يا ترى ما وجه الاختلاف ما بين وثيقة رولا ووثيقة مسلم؟- نواف الفزيع متسائلا ؟!
زاوية الكتابكتب يونيو 5, 2011, 11:46 م 1487 مشاهدات 0
مداولة
إلى شباب «كافي» و«الدستور» و«نريد»
المحامي نواف سليمان الفزيع
صعب اليوم أن تتخذ موقفاً بناء على حق لا على تصنيف سياسي، صعب اليوم ان تجد نفسك تدافع عن طرف بناء على معطيات ترى فيها احقية، المطلوب صار حتى تفوز برضا الناس ان تجهر اما بمعارضتك في كافة الاوقات او ان تدافع عن الحكومة في كل الاوقات فإن قبلت على نفسك ان تكيف موقفك مع الحق فأنت مغضوب عليك من كل الاطراف، للأسف صار التعصب في الرأي شعبية وصار الاقتناع والصوت العاقل مذمة تصبح فيها «متناقض فداوي حكومي انبطاحي» وغيرها من اوصاف.
يوم من الايام كنا في مشاركة من وضعوا انفسهم في موقع متقدم بما يسمى تجاوزا بالمعارض واليوم كفرنا بمعارضة اليوم، فشتان ما بين معارضة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتي عشنا حقائقها عبر الوثائق وشهادات لرجال شرفاء احياء شاركوا فيها، شتان ايضا ما بين معارضة التسعينيات التي شهدنا بأنفسنا عليها ومعارضة اليوم.
معارضة الماضي كانت حقيقية ظاهرة نزيهة تحمل رؤية وفكراً وتوجهاً سياسياً واضحاً، كانت بحق تعبر عن نبض الشارع سواء كان في الشأن الاقليمي او العربي او المحلي، كانت معارضة تحمل افكارا تقدمية وثورية حقة، كانت تحمل في طياتها الشعر والادب وثقافة واسعة.
معارضة اليوم معارضة خاوية الفكر والرؤية والثقافة وبالتالي لا برنامج واضحاً لها، بالامس كان يتقدم المعارضة رجال شرفاء امثال سامي المنيس والدكتور احمد الخطيب.
الراحل سامي المنيس لم يتلوث بالفساد السياسي ولا المالي ودخل العمل السياسي نظيفاً ودفن وهو نظيف.
معارضة اليوم معارضة ملوثة فاسدة مخترقة لوثها المال السياسي فهناك منهم من استولى على اراضي الدولة ودخل في مشاريع مشبوهة كالمكلسن والداو وطوارئ 2007 وهناك منهم من تلوثت يده بالمال والعمولات فأمواله بالخليج تضخمت وارصدة اقاربه كذلك وهناك منهم من تزعم المعارضة بالنهار وجلس بالليل بالجواخير يساوم على هذا المشروع او ذاك.
لكن سيأتي يوم وتنكشف فيه هذه المعارضة الملوثة فالغرق في الفساد المالي والسياسي (يطفح) صاحبه على السطح في نهاية المطاف وهذا ما بدأنا نشعر فيه ونتلمسه في فضائحهم الاخيرة والمرتبطة بدخولهم في مشاريع مشبوهة، وهذه بداية الغرق.
اما الفساد السياسي في المعارضة فتكشفها مواقفهم السياسية، لقد اصبحت لديهم معايير مزدوجة واحكام مزدوجة ورؤية مزدوجة وكأنهم يستهينون بذاكرة الناس كل الناس.
بالأمس القريب وفي استجواب لرئيس الحكومة اخذت النائبة رولا دشتي بطرح فكرة وثيقة اسمتها وثيقة الثقة وارادت ان تجول بين النواب للتوقيع عليها وظهرت اصوات او بالاحرى الصوت العالي في التكتل الشعبي النائب المحترم مسلم البراك معترضا على هذه الوثيقة معتبرا اياها بدعة مخالفة للدستور والاعراف البرلمانية وان على النائب ان تحسم موقفها من الاستجواب في قاعة البرلمان.
هذا ما كان ينادي به النائب مسلم البراك الذي قال ايضا في شأن الوثيقة كفاكم عبثا بالدستور.
سبحان الله وفي وقت قصير جدا يتزعم النائب مسلم البراك فكرة وكأنها فكرة جديدة لم تظهر على الساحة وكأنه اختراع جديد بما يسمى بوثيقة الموقف مطالبا فيها بإبعاد الشيخين ناصر المحمد واحمد الفهد من الحكومة.
يا ترى ما وجه الاختلاف ما بين وثيقة رولا ووثيقة مسلم؟ واحدة تطالب بالتعاون والاخرى تطالب بعدم التعاون هذا هو الجواب المنطقي لكن اليست آلية صياغة الوثائق والتجوال بها على النواب مخالفة للاعراف البرلمانية وعبثاً بنصوص الدستور؟ كما وصف بذلك النائب مسلم البراك مقدم وثيقة الموقف وثيقة النائبة رولا دشتي؟
هل الدستور والاعراف البرلمانية قد اختلفت في زمن وثيقة الموقف عن زمن وثيقة رولا دشتي؟
هذا الموقف لا يخرج في مصدره الا انه استهانة بذاكرتنا وذاكرة الشباب الذي خطب فيهم بوحمود في الجمعة الفائتة او مستهين بذاكرة زملائه النواب او مستهين بالشعب الكويتي على العموم.
لقد فقدنا المعارضة مع من يسمون انفسهم تجاوزا معارضة من يوم ما اصبحت معارضة خاوية فاسدة بخلاف معارضة الماضي صاحبة الفكر والثقافة والنظافة وثبات الموقف السياسي الخالي من الازدواجية في المواقف كما الحاصل معكم اليوم.
كفاكم عبثا واستهتارا في مشاعر وعقول الشباب وسيأتي يوم يكشف كل شيء ويسقط اقنعة الكثيرين كما حصل ويحصل في مصر وتونس وغيرهما من بعد ثورة الياسمين.
ستنكشف الامور في الكويت وسيعرف الناس مدى التلوث الذي اصاب الساحة السياسية وبالأخص من يتصدرها لأن من جمع المال لن يستطيع ان يخفيه كله تحت وسادة رأسه او تحت كاشية بالبيت!
سيعرف الناس من كان قلبه على الكويت بلا مصلحة شخصية ومن ركض باسم الكويت لأجل مصلحة شخصية.
حسبنا في كل شيء رب مطلع على السرائر حكمه نافذ على حكم البشر او على ظلم البشر، سيعرف الناس في حكمه القادم بالآتي من الايام من باع وطنه وملأ ارصدته ومن تحمل الطعون لأجل بلده، من ثبت على موقف فاتّهم بانه متقلب ومن تقلب في المواقف ووصف تجاوزا بالثابت والظلم له رب يرفعه عن عباده.
شباب «كافي» و«الدستور» و«نريد» شبابنا المخلص الوطني الطاهر النظيف، اليوم دوركم وحتى تنجحوا في دوركم لا تجعلوا هؤلاء يستخدمونكم ورقة يساومون فيها ويصعدون على ظهوركم فيها.
المحامي نواف سليمان الفزيع
تعليقات