طارق المطيري يدعو السلطة لتدارك الأمر، وإسقاط الحكومة، وخروج رئيسها من المشهد السياسي ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1451 مشاهدات 0


xأما بعد 
الإرادة روح وليست ساحة 
 
كتب طارق نافع المطيري
 
لا يمكن تجاوز يوم الجمعة الماضي “جمعة الغضب” دون الوقوف على الرسائل التي أرسلتها لمن يهمه الأمر والمعنيين منهم بالشأن العام، وسأذكر هنا بعض الرسائل بكل حيادية كما آمل رغم انحيازي الواضح للشباب الذي خرج في جمعة الغضب والجمع التي سبقتها والتي تليها ، لكنني هنا لا أريد الزهو بالانتصار الذي يشعر به الشباب بقدر ما أحب أن أقيّم الحدث واستنطق رسائله.

الجميع يتفق أن “ جمعة الغضب “ كانت في أجواء من بيانات التهديد الحكومية عبر وزارة الداخلية ، وفي أجواء إعلام حكومي واصل نشر وتكرار تلك البيانات وإعلام خاص لم يترك (شيخ دين ) أو ( شيخ قبيلة ) إلا واستخدمهم لثني الشباب عن المضي فيما قرروا من التوجه لساحة الصفاة لإعلان غضبهم فيها.

كما يتفق الجميع وكما شاهد حجم القوات الأمنية وحجم الإغلاق الذي طال ساحة الصفاة والمنطقة المحيطة بها.

أيضا أقل التقديرات تقول إن أعداد المتظاهرين الشباب هذه الجمعة أكبر من الجمعة الماضية وإن الازدياد مستمر رغم كل الظروف التي كانت تسخر لعكس ذلك.

ويتفق الجميع على أن قدرة الشباب على الاجتماع والتنادي ونقل الخبر والتواصل ستغنى بشكل كبير جدا عن وسائل الإعلام والأخبار التقليدية ، وأصبح لديهم إعلامهم وخطوط تواصلهم غير الممكن السيطرة عليها.

كما استقر في قناعة الغالبية العظمى غير المكابرة أن الشباب هم من قرر الخروج في التظاهرات وهم من حدد المكان وهم من حدد الزمان وهم من حدد الشعارات رغم تصريحات النواب والكتاب والرموز وما سموه

بـ« نصائح » للتوجه لساحة الإرادة وترك ساحة الصفاة ، رغم ذلك كله توجه الشباب بإرادتهم لساحة الصفاة ليبرهنوا رغم كل ما سبق إن الإرادة روح وليست ساحة.

إن الشباب قرروا وأعلنوا برأس مكشوف وبصوت عال مطالبتهم بإسقاط الحكومة وخروج رئيسها من المشهد السياسي ، وإعلان ديمقراطية حقيقية صارخين بأعلى أصواتهم “ حرية حرية حكومة شعبية “ وهم ماضون في طريقهم رغم كل ما سبق أعلاه من حقائق نتفق عليها ، وعلى السلطة تدارك الأمر والاستجابة لتطلعات جيل المستقبل وعدم العيش بوهم قواعد اللعبة السياسية وموازين القوى التي أسقطها الشباب وقلبها لصالحه.

 

في السياق

معنى أن يتواجد أكثر من 3000 شاب وشابة في وسط ثكنة عسكرية ووسط تلك التهديدات الحكومية لهم وصور المدرعات والتدريبات العسكرية التي تصدرت الصحف لتخويف الشباب ، كل ذلك يعني أن الاستعداد للمواجهة عال جدا إذا انفلتت الأمور والمواجهة تعني وصول التصعيد لمستويات ليست في صالح البلد عموما والحكومة خصوصا ، وعليه يجب أن يستقر في قناعة الحكومة ابعاد الخيار الأمني كليا في ميدان المواجهة السياسية.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك