لم يبقى في قوس الصبر منزع

زاوية الكتاب

كتب 3190 مشاهدات 0


المتتبع للوضع المحلي في الكويت يلاحظ احتقانا في الأجواء وأوضاع متردية على معظم الأصعدة وتوترات بين الشعب الكويتي الواحد. حتى وصل التردي في الأوضاع إلى النزاع والصراع بين الأسرة الحاكمة حيث ظهر جليا في المشهد المؤسف في جلسة مجلس الأمة يوم الثلاثاء 31/5/ 2011 والذي أزعج كل محب لهذا البلد.
 في الحقيقة لم يكن هذا الصراع سرا على أهل الكويت بل إن معظمهم يعرفون ذلك ويلاحظونه الا أن أهل  الكويت أصحاب مروءة وشيمة لا يتحدثون لاهمسا ولا لمزا في هذا الموضوع إكراما وحبا للأسرة الحاكمة وخوفا من أن يؤثر النزاع بينهم على البلد التي هي فوق الجميع .
لكن للأسف الشديد هم من كشف هذا الأمر فأنتقل الضرب من تحت الحزام إلى الضرب في الرأس للوصول إلى الضربة القاضية.
عند هذا الحد طفح الكيل ولم يعد مقبولا السكوت على ذلك ولن نقبل كشعب كويتي أن يكون النزاع بينهم تقسيم لنا ويذهب كل طرف بحزبه ومن ثم يتمزق المجتمع وتكون النتيجة تدمير البلد بسبب المصالح الشخصية ألضيقه. ولنا في التاريخ الإسلامي عبره حيث سقطت دول كبيرة بسبب الصراع على السلطة .
كنت في السابق اعتب على بعض الإخوة من أعضاء مجلس الأمة الذين يعارضون سمو رئيس مجلس الوزراء بشكل مستمر وكنت دائما أرى انه يجب إعطائه فرصة ووقت كافي للعمل وبعد ذلك يمكن تقييم ادائه، إلا إنني كنت مخطئ في تقييمي للأمور. مع احترامي الشديد لشخص سمو رئيس مجلس الوزراء إلا  إن أداءه كرئيس للحكومة خلال المرحلة السابقه كان اقل بكثير من طموح الشعب الكويتي .
بل إن في عهده ظهرت كثير من معاول الهدم للمجتمع الكويتي لم تكن في عهد أسلافه منها على سبيل المثال:

1. ظهور وسائل إعلام استهدفت تمزيق نسيج الشعب الكويتي لم تكن موجودة من قبل.
2. تعذيب المواطنين من قبل رجال المباحث مما نتج عن ذلك وفاة احدهم غدرا وظلما.
3. اهانة ممثلي الشعب من أعضاء مجلس الأمة وكذلك المواطنين من خلال ضربهم من قبل القوات الخاصة في حادثي الصباحية والصليبيخات وهي خطوة لم يسبقه عليها أحد .
4. استشراء الفساد مثل كارثة مشرف وطوارئ 2007 والأغذية الفاسدة وغيرها .....
5. عدم وضوح أوجه الإنفاق في خطة التنمية المليارية والتي كان يتوسم الشعب الكويتي بأن تكون الجسر التي يعبر من خلالها إلى التطور ودفع البلد نحو التقدم والرقي ولكن للأسف الشديد شبه كثير تحوم حول هذه الخطة ويكتنفها الغموض .
6. تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلد ، فلم تصل البورصة إلى هذا الوضع المأساوي كما وصلت له في هذه المرحلة وتدهور تجارة العقار بسب التخبط في القرارات ومحاربة المستثمرين من خلال القوانين المعوقة للاستثمار ومحاربة أصحاب المصالح من المواطنين من قبل بعض الجهات الحكومية المختصة مما جعل الدولة تخسر قضايا كثيرة في المحاكم أمام المواطنين .
7. الاحتقان السياسي المستمر والتراشق بالكلمات بين أطراف الصراع حتى وصل التوتر والاحتقان إلى التشابك بالأيدي بين أعضاء مجلس الأمة في قاعة عبدا لله السالم لأنه استطاع اختراق الأعضاء واستمالة البعض منهم واستخدامهم لاستفزاز الآخرين.
8. زيادة مدة انتظار الباحثين عن عمل من المواطنين بسبب عدم وجود خطة استرتيجية لتوظيف مخرجات التعليم التي تتزايد كل سنة والتي ستصبح كارثة إن لم تجد الحكومة مجالات جديدة لتوظيفهم  .
9. تدهور الرياضة الكويتية بسبب الصراع على المناصب مما افقد الكويت سمعتها العالمية ومكانتها الدولية.
10. ظهور جفوة في العلاقة بين الكويت وشقيقاتها من دول الخليج بسبب المواقف السلبية تجاه القضايا الحساسة لدول مجلس التعاون الخليجي كالموقف المخزي تجاه أحداث البحرين.
كل تلك العوامل التي تعيشها الكويت لم تكن تحصل لولا وجود إدارة سيئة لهذه الحكومة التي فقدت انسجامها مع الشعب الكويتي وقدرتها على التفاهم مع ممثليه من أعضاء مجلس الأمة .
مره أخرى أقول واكرر أننا نحترم ونقدر شخص سمو الشيخ ناصر المحمد إلا أننا نؤكد في الوقت نفسه أن أدائه لم يكن موفقا واستمراره سيزيد الوضع سوء وسوف يقود البلد إلى المجهول .
لكن كلنا أمل في والدنا ووالد الجميع صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله وكما عودنا دائما بمعالجته للأمور بحكمة وحزم أن يعالج هذا الوضع الذي يهدد استقرار البلد فالكويت فوق الجميع وتستحق الأفضل والشعب الكويتي يستحق من يؤمن بقضاياه المصيرية .

اسأل الله يحفظ الكويت من كل مكروه وأن يهدي أهلها سواء السبيل

د. محمد جبر الحامد الشريف

 

 

 


ا 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ا

 

كتب: د. محمد جبر الحامد الشريف

تعليقات

اكتب تعليقك