الحديث عن خلافات أسرة الحكم يعتبره نصار العبدالجليل 'بدعة' ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1926 مشاهدات 0

نصار العبدالجليل

القلم والحقيقة
 

الحديث في أُسر الحكم (خيانة(

 
نصار العبدالجليل

 

البدعة في هذه الأيام اننا أينما نذهب وفي اغلب ما نقرأ ونسمع نجد (الحديث عن خلافات أسرة الحكم)، فهل نحن بالكويت في غابة ام في صحراء؟ الذي نعرفه ان الكويت دولة مؤسسات ودولة قانون والعلاقة بين الحاكم والمحكوم محددة بدستور، ولا يجوز لاحد الطرفين الانقلاب على الاخر، علاقتنا السياسية مع الأسرة من خلال ما نص عليه الدستور ومن خلال أمير البلاد، وعلاقتنا مع الحكومة (مجلس الوزراء) من خلال الدستور والبرلمان، وأي خلل او خلاف في الحكومة بين الوزراء انفسهم وان كان من ابناء الأسرة الوزراء فنعالجها من خلال الدستور والقانون.وللاسف اقول ان الذي يضخم الخلاف بين ابناء الأسرة هم من الطابور الخامس والإعلام غير العقلاني او المدسوس، وقد أكدنا ذلك تكرارا ومرارا ان الإعلام هو عمل تجاري بالدرجة الاولى، فما تروّجه بعض المؤسسات الإعلامية من اثارة وتصعيد والمبالغة والكذب أحياننا يصب في مصلحتهم المادية بالدرجة الاولى ثم السياسية، اما السياسيون من النخب السياسية واعضاء مجلس الامة فهم مصدر الاثارة وصناعة الاخبار لهذه المؤسسات، علما بأن بعض النواب هم المستفيدون من اختلاف او خلاف اقطاب الحكومة، وتجدهم (اعضاء مجلس الامة المعارضة السياسية) منذ سنوات طويلة وهم يتنططون بين اقطاب الحكومة متلونين ومتشكلين حسب مصالحهم وناخبيهم فيوم تجدهم معارضة أليفة لأحد اقطاب الحكومة وتجدهم معارضة سلبية ضد القطب الثاني والعكس صحيح.اما القول بان الخلافات بين اقطاب الحكومة من الوزراء الشيوخ او غيرهم هي خلافات جديدة ولم تكن موجودة سابقا وبهذا الحجم، فهذا من الجهل وعلى من يقول ذلك الرجوع الى التاريخ، فخلافات الوزراء من ابناء الأسرة اوغيرهم هي خلافات طبيعية وقديمة في عالم المصالح والسياسة.قد يقول البعض ان ابناء الأسرة هم بانفسهم يتحدثون عن خلافات الأسرة وفي الإعلام والفضائيات، فنقول وللاسف هذا واقع ولكن برأيي هذا من الخطأ الفادح والكبير وعليهم الانتباه الى الفتنة، ولكن خطأهم هذا لا يبرر ان يقوم الاخرون بالحديث في خلافات الأسرة، لان مثلا لو قام انسان بالتعدي لفظياً على أهله فلا يبرر لنا ان نتعدى لفظياً على أهله. اذن بالنهاية لا يصح زج أسرة الحكم في خلافات السلطة التنفيذية، لان أسرة الحكم تمثل النظام والنظام يمثل الدولة (الكويت) وأمنها والحديث في أسرة الحكم هو الحديث في مسند الإمارة وذلك ضرب للدستور والنظام وضرب الدستور والنظام هو ضرب في امن الكويت وضرب امن الكويت خيانة وبالمختصر فان الحديث عن صراع الأسرة، اعتقد انه نوع من الخيانة.
ولكن ما سبق ليس مبرراً للسكوت عن فساد السلطة التنفيذية (الحكومة) لان الفساد والتخلف الواقع في الكويت هو نتيجة فساد السلطة التنفيذية بالدرجة الأولى لما يقع عليها من مسؤولية في ادارة شؤون الدولة، ثم ان تناحر وتحزب اقطاب الحكومة هو الذي ادى الى تناحر وتحزب اقطاب المعارضة، وساهم هذا التحزب في ضرب الوحدة الوطنية وفساد النسيج الاجتماعي.مما اضعف المعارضة السياسية الايجابية للقيام بدورها التشريعي والرقابي.

< نافذة على الحقيقة:
< ينكر البعض اعتراضنا الدائم على الخروج الى ساحة الارادة والتعبير وخصوصا ان الدستور والقانون يسمح بذلك بعد اخذ الموافقات الأمنية من الجهات المختصة، فأحب ان اؤكد ان اعتراضي هو على حضور ومشاركة اعضاء مجلس الامة وقيامهم بمصادرة حقوق الشباب بالتعبير عن أنفسهم وعن مطالبهم، وهذا يذكرني بالثورات القائمة الآن في الوطن العربي، حيث تتم التضحيات من قبل الشباب من النساء والرجال والاطفال ثم يقوم زعماء أحزاب المعارضة بقطف الثمار (فهل من مدكر)؟
- وتستمر المطالبة بعلاج أسباب أمراض السلطة التشريعية: والعلاج هو الحوار والمراجعة لاصلاح النظام الانتخابي وباعتقادي هو عمل تغييرات جذرية وأهمها وباختصار (تأسيس جمعيات وطنية سياسية غير فئوية: مادة الدستور 43 - وتحويل الكويت الى دائرة انتخابية واحدة - وانتخابات لقوائم شبه مغلقة)، لتكوين (معارضة سياسية ايجابية متجانسة تستطيع التصدي لسلبيات وفساد السلطة التنفيذية).
م.نصار العبد الجليل 
 
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك