مسفر النعيس يحذر الحكومة من استفزاز فداوية الإعلام الفاسد للشباب

زاوية الكتاب

كتب 1224 مشاهدات 0



استفزاز الشباب والإعلام الفاسد 
 
كتب مـسفـر الـنعـيـس

جميعنا نستهجن ذلك التصرف الذي فعله قلة من الشباب وهو تمزيق صورتي رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولكن هذا التصرف لايمكن أن ينسينا الكم الهائل من الشباب الذين خرجوا للتعبير عن امتعاضهم من بقاء الأوضاع تدور في خانة الفساد والإفساد والتردي في كل شيء.
هؤلاء الشباب يستحقون التحية والتقدير، ولابد من تكريمهم من قبل الحكومة ورئيسها بالذات إن كان منصفا، وذلك لسببين أولهما انهم خرجوا وسط تهديد ووعيد وإغلاق للشوارع بالحواجز وإجبار على تغيير مكان اعتصامهم ليعبروا بكل إصرار عن رأيهم الذي كفله الدستور ويفعّلوا أحد أهم مواد الدستور وهي المادة السادسة والثلاثون التي تنص على حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة ولكل انسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة او غيرهما وذلك وفقا للشروط التي يبينها القانون.
أما السبب الآخر والأهم هو عدم خداعهم لسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، كما يفعل المقربون منه الذين يصورون له خطواته وقراراته بالإيجابية ويضعون جدارا عازلا بينه وبين الشعب وهمومه ومشاكله، فقد قالوا له الشباب كلمات صادقة من قلب حريص على الكويت، قالوا له ياسمو الرئيس الشعب يريد الإصلاح ومحاربة الفساد، فهل هذه هي الكويت التي مزقها الإعلام الفاسد وشتت أهلها وشبابها وإزدرى فئات الشعب الكويتي الذين هم بحاجة شديدة للتكاتف خاصة في هذه الأوقات التي تلفها الأخطار من كل جانب في ظل صمت حكومي مثير، هل هذه هي الكويت التي فرقت بين أبناء بلدها عند اختيار المناصب لتصبح المحاصصة في كل شيء بدءا من التشكيلة الوزارية وانتهاء باختيار رؤساء الأقسام، لتضيع حقوق الكثيرين نظرا لعدم تأثيرهم في التركيبة السياسية أم أنهم مغضوب عليهم بسبب مواقف نوابهم المعارضة لنهج وطريقة الحكومة الفاشلة.
اليوم نحن نحتاج الى جلسات كهربائية لبعض المسؤولين لإنعاش قلوبهم وعقولهم التي توقفت عند هذا الخط والنهج القديم، فلابد من إيجاد طريقة تحيي القلوب وتوقظ العقول، لأننا لن نستطيع تغيير الأشخاص الذين بلغوا من الكبر عتيا وحان وقت راحتهم، فيبدو أن الله سبحانه وتعالى قد كتب على هذا البلد ألا يخدمه سوى عواجيزه ولامكان لشبابه في الصفوف الأمامية حتى يتغير النهج والطريقة العقيمة، فقبل أيام تم التجديد لبعض الوكلاء المساعدين في إحدى الوزارات ولم يزعجني سوى أن بعضا منهم خدمته العملية تعادل عمر أصغر الوزراء في الحكومة الكبيرة والتي سيستمر شيابها في عملهم ليجعلونا نردد ( هرمنا هرمنا يابلد، أين فرصتنا لخدمتك؟).
ياسمو الرئيس، إن الأمور تزداد سوءا وقد يكون القادم من الأيام ليس جيدا، فمؤيدوك يزيدون النار حطبا ويستفزون الشعب وشبابه عبر إثارة نعرات سابقة يعرفها التاريخ جيدا ويقول مؤيدوك خلافها، فنحن نتمنى أن تكون القرارت القادمة لحكومتك ووزرائك شعبية وغير مستفزة، فيبدو أن هناك من لايرتاح للهدوء والهدنة بين السلطتين فيأتي بقرارات تهبط كالصاعقة على رؤوسنا وأعضاء الأمة، فالدستور يئن من تناثر مواده كمن يقبع في ركن التأجيل، فنتمنى أن تحتوي الحكومة غضب الشباب بل غضب الشعب الذي يغلي وقد ينفجر مع تزايد استفزاز فداوية الإعلام الفاسد للشباب الذي يتمتع بطاقة قد يكلف كثيرا جمحها ولعل الطريقة الأسلم احتواءها وتهدئتها، وحفظ الله الكويت من كل شر ومن كل إعلام فاسد.

 

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك