ذعار الرشيدي يرشح ابنه 'جاسم' ليعمل مستشارا حكوميا، ولن يكلفهم يوميا سوى ' كاكاو بو نجوم وحليب كاكاو' ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1061 مشاهدات 0



 
فلوسنايا حكومة.. والمستشار «جاسم» 
 
الأربعاء 25 مايو 2011 - الأنباء
 
 

بالنسبة لشخص مثلي راتبه هو مصدر دخله الوحيد، فإن مبلغ 20 دينارا في يوم 23 من الشهر يعتبر بمثابة الـ 200 دينار قياسا على أيام الرخاء، وأعني تحديدا الأيام الأولى لـ «المعاش» ـ الله يطول بعمره، وبالأمس كنت أضع 40 دينارا خارج محفظتي وعندما هممت بمغادرة منزلي إلى الجريدة اكتشفت أن 20 دينارا قد طارت من المبلغ «الخرافي» الذي أحمله، وبحثت في أنحاء الغرفة لأجد أن شخصا ما وضعها في محفظة قديمة لي احتفظ فيها بدرج مكتبي، ولم أكن بحاجة الى أن أتحول إلى شيرلوك هولمز لاكتشف أن الفاعل ليس سوى ابني ذي الأربعة أعوام جاسم ليدور بيني وبينه هذا الحوار:
٭ ليش حطيت الفلوس في البوك القديم؟

٭ لأن هذا بوكي.. أنت عطيته لي.. وحطيت فيه فلوس عشان أصير نفسك!

٭ أي بس هذي فلوسي مو فلوسك؟

٭ لأ.. هذي فلوسنا.. أنا وياك.

لم يصدمني تصرفه بقدر ما صدمتني جملته الأخيرة التي تحمل نفسا اشتراكيا لا أحبه، ومع هذا كان محقا فهذي ليست نقودي وحدي بل نقودي ونقوده ونقود إخوته جميعا، فلم أعمل إلا من أجلهم ولم «أكنز» الأربعين دينارا إلا من أجل عيونهم، وهي الحقيقة التي وضعتني أمامها جملة الطفل ذي السنوات الأربع فنقودي هي نقودهم.

وهي ذاتها الحقيقة التي يبدو أنها غائبة عن الحكومة وعن خطتها التنموية، فهذه المليارات الـ 37 هي «فلوسنا» يا حكومة، وتلك الأموال التي دفعت بمئات الملايين لإنقاذ تاجر «غرز اقتصاديا» هي «فلوسنا» يا حكومة، وهذه الأموال التي تصرف في الداخل والخارج هي «فلوسنا.. وفلوسكم» يا حكومة، وهذه المنح والهبات والعطايات والأراضي التي توزع في الداخل والخارج هي «فلوسنا» يا حكومة وليست «فلوسكم» وحدكم، لابد أن يكون لنا رأي في كيفية صرفها، أو على الأقل لابد أن تكون هناك عدالة واضحة في طريقة توزيعها، فلا يعقل أن تاجرا «توهق اقتصاديا» تنشلونه بـ 350 مليون دينار «من فلوسنا»، وتتعززون وتتمنعون عن شراء فوائد القروض للفقراء الذين أحالتهم الفوائد إلى أجراء لدى بعض البنوك، واليوم تريدون أن تحيلوا زيادة الـ 50 دينارا إلى «الدستورية» وكله من فلوسنا، ونفهم ونتفهم بل ونتقبل فيما لو كان الصرف عادلا ولكن أين العدل في أن ينال مواطن 350 مليون دينار (مليار دولار) وهو مبلغ كاف لتسديد فوائد 50% من المقترضين البالغ عددهم 75 ألف مدين، هل عتق رقبة شخص من دين أهم من عتق رقبة 50 ألف مواطن؟ هل رقبته مصنوعة من ألماس حر مثلا ورقابنا مصنوعة من خشب مثلا؟.

حكومتنا تصبح اشتراكية متى ما صار مزاجها اشتراكيا، وتتحول بين ليلة وضحاها إلى رأسمالية مطلقة متى ما رأت بالرأسمالية مزاجا عاليا، معظم قراراتها لا تستند إلى عقلانية، بل 99% من قراراتها لا تستند إلى المنطق البسيط، ومع هذا تريد أن تقنعنا بأنها تفهم بتصريف «فلوسنا» أكثر منا، بل ورغما عنا، وختاما أقول «ليست فلوسكم وحدكم ولم تكن يوما كذلك، هي مال عام وإن لم تفهموا مصطلح «المال العام» فعليكم بمستشاريكم الذين ما شاروا عليكم بخير.. خاصة في الأيام الأخيرة.

***

توضيح الواضح: قياسا على بعض مستشاري الحكومة خاصة أصحاب فكرة إطلاق بيان تهديد «المتظاهرين» بالحبس في بيان الداخلية الأخير، اعتقد أن ابني جاسم يصلح مستشارا للحكومة، وأنصح الحكومة به، فلن يكلفهم يوميا سوى «كاكاو بو نجوم» و«حليب كاكاو» ويمكن ببراءة الأطفال أن يفيدكم أكثر من بعض مستشاريكم خاصة أولئك الذين يبدأون حديثهم للقياديين بجمل كـ «شوف طال عمرك» و«سعادتك» و«معاليك».


ذعار الرشيدي

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك