نامي حراب أصيب بخيبة أمل من موقف الفهد في مواجهة الاستجواب
زاوية الكتابكتب يونيو 6, 2011, 2:10 ص 1205 مشاهدات 0
نهاية 'راعي حرشا' شجاع!
مع تحفظي الشديد لوجود تلك الكلمة المنزوية باستحياء في أقصى يسار العنوان أعلاه، ومع علمي بوجود شواهد تاريخية كثيرة برهنت على أن بعض الألقاب والمسميات تفضّل الموت 'دوساً بالبطن' على أن تبقى ملازمة وملتصقة على جباه 'بعض' أصحابها، إلا أن الحال يقتضي أحيانا الالتزام بالأمانة الفنية ومسايرة الذوق العام والاكتفاء بلمسة فنية تعديلية بسيطة لأحد أشهر الأعمال الدرامية العربية!
عموماً إذا كان الأرشيف العربي مازال يحوي بين جنباته ما سمي اصطلاحياً بـ'يوم النكسة' فإن الذاكرة الكويتية ستحمل على كاهلها لعقود طويلة قادمة ما سمي فعلياً
بـ 'يوم النحشة' وهي نكسة أخرى لكنها- هذه المرة- بثياب كويتية خالصة. وما بين النكسة والنحشة يقف الإنسان مشدوها ومذهولا من هول ما أظهرته الصور الخادعة والمشاهد المزيفة لشخوص هاتين الحادثتين!
لنطو صفحة النكسة الأولى فقد مضى زمانها ورجالها، ولنفتح ' دفتر الأحوال' الكويتي لمعاينة قصة 'النحشة' الشهيرة وملابساتها وأبطالها و...ضحاياها!
قرعت كتلة العمل الوطني طبول الاستجواب فقابلها الشيخ أحمد الفهد بدفوف التحدي والاستهزاء..' لست أنا من يخاف الاستجوابات، وانا راعي الحرشا! ' هكذا رددها الشيخ مدوية ومجلجلة تخترق 'أذن الثور وبقرته ' كما يقال.
فاعتقد الشعب الكويتي- وأنا أولهم- أن النائبين الغانم والصرعاوي وضعا نفسيهما في زاوية ضيقة من زوايا الإحراج السياسي ولم يعد أمامهما سوى أمرين لا ثالث لهما إما التسلل قبيل صلاة الفجر من ذلك اليوم الموعود لمنزل الشيخ أحمد والتعهد أمامه بسحب الاستجواب و...السموحة يا طويل العمر! أو إكمال المشوار لنهايته والصعود فوق 'حلبة المنازلة' التاريخية والاستعداد لاستقبال 'سهام الحقيقة' وقذائف العدالة المنطلقة بلا رحمة من 'ثكنة' الشيخ باتجاه حصونهما الهشة والتي لن تنتهي فصولها إلابعد أن ترفع الراية البيضاء من
' صاحبي الاستجواب' يعقبها تعهد خطي منهما بالعمل التطوعي الميداني خلال فترة الصيف اللاهب لخدمة المجتمع!
لكن وأقولها بألم ممزوج بالكثير من الخيبة ..لم تجد شمس الحقيقة أرضا تسطع على رمالها في ذلك الحدث سوى المحطات التالية :
• في ساعة الحسم الموعودة تحولت–بقدرة قادر- وعود وعنتريات الشيخ أحمد الفهد المتعلقة بمواجهة خصومه والتنكيل بهم إلى ما يشبه الزبدة الدانماركية فكان نصيبها...اللحس حتى الموت!
• كانت ' الحرشا ' في تلك الساعة تقف منتصبة بزهو وكبرياء بجوار قاعة المجلس في أبهى زينتها، تتحرق شوقاً لاحتضان 'راعيها ' وهو يحمل بيديه رأسي مرزوق وعادل وهما ملطخان بدماء العار، فإذا 'الحبيب ' يمر بجانب محبوبته بسرعة إعصار' كاترينا ' لا يحمل بيديه سوى نعلين و. بقايا بشت!
• القشة التي قصمت ظهر ' الحرشا وراعيها' في تلك الموقعة لم تكن آتية من جبهة الخصوم ولا حتى من ' سعادة الريس ' وإن كانت ' بصمته ' واضحة في موقع ' الجريم ' لكنها جاءت بلا شك من ' موظفي البلاط ' أو الحاشية المحيطة بـ ' المجني عليه ' إذ كيف للعاقل أن يتصورأن تنسج خيوط مؤامرة بهذا الحجم وبهذا العدد من المتآمرين للإطاحة بأحد 'صقور الأسرة' ثم لا تصل معلومة تحذيرية حتى لو كانت بالحبر السري لأحد أعضاء فرقة 'فواز وسعود' للفنون الجمبازية..فإما أنهم شركاء في المؤامرة أو أنهم شركاء في ...المحامرة!
• يردد الشيخ كثيراً في وجه منتقديه مقولة 'لا تبوق لا تخاف' فإن كان كذلك فأرجو من معاليه التكرم بالإجابة عن السؤال التالي: أبديت إعتراضاً خلال الجلسة حول مشروعية محورين من محاور الاستجواب الأربعه فلماذا لم تمارس حقك الدستوري في تجزئة العريضة وطلب استبعاد هذين المحورين ثم الانبراء بعزم وهمة لتفنيد المحورين الآخرين–خصوصاً- أنهما يتضمنان طعناً مباشراً في ذمتك المالية؟!
أرجو الإجابة مع تمنياتي أن يقرأ سعادتكم مقالتي هذه وهو مازال يرفل بثوب العافية و...الوزارة!
أما أنا فسوف أتمتم بصوت خافت في طريق عودتي إلى المنزل قائلاً...رحم الله
' راعي الحرشا ' الحقيقي!
حكمة اليوم: عندما يقول لك إنسان إنه يحبك مثل أخيه..تذكر قابيل وهابيل!
تعليقات