سعود السبيعي يشيد بقانون تعزيز الوحدة الوطنية بعد أن فسقنا بنعم الله علينا ومسك كل منا بتلابيب جاره؟!
زاوية الكتابكتب يونيو 7, 2011, 1:54 ص 847 مشاهدات 0
يا دستور.. عندك دوا للمسحور!
حسناً فعل مجلس الوزراء بتكليف لجنة الشؤون القانونية بإعداد مشروع قانون يستهدف مواجهة مظاهر التعصب الطائفي والقبلي وتعزيز اللحمة الوطنية يحظر بموجبه القيام أو الدعوة أو الحض بأي وسيلة من وسائل التعبير على كراهية أو ازدراء أي فئة من فئات المجتمع الكويتي أو المساس بالوحدة الوطنية أو نشر الأفكار الداعية إلى التمييز، فهذا القانون هو ما كان ينقصنا بالفعل، فقد عانينا من دعوات التعصب الكثير، فكلما زاد رفاه ورخاء المجتمع، زاد التباعد والتباغض بين الناس، فلم يعد الجار يعرف جاره، ولم يعد المواطن يحترم وطنه وداره على عكس ما كان عليه الناس في الماضي عندما كانت أحوالهم المادية بسيطة، كانوا في السراء والضراء إخوة صغيرهم يحترم كبيرهم على اختلاف مكوناتهم الاجتماعية والعقائدية، فهل تجاوزنا الحد المسموح به من البطر وفسقنا بنعم الله علينا ومسك كل منا بتلابيب جاره؟! فكلما ازددنا ثقافة تباعدت بيننا المسافة وكلما توافرت لنا فرص العمل ازداد بيننا الجدل، «فدستور يا دستور عندك دوا للمسحور!»، فيبدو أننا أصبنا بشيء من ذلك المس فلم نتطور في شيء على الصعيد الإنساني سوى انشطارنا إلى فرق ومجاميع شغلها الشاغل سياسة في تياسة، دعك من مقولة «أين المشاريع الصناعية والعمرانية؟» فهذه أسهل مما يتصور عقل الرضيع، فكل شركات العالم رهن الإشارة ولكن الإنسان هو محور نماء الأوطان، فما جدوى المصانع والمباني ونحن بلا مبادئ ومعان؟! فالأمن والسلم الاجتماعي مقدمان على كل مظاهر التنمية والعمران، لقد أصبحت أقلامنا معاول هدم، فقلوبنا مع الوطن وسيوفنا عليه، ففي كل مطلع شمس نفتتح أزمة، وبمجرد أن تنتهي نفتعل أزمة أخرى مختلفين في كل وجهات النظر والقدر واختلافنا من النوع الذي لا يرجى شفاؤه وغير قابل للنقاش لارتباطه بأشخاصنا لا بأفكارنا، فما أسوأ ذلك الاختلاف المبني على الكره والضغينة! فكل العداوات قد ترجى مودتها إلا ذلك العداء المزمن وتلك الحماقة التي أعيت من يداويها، فلم ننجح في مشروع ولم نتميز في موضوع كنجاحنا في اتفاقنا على ألا نتفق، نحن الشعب الوحيد الذي ضاق بالحرية إلى حد الاختناق، فسماع الرأي الآخر يعتبر إهانة والشتائم أصبحت من آداب الحوار الكويتي، فلا يحلو لنا نقاش ما لم نتبادل كلمات التخوين والتكفير والتحقير! انها الديموقراطية يا سادة تلك التي لم نحسن وفادتها والتعايش معها، فلعل إقرار قانون الوحدة الوطنية يهذب أخلاقنا ويكف آذاننا، فوضعنا يصعب على الكافر.
تعليقات