خطايا الحكومة فى إهدار أكثر من 400 مليون دينار لخدمات العلاج في الخارج يعددّها ذعار الرشيدي ضحايا رصاص «التخبط» الحكومي
زاوية الكتابكتب يونيو 10, 2011, 1:37 ص 393 مشاهدات 0
الحكومة الظالمة ليست فقط تلك الحكومة التي تأمر عسكرها بإطلاق النار على المتظاهرين وتقتل عشرة أو عشرين أو ربما 200 كما قال القذافي في احصائية شهداء موجة الثورة الأولى ضده وضد حكومته، اطلاق الرصاص ليس وحده دليل الظلم، بل عندما يموت اي شخص بسبب الأخطاء الطبية فهذا ظلم، وعندما يموت المرضى بسبب «قصور» في الخدمات الطبية فذلك ظلم، وعندما يموت المصابون بسبب «نقص» المستشفيات فذلك ظلم أيضا، لا أملك احصائية عن عدد المرضى الذين توفوا في البلاد نتيجة «قصور» و«نقص» الخدمات الطبية و«ازدحامها» وعجزها عن أداء عملها بشكل يتوازن مع عدد السكان، ولا أعتقد ان أي جهة في البلاد لا مجلس الوزراء ولا «التخطيط» ولا «الصحة» تملك احصائية وفيات نقص وقصور الخدمات الطبية في بلد هو الأثرى في المنطقة، بل ومن بين أثرى 10 بلدان في العالم، ومع هذا آخر مستشفى حكومي تم بناؤه يعود الى ثمانينيات القرن الماضي، ودع عنك الحديث عن «التوسعة» السريرية والتي هي في نظري ليست أكثر من حل «ترقيعي».
الحكومة دفعت في 3 سنوات ما بين عامي 2007 و2009 أكثر من 400 مليون دينار لخدمات العلاج في الخارج، وهنا ارتكبت 3 خطايا، الأولى: اهدار غير مبرر للمال العام، الثانية: استخدام تلك الوسيلة العلاجية كورقة سياسية استغلها النواب، الثالثة: انها ظلمت المرضى المستحقين ولم تقم ببناء مستشفى واحد بهذا المبلغ الخيالي الذي يمكن ان يبني في بلادنا مدينة طبية متكاملة تجعلنا قبلة العالم طبيا وفي أقل من 3 سنوات، ولكنها السياسة، قاتل الله السياسة، والتخبط الحكومي لا بارك الله فيمن أشار بهذه المشورة.
نعم، أعتقد ـ بغير جزم فلست أملك احصائية ـ ان نقص الخدمات الطبية وقصورها المتمثل في غياب المستشفيات تسبب في وفاة عدد من الأبرياء، صحيح انه لم يطلق عليهم الرصاص في مظاهرة ولكن رصاصة «التخبط» لا تختلف كثيرا في أثرها عن الرصاص الحي، والمأساة انك في حالة تعرضك لرصاصة حي تعرف من قاتلك ولكن عندما تصاب برصاصة «تخبط» يضيع دمك بين أروقة الحكومة وتقارير الأطباء، المأساة الأخرى ان قتلى الرصاص الحي يعتبرون شهداء بينما صرعى رصاصات «التخبط» لا يكتب في شهادة وفاته سوى «مات نتيجة انخفاض حاد في الدورة الدموية» مرفقة بشهادة دفن.
توضيح الواضح: يا سادة كل من مات نتيجة إهمال طبي او قصور الخدمات الطبية ومواعيد الأشهر دمه في رقبة كل مسؤول حكومي، قد لا تعرفونهم وقد لا نسمع عنهم كون ذويهم اعتبروا ان القضية «قضاء وقدر» ولكنهم يوم القيامة حتما سيطالبونكم بدمائهم البريئة، فخافوا الله بأبنائكم وابنوا مستشفيات جديدة وأعيدوا للخدمات الصحية حياتها من جديد بعد ان بدأت تئن تحت وطأة مناقصاتكم وتحالفاتكم السياسية وكوبونات العلاج في الخارج التي صرفت بين عامي 2007 و2009.
تعليقات