فيصل الزامل يستذكر مقولة للشيخ سعد العبدالله- 'اللاعب غير المتفرج' ؟!
زاوية الكتابكتب يونيو 3, 2011, 11:02 م 1824 مشاهدات 0
اللاعب غير المتفرج
السبت 4 يونيو 2011 - الأنباء
فيصل الزامل
«محاباة الشيعة» مقولة يستخدمها الاخوة الذين يؤلبون على الشيخ ناصر المحمد، ومن المهم التمييز بين الشيعة ككل، وهم شريحة من شرائح النسيج الاجتماعي والوطني لهذا البلد منذ نشأته، وهنا لابد من القول ان أي متشدد مغالٍ سواء في التوجهات السياسية أو الدينية سيكون محل انتقاد ورفض أيا كان مذهبه في زمان رأينا أن التشدد والغلو قد صار شائعا بين جميع المذاهب، وهو يستوجب وقفة جماعية ضده كونه غلوا مذموما دينا وعقلا، وما من عاقل يقبل بإسقاط هذا الغلو الصادر عن مجموعة ـ مهما كان ارتفاع صوتها ـ إلى عموم الشريحة التي ينتمي إليها عملا بقول الحق تبارك وتعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
كان من مقولات الشيخ سعد الدائمة يرحمه الله تعالى «اللاعب غير المتفرج» ومثلما رأينا نوابا انتقلوا الى مقعد الوزراء فكانت لهم ردود أفعال جديدة ومختلفة بقدر اطلاعهم على المعلومات والوضع السياسي أو الاقتصادي، فكذلك الحال مع من كان في مقعد الشيخ سعد بالأمس، أو اليوم في مقعد الشيخ ناصر المحمد، أو بعد زمن اسم آخر سوف تفرض عليه مصالح الوطن اتخاذ خطوات سيفعلها أي شخص آخر يواجه نفس الظروف بموازنات الضرورة في دولة تحيط بها المخاطر، أو بمهارات يتم معها تبادل الأدوار مع وزير الخارجية في تصريحات شديدة، وأخرى من غيره لحفظ التواصل الذي لا يمكن لمن يمارس مسؤولية الحكم إلا القيام به.
هذه الوضعية، لا يجوز أن يقفز عليها المؤلب على الشيخ ناصر وهو يعرف أنه لو كان مكانه لقام بالشيء نفسه، ومن التحامل الذهاب بعيدا في تسمية شخص على أنه يدير الشيخ ناصر وكأننا نتحدث عن مسؤول مسلوب الارادة أو أنه يتحرك منفردا بغير قيادة عليا أو فريق حكم من داخل الأسرة وفي صفوف الحكومة، هذا كلام يصدق على حالة اختطاف طائرة وليس إدارة دولة كالكويت تمارس فيها الأمور بشفافية، ولا توجد معلومة خافية على رجل الشارع، بدءا من اجتماعات مجلس الوزراء إلى أدق معلومة مهما كانت سرية.
وبالعودة إلى مسألة «الموقع يفرض عليك مواقفك» فإننا نتفهم الاندفاع الذي انزلق إليه نواب نحسب فيهم أكثر مما رأينا، والسبب هو الموقع، غير أن الذهاب بعيدا في هذا المضمار هو المذموم، أن تعرف متى تنطلق... ومتى تتوقف... فأنت تقدر المسؤولية الملقاة على عاتقك، وإذا عجزت عن اتخاذ مواقف أنت مقتنع بها، ورأينا أن عجزك هذا قد تحول إلى عزيمة واتخذت موقفا أنت مقتنع به، ولكن «فقط» عندما قام به غيرك ممن هو أعلى صوتا منك، فإننا سنصاب بإحباط شديد، وتكون ممن يقول «إذا أحسن الناس أحسنت».. وما هذا بالمتوقع منك يا من أقسمت القسم الغليظ.
كلمة أخيرة:
كنت في ديوانية يوم الخميس الماضي مع مجموعة من المخضرمين فعرض مشهد من تجمع يوم الجمعة قبل الماضي، وسمعوا عبارات يمنية تقال بحق الكويت، قال قائلهم: «الله يهديكم، سويتونا واليمن واحد؟».
تعليقات