إذا كان للبيت رب يحميه فإن للدستور أيضا 'ضمير أمة' يحميه- نامي حراب 'شاهد عيان' في 'جمعة الغضب' ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 24, 2011, 12:22 ص 1103 مشاهدات 0
شاهد عيان
جمعة الغضب..!
كتب نامي حراب المطيري
النائب مسلم البراك يعتبر بحق من حماة الدستور ولقد احتضن تلك الوثيقة احتضان العاشق العذري لمحبوبته ثم لم يجد لها مخبئا حصينا يحميها من مكائد الأعداء و«عقلاء الوطن» سوى البقعة الصغيرة الواقعة بين البطين الأيمن والشريان التاجي من قلبه الكبير. كما أن الأقدار ساعدته واسعدتنا كذلك بأن أمهلته حتى يثبت للجميع بلاإستثناء بقناعته وإيمانه بالدستور.
ناهيك عن أن المشهد التاريخي الخالد الذي أظهرته المقاطع التصويرية المتعددة يوم الجمعة الفائت «جمعة الدستور» للنائب البراك وهو يقود المجاميع الشعبية مشيا على الأقدام - رغم حرارة الأجواء و«جالونات العرق» المتساقطة من جبينه كالمطر- من ساحة الصفاة المغلقة بأوامر «قراقوشيه» مرورا بمقر مجلس الوزراء «النائم في العسل لمدة عام» وصولا للبهو الخارجي لمجلس الأمة... الخارج عن منطقة الحياء السياسي!! هذا المشهد يعطينا الحق في الادعاء بأنه إذا كان للبيت رب يحميه فإن للدستور أيضا «ضميرأمة» يحميه!
كما لايخفى على كل لبيب و«غير لبيب» مدى التحول الدراماتيكي الذي أحدثته وستحدثه الجمعة الماضية «جمعة الشجعان» من انعطافة نوعية وجبرية في المسار السياسي «العطلان» ونجاحها بصورة باهرة في تغيير قواعد اللعبة الراهنة بل وتمكّنها ببراعة من الاستحواذ على مقود الحافلة السياسية والاستعداد لتوجيهها في قادم الأيام نحو «حضن الشعب» الذي افتقدها وافتقدته لأكثر من خمس سنوات عجاف تعادل بل تفوق في همومها و«غمومها» وسمومها أكثر من خمسة قرون!
ثم من ينكر النهج الحكومي المستمرفي بناء وتشييد «أصنام الفساد» التي باتت معلما «حضاريا» بارزا في أروقة المؤسسات الحكومية وفي أدراج و” جيوب” كبارالمتنفذين، وهو ماكشفه التقرير الأخير الصادر من المنظمة العالمية لمكافحة الفساد وإعلانها بشكل واضح بأن المسؤولين الكويتيين- عيني عليهم باردة- يتصدرون ويتبوؤون المراكز الأولى في قائمة الفساد العالمية. وليت الفساد اقتصر على المبنى الحكومي و«ساكنيه» بل تعداه ليتسلل كالثعابين الصغيرة إلى داخل «بيت الأمة» وحصن الشعب ليهدم أسواره وينثر «شيكاته» ويأسر نوابه ويقطع لسانه!! حتى صار هذا البيت أشبه بملحق صغير تابع لمجمع الوزارات الحكومي.
لم يبق في النهاية سوى التذكير ببعض المقتطفات الهامة المتعلقة بمحاور حديثنا:
< بما أنني أزعم أيضا بأن لديّ دراية لابأس بها بمواد الدستور واحكامه فإنه ليسعدني أن أزف البشرى السعيدة لعموم شعبنا الكويتي المناضل وهي أن حق التجمهر والاعتصام السلمي هو حق أصيل ومشروع كفله المشرّع الكويتي وماعدا ذلك فهو...كلام فاضي!
< برهنت أحداث الجمعة العظيمة بأن «أبناء عمومتي» النائبين الفاضلين مسلم البراك و مبارك الوعلان هما وجهان لعملة واحدة. وهي عملة تحوي بين طياتها بذور الكرامة والعزة والأنفة والشموخ.
< في الوقت الذي كان «ضمير الأمة» ورفاقه يقطعون شوارع وأزقة عاصمتنا الجميلة في تلك الليلة الحارة وهم يتصببون عرقا و«قهرا» حاملين على أكتافهم هموم الوطن والشعب، في هذا التوقيت تماما كان «كبار العتاوية» وحاشيتهم يقطعون سكون الليل في عقد الصفقات وتوزيع المناقصات في غرف الشاليهات وهم أيضا يتصببون عرقا لكن ليس من التعب ولا من القهر..!!
< إذا كان الشعب السوري يردد في ثورته المباركة ضد الطغيان والقمع شعار «بالروح بالدم نفديك يادرعا» فإننا سنستعير هذا الشعار- بعد تعديل بسيط- في يوم جمعتنا «الغاضبة» لنردد بصوت واحد...بالروح بالدم نفديك يادستور، بالروح بالدم نفديك يادستور!!
حكمة اليوم
إذا اتحد أفراد القطيع ..نام الأسد جائعا!!
تعليقات