عبداللطيف العميري لا يرى مبررا لدعوة 'جمعة الغضب' في يوم الجمعة ؟ّ!
زاوية الكتابكتب مايو 24, 2011, 11:04 م 868 مشاهدات 0
لماذا الجمعة.. للغضب؟!
الأربعاء 25 مايو 2011 - الأنباء
يوم الجمعة أفضل أيام الاسبوع وقد جاء في فضائل يوم الجمعة آثار كثيرة في السنة النبوية من ابرزها ان فيه ساعة اجابة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله فيها الا استجاب الله دعاءه، ولكن في الآونة الاخيرة ارتبط يوم الجمعة بالثورات والمظاهرات والاعتصامات خاصة في الدول العربية والاسلامية والتي يكثر فيها القمع وكبت الحريات ومنع الناس من التعبير عن آرائهم فيكون الاجتماع لصلاة الجمعة خير وسيلة لاي مسيرة او مظاهرة تنظم.
هذا في الدول القمعية والبوليسية ولكن في الدول التي تتمتع بهامش كبير من الحرية ودول المؤسسات لا يوجد مبرر لاختيار هذا اليوم خاصة ونحن في الكويت وشهادة حق لسنا كتلك الدول ولا نحتاج ليوم الجمعة حتى نجتمع فيه ولكن كل أيام الاسبوع متاحة للاجتماع وحرية التعبير لمن يريد.
ان الدعوة التي دعت لها مجاميع شبابية ونواب بأن يكون يوم الجمعة المقبل جمعة الغضب عليها تحفظ من الكثير خاصة اننا نشعر بأن البعض يريد ان يحاكي الأساليب القائمة في بعض الدول العربية ويقلد ذات الاسلوب المتبع فما يصلح لهم ليس بالضرورة يصلح لنا والعكس صحيح، اننا من اشد المعارضين لهذه الحكومة ولاسلوب ادارتها للبلد وللفساد والمحسوبية والتخبط والترهل وضرب الدستور والتعسف في استخدام الاغلبية البرلمانية وشقها للوحدة الوطنية لمحابتها فئة على فئة ولاستخدام مقدرات البلد وأمواله من اجل الحفاظ على كراسي رموز حكومية على حساب مستقبل الاجيال، ولكن ارى اسلوب جمعة الغضب قد يضيع عدالة القضية التي يتبناها منظمو هذا الاعتصام وقد يعطي للحكومة تعاطفا شعبيا لم تكن تتوقعه خاصة ان كثيرا من الناس لا يؤيد هذه الاعتصامات ليس حبا في الحكومة ولا تأييدا لها ولكن خوفا من الفتنة وما قد تجره علينا من عواقب مجهولة لا نعلم مداها.
قد أتفهم ان هذا الاسلوب مزعج جدا للسلطة كونه يجمع المئات او الآلاف من المواطنين ويتكلم بعض النواب والناشطين بكلام لاذع وقاس للحكومة ولشخص رئيس الوزراء وتنقل الفضائيات ووسائل الاعلام الخارجي ذلك ولعل هذا هو المقصود الاول من هذه الاجتماعات ولكن على الحكومة اذا ما ارادت التعامل معها ان توقف مسببات هذا الاستفزاز الذي تشعل شرارته خاصة بعد بدعتها الاخيرة بتأجيل الاستجواب لمدة سنة كاملة وادعاء وزير الدولة وبصورة استفزازية للناس أن هذا هو النهج الحكومي الجديد.
ان على الحكومة اذا ما ارادت الاستقرار والامان لهذا البلد ان تبتعد عن اساليبها الفاشلة في ادارة البلد وتخبطها وافتعالها للازمات.
عبداللطيف العميري
تعليقات