ملك البحرين يدعو للتحضير لحوار للتوافق الوطني

خليجي

1324 مشاهدات 0


وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل مملكة البحرين السلطتين التنفيذية والتشريعية للدعوة لحوار للتوافق الوطني بشأن الوضع الأمثل لمملكة البحرين ، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتحضير لهذا الحوار الجاد والشامل- ودون شروط مسبقة - اعتبارا من الاول من شهر يوليو من هذا العام داعيا جلالته الجميع للمبادرة الى الاشتراك فيه من خلال استشراف المستقبل واستخلاص المرئيات من أجل دفع عجلة الإصلاح لمزيد من التطور في كافة المجالات، والمساهمة في ترسيخ قواعد المشروع الإصلاحي، وتحقيق آمال شعب البحرين الكريم في السلم والعدالة واستمرار عجلة التنمية والتقدم، ومن ثم تُرفع مرئيات الحوار الى جلالته لعرضها على المؤسسات الدستورية حسب اختصاصها .

وقال جلالته في كلمة سامية تفضل بها خلال استقباله في قصر الروضة هذا اليوم رئيس واعضاء مجلس ادارة جمعية الصحفيين البحرينية ورؤساء تحرير الصحف المحلية وعددا من رجال الصحافة والإعلام في مملكة البحرين وذلك في اطار لقاءات جلالته حفظه الله مع المواطنين الكرام قال انه انطلاقاً من هذا تأتي الانتخابات التكميلية كرافد أساسي للتوافق الوطني الشامل عن طريق استكمال العضوية في مجلس النواب وتكريس مشاركة الجميع في مسيرة البناء والمحافظة على المكتسبات الوطنية وديمومة التطوير والارتقاء .معربا جلالته عن الأمل والرغبة الصادقة في مشاركة جميع أبناء الوطن العزيز في هذه الانتخابات في الدوائر الشاغرة وتجسيد الآمال والتطلعات الشعبية التي تجلت في انتخابات 2010 .
واكد جلالته أن المواطنة بما تحمله من معاني الولاء للوطن والغيرة عليه والاعتزاز بهويته والانتماء إليه ، تلقي مسئولية كبيرة على الصحافيين والإعلاميين في هذه المرحلة ، والتي تتطلب رأب الصدع الإجتماعي ، والعمل على ترشيد الرأي العام وحفظ الوحدة الوطنية واستعادة الثقة بين الجميع ، والتحلي بالحكمة والتوازن في سبيل خلق الأجواء المناسبة للتواصل الإيجابي على كافة المستويات واصفا جلالته الصحافة والإعلام بأنهما عنوان المشروع الإصلاحي مؤكدا جلالته على الاستمرار في دعم ومساندة هذا الجسم الصحفي والاعلامي ليقوم بدوره الوطني .
وفيما يلي نص الكلمة السامية التي تفضل بها جلالة الملك المفدى ايده الله :

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
الأخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
إنه لمصدر سعادة لنا أن نلتقي اليوم بالكوادر الصحفية والإعلامية في مملكتنا الغالية ، فأنتم قادة الرأي ، وسلطة التنوير ، وصلة الوصل في المجتمع بين مؤسساته الرسمية والأهلية ، إنكم شريك أساسي في مسيرة التنمية الشاملة لهذا الوطن .
وبهذه المناسبة نود أن نؤكد على تقديرنا العميق لرسالتكم السامية والتزامنا الدائم بتعزيز حرية الرأي والتعبير في إطار التعددية السياسية والثقافية والفكرية ، فالصحافة الحرة النزيهة والمستقلة هي دعامة التطور الديمقراطي ، والعامل الإيجابي لتعزيز الترابط المجتمعي وإشاعة روح الألفة والمحبة .
الحضور الكرام ،
إن ما مر بنا من أحداث خلال الفترة الماضية لا يجب أن نتوقف عنده إلا من أجل استخلاص الدروس والعبر ، فعجلة الإصلاح قد تحركت منذ بداية الإجماع التاريخي على ميثاق العمل الوطني الذي قرر من خلاله شعب البحرين الكريم الانتقال إلى فصل جديد من تاريخه ليكون عنوانه التحديث الشامل والحياة الكريمة ، وتكريس التمثيل الشعبي والمشاركة في صنع القرار وبناء حاضر أبناء البحرين ورسم مستقبل الأجيال القادمة .
إن الإصلاح هو المشروع الذي لم ولن نحيد عنه ، فهو إيمان وإرادة بيننا وبين شعبنا ، توكلنا فيه على الله بالعمل والفعل للمضي بهذه المسيرة الوطنية المباركة والدفع بعجلتها للأمام في ظل التدرج الطبيعي لدورة الحياة وتطور الشعوب والأمم .
الأخوة والأخوات ،
من الذي لا يريد أداءً حكومياً أكثر كفاءة؟ أو تمثيلاً تشريعياً أكثر فعالية؟ أو جمعيات سياسية ومؤسسات مجتمع مدني تعمل في إطار الوحدة الوطنية والتزام حكم القانون؟ .... من لا يريد ذلك فهو لا يؤمن بالتطور، كما أنه لن يستطيع أن يوقف السير الطبيعي الصحيح لتقدم حياة الشعوب.
لقد عملنا طوال فترة حكمنا وإلى اليوم على خلق حياة ديمقراطية يطرح الكل فيها مطالبه بكل حرية من خلال ما أتاحته هذه الديمقراطية من مؤسسات ، واستمراراً في هذا النهج ، واستكمالاً للمبادرة الخيرة التي قام بها سمو ولي العهد الأمين والتي ساندته فيها الحكومة والسلطة التشريعية ،
والمواقف الشعبية الوطنية التي تصدرها بيان تجمع الوحدة الوطنية الأخير من أن الحوار هو خيار استراتيجي وطني للوصول إلى الحلول المطلوبة والمتوافق عليها ، فأننا نوجه السلطتين التنفيذية والتشريعية للدعوة لحوار للتوافق الوطني بشأن الوضع الأمثل لمملكة البحرين ، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتحضير لهذا الحوار الجاد والشامل- ودون شروط مسبقة - ليبدأ مع بداية شهر يوليو من هذا العام ليبادر الجميع بالاشتراك فيه بدورهم من خلال استشراف المستقبل واستخلاص المرئيات – والتي آمل منكم التوافق حولها – من أجل دفع عجلة الإصلاح لمزيد من التطور في كافة المجالات، والمساهمة في ترسيخ قواعد المشروع الإصلاحي، وتحقيق آمال شعب البحرين الكريم في السلم والعدالة واستمرار عجلة التنمية والتقدم، ومن ثم تُرفع مرئيات الحوار لنا لعرضها على المؤسسات الدستورية حسب اختصاصها .
وانطلاقاً من ذلك ، تأتي الانتخابات التكميلية كرافد أساسي للتوافق الوطني الشامل عن طريق استكمال العضوية في مجلس النواب وتكريس مشاركة الجميع في مسيرة البناء والمحافظة على المكتسبات الوطنية وديمومة التطوير والارتقاء .. وكلنا أمل ورغبة صادقة في مشاركة جميع أبناء وطننا العزيز في هذه الانتخابات في الدوائر الشاغرة وتجسيد الآمال والتطلعات الشعبية التي تجلت في انتخابات 2010 .
أن المواطنة بما تحمله من معاني الولاء للوطن والغيرة عليه والاعتزاز بهويته والانتماء إليه ، تلقي مسئولية كبيرة على الصحافيين والإعلاميين في هذه المرحلة ، والتي تتطلب رأب الصدع الإجتماعي ، والعمل على ترشيد الرأي العام وحفظ الوحدة الوطنية واستعادة الثقة بين الجميع ، والتحلي بالحكمة والتوازن في سبيل خلق الأجواء المناسبة للتواصل الإيجابي على كافة المستويات . فالصحافة والإعلام هما عنوان المشروع الإصلاحي وسنظل مستمرين في دعمنا ومساندتنا لكم لقيامكم بدوركم الوطني .
الإخوة والأخوات ،
يأتي لقاؤنا اليوم في وقت تعتز فيه المملكة بالدعم السياسي والدفاعي والمادي من قبل أشقائنا في دول مجلس التعاون، وهو الأمر الذي يعكس مقدار المكانة المتبادلة بين دول المجلس بعضها البعض،،، والذي انعكس كذلك بفضل من الله في إصدار المملكة الميزانية العامة الأكبر في تاريخها بعد إقراراها من قبل الحكومة الرشيدة والسلطة التشريعية، مما سيدعم مسيرة اقتصادنا الوطني ويؤكد أهمية دوركم الإعلامي في إثرائها بالتحليل والرأي البناء ، وذلك بهدف تحفيز الإنتاجية وتعزيز التنافسية الاقتصادية واستقطاب الاستثمارات ورفع كفاءة الكوادر البشرية ، حتى يؤدي الجميع دوره في مسيرة البناء والتنمية وتهيئة سبل الحياة الكريمة.
وختاماً ،
وعلى الرغم من أن ما حدث في البحرين خلال الفترة الماضية قد آلمنا، إلا أننا على ما التزمنا به أمام الله وأمام شعبنا ، وإن ثقتنا في الصحافيين والإعلاميين كبيرة ، والمؤمل منكم أكبر ، وشعب البحرين يحتاج إلى من يطلعه على الحقائق ويساعده على خلق رأي عام وطني جامع دون أن يفرق بين أبنائه ، كما نؤكد لجميع الصحافيين والإعلاميين في مملكة البحرين بأن حرياتهم مصونة وحقوقهم مكفولة , ولن يضار أحد بسبب التعبير السلمي والحضاري عن رأيه في ظل دولة القانون والمؤسسات .
وفقنا الله جميعا وسدد خطانا لما فيه خيرِ مملكة البحرين وعزة شعبها الوفي .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بعد ذلك القى سعادة السيد نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك لشئون الاعلام كلمة :
صاحب الجلالة الملك المفدى
اصحاب السمو والمعالي والسعادة
الاخوة الزملاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
سيدي صاحب الجلالة ،،

نقف وقفة تقدير وإحترام أمام جلالتكم ، ونتحلق حول رؤيتكم الحكيمة التي اعطت للبحرين وطنا وشعبا ، مستقبلٌ أكثرَ أمانا وإستقرارا ... ان قمةَ السعادةَ تتملكنا الأن ، ونحن نستمع جميعا الي توجيهاتِ جلالتكم والى رؤيتكم لمستقبل البحرين الحبيبة .. رؤية قائد احبَ شعبه وبنى وطناً لبناته المحبة.

نقول لجلالتكم شكرا .. شكرا لكل كلمةٍ في نطقكم السامي.. وانتم يا صاحب الجلالة لكم من المكانة الكبيرة في قلب كل صحفي واعلامي في هذا الوطن .. وهم الذين جميعهم يعرفون جيدا عن جلالتكم كيف تفكرون وكيف تحلمون من اجل المستقبل المشرق ان شاء الله .

فبإسم زملائي وزميلاتي الصحفيين والاعلاميين والكتاب اتشرفُ ان ارفع الى جلالتكم خالص الشكر وعظيم التقدير على تفضلكم بهذا الاستقبال الرائع والذي نعتبره تكريماً ملكياً لجميع افراد الاسرة الصحفية والاعلامية في البحرين .

وهذا ليس بغريب على جلالتكم ، فطالما كنتم ولا زلتم النصير الأول لحرية الصحافة والاعلام ، وراعياً وحامياً لحرية الكلمة المسؤولة والرأي والرأي الآخر.

صاحب الجلالة ،،،

عقدٌ من الزمانِ قد مضي بقيادة جلالتكم.. وفي هذا العقدِ من عهدِ جلالتكم عاشت صحافتنا الوطنية اياماً ذهبية غير مسبوقة في تاريخها حيث تعددت الآراء وتنوعت على صفحاتها.. لتعكس كل مكونات واتجاهات المجتمع البحريني دون اقصاء أحد .

وتحت رعايتكم الملكية السامية ، مارس الصحفيون والاعلاميون دورهم كاملاً وبكل حرية ومسؤولية وفي اجواء من الأمن والأمان والطمأنينة التي يسرت لهم الحصول على المعلومات بيسر وسهولة .

ولا ينسى الصحفيون لجلالتكم انتصاركم الدائم لوضع قانون متطور ومستنير للصحافة يواكب المشروع الاصلاحي الديمقراطي .. وهم يتطلعون باعتزاز الى جلالتكم وانتم تشاركونهم في كل عام احتفالهم بيوم حرية الصحافة مما يدل على مكانة الصحافة لدي جلالتكم باعتبارها أحد الأعمدة الرئيسية للمشروع الاصلاحي الديمقراطي .

وبفضل الدعم والمساندة من قبل جلالتكم ، فقد تطورت صحافتنا الوطنية كماً وكيفاً وتنوعت صفحاتها لتعكس رغبات كل القراء ، وتعبر عن مكونات كل المواطنين .. آمالهم وآلامهم التي وجدت صدراً رحباً من جلالتكم حفظكم الله .

واليوم – يا صاحب الجلالة .. فأن صحافتنا تعرضت لامتحان صعب نتيجة لما تعرضت له مملكتنا العزيزة من أحداث غير مسبوقة ، وكما استطاع الوطن ان يجتاز هذه التحديات بقيادتكم الحكيمة ورؤيتكم السديدة ، فان صحافتنا استطاعت ان تجتاز هذا الامتحان بثقتكم فيها ومساندتكم لها، وبثقة المواطن البحريني الذي وثق بمصداقية ما ينشر من معلومات علي صفحات الصحف وما يبث في اثير الاذاعة والتلفزيون .

ان الصحفيين والاعلاميين والكتاب الذين يقفون بين أيدي جلالتكم اليوم هم جنودكم الاوفياء ، الذين لن يبخلوا بمداد اقلامهم فقط .. بل بدمائهم من أجل صون حرمة هذا الوطن وأمنه واستقراره في ظل قيادتكم السديدة ... وهم كذلك - يا صاحب الجلالة ، فلم يتوانوا لحظة ولم يدخروا جهداً في تنوير الرأي العام البحريني والعالم اجمع ، بما يحاك ضد هذا الوطن من مؤامرة كبيرة ، وفي دحض كل الأكاذيب والافتراءات .

والصحافة والاعلام كأدة رقابة تدين الاعمال المشينة والتي تسببت في تعطيل عجلة الانتاج والتقدم وادت الي خسائر اقتصادية للمؤسسات البحرينية الخاصة والعامة ومن ضمنها المؤسسات الصحفية والاعلامية .. ومن امامكم ياصاحب الجلالة ندعو كل من تضرر الي رفع الدعاوى الي القضاء ، ومحاسبة جميع المتورطين في الأحداث التي شهدتها البلاد وتطبيق القانون بحق كل من أجرم في حق هذا الوطن وشعبه وفي تأزيم الاوضاع سواء كانوا اشخاصا او جمعيات .. وعدم التساهل في تطبيق العقوبات التي يحكم بها القضاء أو اللجوء إلى العفو الذي يلقي اليوم رفضا شعبيا عاما .

ان مملكة البحرين يا صاحب الجلالة – ستظل واحة للديمقراطية ولحرية الكلمة المسؤولة والتعددية ، فهذه هي سمة البحرين وسنة الحياة ، وهكذا تعلمنا منكم يا جلالة الملك القائد .

ان ابناءك – يا صاحب الجلالة – يعاهدونك اليوم علي الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتكم الحكيمة، درعاً صلباً يذود عن مشروعنا الاصلاحي والديمقراطي، ولن يهدأ لهم بال حتى تتعزز مكانة البحرين كما كانت، واحة للحرية، ومسكناً للأسرة البحرينية الواحدة ، وموطناً للتعايش بين مختلف الطوائف والديانات والاعراق في مجتمع مدني تجمعه الالفة والمحبة.

ان الاسرة الصحفية والاعلامية البحرينية تعلن امام جلالتكم اليوم انها ستستمر في تحمل مسؤلياتها كاملة في تنوير الرأي العام وتوجيه المواطنين للحفاظ على مقدرات وطنهم والتآلف والتحاب فيما بينهم واعانتهم على تجاوز المحنة المؤسفة .

لا للفتنة .. ولا للطائفية .. نعم للوحدة الوطنية ، هي عناوين رئيسية ستتصدر دائماً في كل اجهزتنا من اذاعة وتلفزيون وصحافة وطنية ، لاستعادة الروح البحرينية الطيبة والمتسامحة التي حاول البعض ان يسلبها منا .

صاحب الجلالة :
ليس هناك حرية دون أمن وأمان ، واننا اليوم استعدنا حريتنا بفضلكم وبفضل قادة السلامة الوطنية وقوات درع الجزيرة الشقيقة الذين وهبوا ارواحهم وسخروا كل جهودهم من أجل حماية الوطن ... لكم منا يا صاحب الجلالة الشكر والامتنان ولهم كل التقدير والامتنان ، فلن ينسى شعب البحرين الوفي وقفتهم الشجاعة .

صاحب الجلالة ،،
لقد حملتنا كاعلاميين وصحفيين مسؤولية الكلمة الصادقة والمسؤولة واننا ياصاحب الجلالة نعاهدك جميعا علي الوفاء بها ، والعمل تحت قيادتكم لأدائها .

حفظكم الله ذخراً وسنداً وقائداَ لهذا الوطن ، واباً لكل الشعب ، ونصيراً لحرية الكلمة ، وحامياً لصحافتنا ، واسبغ على وطننا نعمة الأمن والأمان.

عاشت مملكة البحرين .. عشنا لها ... وعاشت لنا ..
وعشتم يا صاحب الجلالة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك