تكتل الأسر -ويقصد الوطني- يتبعون أنصر أخاك ظالما أو مظلوما في مناصرة نوريه-هذا رأي حسن عباس

زاوية الكتاب

كتب 849 مشاهدات 0


حينما نصنف حادثة العارضية الأخيرة بأنها خطيرة فذلك لما أحدثته من أثر بليغ في النفس. ليس من نافل القول أن نذكر الجميع بأهمية الحدث وخطورته، لأنه واضح ولا يحتاج المتابع إلى برهان، ولكن تصنيفه بالخطير مهم لمن يريد أن يتجاوز الحدث بسرعة الصاروخ محاولاً التقليل ما أمكن من آثاره السلبية.
هل سأل أحدنا ما تعنيه استقالة الوزير؟ فما الرسالة التي أراد أن يوصلها مثلاً عادل الصبيح أو معصومة المبارك أو أنس الرشيد بتقديمهم جميعاً لاستقالاتهم عن مناصبهم؟ هؤلاء جميعاً أرادوا تسجيل موقف سياسي محدد. ففي حالة الصبيح والمبارك، تقدم الاثنان بالاستقالة للإشارة إلى فشلهما «السياسي» في إدارة الوزارات التي تقلدوها بصورة صحيحة، مما نتج منه حريق النفط ومستشفى الجهراء. كما أن الدكتور أنس الرشيد سجل موقفاً دستورياً سياسياً راقياً حينما بيّن موقفه في وجه كل من يريد التلاعب في الدستور وحق الشعب في تقرير مصيره.
هذه أمثلة أسوقها لكل من يحاول أن يتملص أو يشوش على نفسه ولا يعي جيداً ما تعنيه الاستقالة السياسية من المنصب الوزاري. لهذا نرى البعض يحاول تأويل حدث العارضية بأنها قصة «عادية» تحصل في أي مكان. كلام وكيل الوزارة علي البراك («الراي» يوم الإثنين 17/12/2007) هذا يحق أن يجاب عنه بأنه أقبح من أصل الذنب. فما يريد صاحبه أن يقوله إن الجريمة تستحق التأثر فقط إن كانت أولى وسابقة أو لها مثيل في التاريخ!
من يراجع التضامن الحكومي أخيراً يراه قد تغير عن بدايات التشكيل الحكومي، حينما كان المجلس يتخلى عن وزرائه ويتركهم يواجهون مصيرهم من دون غطاء. أخذت الوزارة الجديدة بعد العطلة الصيفية الماضية شكلاً جديداً في التعامل مع المجلس من ناحية سرعة الرد وبالنبرة أو الحدة نفسها. هذا التضامن أخذ بعده الجديد في الهجمة الأخيرة التي تتعرض إليها الوزيرة نورية الصبيح في ما يبدو وذلك بالنظر لتصريح وزير الداخلية جابر الخالد حينما بيّن بأن الوزراء غير مسؤولين عن كل حدث يدور في أروقة وزاراتهم. هذا الكلام كسابقه بسيط جداً ولا ينطوي على أحد، فالمسؤولية السياسية والأدبية لا تعني أن الوزير هو من قام بالعمل الجنائي. الاستقالة تعني احترام الوزير للشعب والأمة، فمن منطلق التقدير يتحتم على الوزير التقدم بالاستقالة كدليل لهذا الاحترام.
أجمل موقف تراه في خضم حدث العارضية عند أعضاء تكتل «الأسر» وأقصد به «الوطني»، ممن يحملون المبدأ «أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً». فمع وضوح الجريمة ومع فهمهم الكامل لما تعنيه «المسؤولية السياسية» للوزير، يقول أحدهم كفيصل الشايع مثلاً إن حوادث شبيهة حصلت في مواقع كثيرة من الدولة، فلِم الاستنفار هنا؟ جوابي إن كان ذلك خطأ في التعامل مع المشكلة هناك، فلا يحق أن نعيد الخطأ هنا.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك