«الشماغ» ليس كويتياً ولا سعودياً ولا يرمز إلى المواطنة- عبر مقال عبدالله خلف ؟!

زاوية الكتاب

كتب 5977 مشاهدات 0


 

«الشماغ» ليس كويتياً ولا سعودياً ولا يرمز إلى المواطنة

 
عبدالله خلف
 
«الشماغ» لفظ تركي يطلق على أي غطاء للرأس سواء كان للرجل أو المرأة وهو «يشمك» استخدم العراقيون هذا الاسم محل الغتر التي تصنع في النجف وهي نوعان إما مطبوع أو من نقوش تنسج بالخيوط السوداء أو الزرقاء أو الخضراء على قماش قطني أبيض، وأسواقها العراق والأهواز وسورية وفلسطين والأردن، وكان الفلسطينيون يلبسونها على الثوب العربي (الدشداشة) وعلى البدلة الإفرنجية.
وكان المواطنون الفلسطينيون العرب من مسلمين ونصارى واليهود العرب، وهم من المواطنين الأصليين.. حتى أنهم في حرب 1948 وما قبلها كان يلبس (الجماغ) الأسود والأبيض الطرفان المسلمون واليهود على البدلة الافرنجية.
ولم يكن (الجماغ) الأحمر مألوفاً لأن العرب كانت تستهجن هذا اللون فلم تصنع العراق هذا اللون، حتى تأسس الجيش الأردني ومعظمهم من البادية وقيادة الجيش من الانجليز منهم جلوب باشا، فاختاروا اللباس الانجليزي للجنود والضباط وغطاء الرأس (البيريه) فاشتكى الجنود وهم الذين اعتادوا على ركوب الخيول والجمال، وما كانت هذه القبعة أو (البيريه) تثبت على رؤوسهم ولا تلائم العربي الذي اعتاد على الجماغ من صنع العراق.
فاختار الانجليز الجماغ الأحمر كلون غطاء الرأس (البيريه) فانتشرت هذه الغترة مع إضافة الكراكيش في طرفيها لتوضع تحت العقال على طريقة الملثمين.. حتى شاعت في العشرينيات من قرن العشرين، فلبسها قليل من الكويتيين مع ملابس الشتاء ويجتنبونها في الصيف لأنها أثقل من البيضاء، وعرفت بالجماغ الانجليزي وهي الأغلى ثمناً.. ولا يلبسها الكويتيون على الملابس البيضاء الصيفية حتى أخذوا يتندرون على من يلبسها في الصيف فيطلقون عليه اسم علبة من السجائر التي في أعلاها اللون الأحمر وبقية العلبة باللون الأبيض.
ولم تنتشر الغترة الحمراء الجماغ إلا في العقدين الماضيين مع الدشداشة البيضاء بعد أن ظهرت بنسيج خفف فلبسها البعض في الصيف زيادة على ارتدائها في الشتاء، وهناك الجماغ الأبيض الذي ينسجم مع الدشداشة البيضاء.. إذن الجماغ الأحمر عرف في بداية العشرينيات أولا مع انتشاره في الجيش الانجليزي الأردني.. والصور التي أخذت للشيخ مبارك الصباح مؤسس الدولة الحديثة وهو يلبس الجماغ، من اللونين الأبيض والأسود من صنع النجف في العراق قبل معرفة اللون الأحمر الانجليزي لأنه لم يصنع بعد أثناء حكم الشيخ مبارك الذي كان من 17 مارس 1896م إلى 29 من نوفمبر 1915م ولا فترة حكم جابر المبارك من 29 نوفمبر 1915 إلى 7 فبراير 1917م، ولا حكم سالم المبارك 7 فبراير 1917 إلى 23 فبراير 1921، لم يكن الجماغ الأحمر قد عرف في أسواق الكويت ولا دول شبه الجزيرة العربية.. وما ظهر في الصور فهو جماغ العراق الأبيض والأسود، أما الصور المستحدثة في رسم الغترة الحمراء على الشيخ مبارك وولديه فإنها رسوم حديثة وصورة الشيخ سالم أدخل عليها رسم الكمبيوتر لأنها بادية النصوع خلاف ما يرتديه.

< الأزياء الكويتية من الغتر والعقل:
< عقال الزري للأمراء من حكام الكويت حتى أوقفه الشيخ عبدالله السالم وكان من صنع العراق وهو لباس الملك فيصل الأول وشيوخ القبائل والعشائر.
< عقال الشطفة لبسه وجهاء الكويت منهم شملان بن علي بن سيف، وحمد خالد الخضير، وحمدين عبدالله الصقر، ومحمد صالح الحميضي، والشيخ ناصر المبارك الصباح، وهلال المطيري، والشاعر والأديب عبداللطيف النصف، والشطفة من لباس الوجهاء في جنوب العراق ولبس الكثير من التجار وهو من صناعة العراق، ثم الجماغ بأنواعه الأربعة عدا اللون الأحمر لأنه من الألوان المستهجنة عند العرب قديما.
الغتر البيضاء والجماغ بأنواعه مع الأحمر لا علاقة له بشعار المواطنة ولو كان ذلك صحيحا لسحبت المواطنة من الذين عرفوا بلبس البدلة الافرنجية، وعلى معالي وزير الإعلام والمواصلات أن يجنب وزارة الإعلام فتنة طائفية قد تزحف إلى أبعاد أخرى.
اتصلت بالعم الدكتور صالح العجيري حول ما كتبته عن تاريخ أغطية الرأس القديمة والمستحدثة، فقال إني استدرجت لحديث عن الجماغ وما كنت أعلم أن المستهدف شخص تكالبوا عليه، فذهبت إليه فحييته في مكتبه، هذا المستهدف أحد رموز المقاومة وألف كتابا عن المقاومة والشهداء، عاصفة مفتعلة جعلت من الجماغ رمزا وطنيا وأملنا أن يطوق الأستاذ معالي الوزير سامي النصف هذه العاصفة، وموضوع منع المذيع من ارتداء بعض الازياء سبق أن طرق عندما منع المرحوم الشيخ جابر العلي ارتداء المذيع الكويتي للبدل والغترة الحمراء على الدشداشة البيضاء، كما منعت الغترة الحمراء على الدشداشة البيضاء في سنة 1995، والآن يتخذها البعض وسيلة للإثارة.

عبدالله خلف 
 
 
 
 
 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك