ذعار الرشيدي يرجح وجود الحل السياسي في يد الأسرة الحاكمة فقط ؟!
زاوية الكتابكتب يونيو 5, 2011, 11:47 م 732 مشاهدات 0
صراع الأجنحة.. وفن تشويه الحقائق
الاثنين 6 يونيو 2011 - الأنباء
ذعار الرشيدي
الحل السياسي المنطقي في هذا البلد ليس في تجميع تواقيع على وثيقة رحيل رئيس وزراء وإن بدت ظاهريا «منطقية» ولا حتى رحيل نائبه، ولا في الخروج في مظاهرات وإن كانت «فرض عين»، ولا حتى في تقديم استجوابات لجميع الوزراء وإن كان الأمر واجبا على كل عضو مجلس أمة حتى على ذلك الذي لم يتحدث سوى دقيقتين، وإن كنت أرى أن صمته أبلغ من «هذرة» نواب الحكومة.
الحل السياسي يمكن في يد الأسرة الحاكمة وليس في يد أي أحد آخر، وعامة الصراع الدائر بين عدد من الأقطاب ليس بمستغرب، ولكن أن ينعكس على كل صغيرة وكبيرة في البلد فهنا مكمن الغرابة، الصراع بين الأقطاب في الأسر الحاكمة أمر موجود في كل بلد ملكي وعلى امتداد التاريخ سواء هنا في الكويت أو غيرها، ولكن أن تمتد رقعة الصراع وتتوسع لتشمل كل جزيء من البلد: المشاريع والقوانين والمناقصات ومجلس الأمة والتعيينات والتنمية بل وحتى تعطيل الحياة البرلمانية بشكل مؤقت، هنا يخرج الصراع عن طبيعيته سياسيا بل واجتماعيا أيضا، ويتحول شئنا أم أبينا إلى حالة عامة يجبر الجميع على الدخول إليها حتى وإن لم توجه لهم دعوة لحضور الصراع.
الشأن الخاص لأي أسرة.. أي أسرة، متى ما تحول إلى شأن عام، فتوقع غير المتوقع، واستعد لسماع العجائب، وهذا ما يحدث الآن، الأمر الذي كنا لا نتمناه ولا نرغب فيه ولا نحبذه.
الأمر ليس في رحيل الرئيس ونائبه فقط، ولا في بقية الأقطاب الأخرى المتصارعة، لم يعد يخفى على أحد من مع من ومن ضد من ومن يوالي من، ولا من يعقد التحالفات وينقضها، ولا كيف تصبح الموالاة معارضة والمعارضة موالاة باتصال هاتفي أو تكتيك مسبق، فلم يعد يخفى شيء خاصة أن الصراع خرج من خلف كواليس غرف كواليس الساسة إلى العلن وأصبح يدور تحت الشمس، ولم يعد من المناسب لنا السكوت أو التغاضي، حتى ان السؤال الذي يلف دواوين الكويت اليوم كعاصفة استفسار مكوكية «وبعدين.. وبعدين؟».
كمواطن كويتي أتمنى أن ينتهي الأمر على خير، وإن كنت أعتقد متفائلا أنه سينتهي على خير، ربما بشكل دراماتيكي غير متوقع لعدد من الأطراف خاصة من خارج الأسرة الذين يستفيدون من الصراع تجاريا و«نفوذيا» بل وحتى سياسيا في الخارج والداخل، وبعضهم يسعى لأن يذكي الصراع حتى ولو أتى على الأخضر واليابس، أعود وأقول متفائلا هذا الصراع سينتهي من حيث لا نتوقع وبطريقة بعيدة عن السيناريوهات المطروحة اليوم والتي قام بتأليفها كل من له مصلحة، الصراع بظني سيتوقف فجأة كما ظهر إلى العلن فجأة.
٭ توضيح الواضح: أسرة الصباح الكريمة، ليس في الأمر مزايدة إن قلنا اننا نحبكم ونحترمكم ونقدر عقدنا التاريخي معكم، ولن يرضى أحد بغيركم أسرة للحكم لا اليوم ولا غدا، ونرى ونلتمس فيكم الخير قبل أي شيء آخر، ولكن السياسة هي فن تشويه الحقائق تصيبنا قبل أن تصيبكم وتؤذينا بشكلها الحالي قبل أن تؤذيكم، أما وقد انعكست على البلد ومؤسساته بأكملها فأعتقد أنه أمر لا ترضونه ولا نرتضيه لا لنا ولا لكم.
تعليقات