عمر الطبطبائي للفهد: بكل رجاء اصعد المنصه بعد مرة ومتع جمهورك يا شيخ.

زاوية الكتاب

كتب 1260 مشاهدات 0

عمر الطبطبائي

xعمر الطبطبائي / من بين الآراء / ألغام ثائرة
 

 
يا رباه اختلطت علينا الأمور وتداخلت المشاعر بعضها البعض حتى أثقلت كاهلنا وفجرت ما بداخل أعيننا وأصبحت وجناتنا مسلكاً لفيضانات العين ولم نعد نقوى على حمل راية الإرادة والتي بدأ البعض بتنكيس أعلامها، لكن يصرخ الأمل في قلوبنا وعقولنا بكل قوة وهو واقف بآخر النفق ويحثنا بنور حروف كلماته على النهوض ورفع علم الإرادة مرة أخرى ليرفرف شامخاً برياح الأمل.
المشاعر ألغام ثائرة تثور حسب ظروف المعطيات المتاحة في واقعنا، وهي لا تختزل بمشاعر الحب أو الكره، ولا تختزل بمشاعر السعادة أو الحزن فقط، إنما تتضمن أيضاً مشاعر الاحساس بالتفاؤل والتشاؤم متى توفرت المسببات للإحساس بأحدهما، والمشاعر وحدها لا تكفي لممارسة الحياة، فهناك صفات يجب أن يتحلى بها الانسان تصاحب هذه المشاعر حتى يخوض غمار مسيرة الحياة بنجاح كمشاعر الحب التي لا تنجح إلا أن صاحبتها صفة الثقة.
التفاؤل والتشاؤم أصبحا مواد دراسات وبحوثا علمية في بعض الجامعات العالمية وهناك من تخصص بهما لكن وللأسف الشديد معظم هذه الدراسات خلطت بين التفاؤل والتشاؤم من حيث المشاعر والصفة لذلك نرى من أقحم «صفة» السلبية في سلوك الانسان المتشائم، ولا أظن أنهم أصابوا في هذا التحليل لسبب بسيط وهو أن السلبية صفة في سلوك الفرد لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالإنسان المتشائم أو المتفائل، فكم من إنسان شرب من كأس التفاؤل إلى درجة الإفراط حتى ثمل ولم يعد يقوى على قراءة معطيات الواقع وترجمتها على مستقبلنا فتشبث في مكانه دون تحريك أي ساكن، أليست هذه صورة من صور السلبية؟ بعكس بعض المتشائمين الذين يقرأون الواقع بنظرة واقعية ونجحوا من خلالها في ترجمة المعطيات على ساحات واقع المستقبل فتولد عندهم احساس الخوف ما جعلهم أن يعيروا للحرص اهتماماً في التحرك من خلال خلق حراك شعبي ليساهموا في بناء مستقبل من صنع سواعدهم لا سواعد غيرهم!
كذلك هل بإمكاننا اتهام الشخص المتفائل بالكذب خصوصا أن الوضع العام سيئ إلى أبعد الحدود في جميع المجالات وبكل المقاييس، هل نستطيع اتهام المتفائل بعدم الصدق خصوصا أننا نعيش بظل حكومة لا تعرف طريق المستقبل ولا الاستعداد له؟ بكل تأكيد لا نستطيع اتهامهم بهذه الصفة لأنها «صفة» تتولد بالفرد ولا علاقه لها بالتفاؤل او التشاؤم بالضبط كصفة السلبية المدسوسة بشخصية المتشائم.
هناك من يدعي التفاؤل لا بسبب قناعاته أو مشاعره بل لأسباب أخرى منها إيحاء من هم بجانبه بمدى إيجابيته بالحياة، ومنها أيضاً من يحاول أن يكون خليفة المرحوم د.أحمد الربعي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، في وقتنا الحالي وللأسف أن هذه الاسباب تعتبر سلبية أيضاً لأن أساسهما التمثيل.
لا فرق بين متفائل لا يعمل من أجل مستقبل وطنه وبين متشائم فقد الأمل، ولا فرق بين متفائل يعمل الليل بالنهار من أجل مستقبل وطنه وبين متشائم إيجابي نحو العمل متمسك بحبال الأمل إلا بطريقة قراءة معطيات الواقع، فالمتفائل الذي لا ينخرط بالعمل كالمتشائم الذي فقد الأمل كلاهما وجهين لصفة واحدة اسمها السلبية!
والسلبية الحقيقية هي أن تفقد ضوء الأمل في مجتمع مليء بظلام الاحباطات و«تكسر» سواعد العزيمة والاستسلام المطلق لمن يهدم مستقبلك واستبدال روح العمل بروح «التحلطم» التي تقتل الحماس وتحوله الى جثة هامدة لغربان الزمن تنهشها من كل جانب.
حروف هذه المقالة ليست دعوة للتشاؤم كما سيصورها البعض إنما هي دعوة صادقه لقراءة الواقع بنظرة واقعية بعيدة عن المجاملات، والحث على أن نكون الرياح التي تساعد أشرعة الأمل على تحديد المسار نحو المستقبل، الأمل الذي يختلف اختلافا كليا عن التفاؤل فما أجمل أن يغمر الإنسان شعور التفاؤل بكل خطوة يحذوها، والأجمل أن لا يكتفي بهذا الاحساس إنما يترجمه من خلال المساهمة والمشاركة بالحراك الشعبي أو أي مجال يرى إمكانياته فيه بدلاً من خلع خمار الحماس، فالتفاؤل وحده لن يحقق شيئا.
دائرة مربعة
الشيخ أحمد الفهد، دائماً نراك متصدر منصات التتويج في كأس الخليج وغيرها فما الذي تغير اليوم غير أن اللاعبين يرتدون «الدشداشة»، فبكل رجاء اصعد المنصه بعد مرة ومتع جمهورك يا شيخ.

عمر الطبطبائي

 

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك