألت نفسك ما الذي جعل النائب مسلّم البرّاك يقول لا أؤيد ما قاله المغرّد ولكنه في الوقت نفسه يطالب بالإفراج عنه! لا يوجد تناقض هنا، فالمبدأ الدستوري هو حرية الرأي، فالأصل الحرية ومن ثم ومن بعدها يأتي محتوى هذه الحريات. فعندما نتحدث عن انتهاك أصل الحرية، فساعتها نتحدث عن خلل دستوري يشمل السلف والشيعة والليبراليين، أما عندما نتحدث عن التفاصيل فيجب أن نترك الأمر للقضاء والمحاكمات. لا ادري إن كان الحديث بهذه الصورة النظرية مفهوماً أم لا، لكن دعني أوضح لك أكثر.
هل تعلم أنك حين تطالب بعدم الإفراج عن ناصر أبل فإنك طالبت بكبت الحريات، وطالبت ببسط يد السلطات الأمنية لقهر الناس وربط ألسنتهم وحقهم في التعبير. فكبت الحريات هنا بمعنى منعها قبل أن نعرف حول ماذا أو من قائلها. فبتصرفك وتأييدك لاستمرار حجز أبل، كأنك قلت للحكومة حسناً فعلتِ بمنعكِ للعريفي من دخول الكويت، وناصرت ودافعت عن إدارة الرقابة بمنع كُتب بن العثيمين وبن باز، ووافقت الحكومة على إزالة آيات التكفير من منهج التربية الإسلامية من دون الرجوع إلى مجلس الأمة، وساندتها على التكفيريين وأقررت بأنهم وباء ومرض ويجب على الأمن أن يمنعهم من الحديث في مساجدنا، وسمحت لأمن الدولة بمراقبة هواتف وتحركات أتباع السلف الصالح، ورفعت الحرج عن التربية والإعلام بلبرلة المجتمع، وموقفك هذا قيدت نفسك ومنعتها من معارضة الخيم الرمضانية وانتشار الرذيلة والفسق والفجور!
فدع عنك التعصب والتحزب وارجع إلى الدستور واترك القضاء يأخذ مجراه ودافع عن حقوق المواطنين الدستورية. فإما كذلك أو أنك ستكون الخاسر كما هم!


د. حسن عبدالله عباس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك