ضربني وبكى وسبقني واشتكى

زاوية الكتاب

السبيعي: الصواغ والنملان والحربش اعتدوا على القلاف والمطوع لأنه لم يعجبهم ما قالوه

كتب 6248 مشاهدات 0


الديموقراطية الكويتية في المخفر

يالسخرية القدر! وأخيرا الديموقراطية الكويتية في المخافر فأي ديموقراطية تلك التي يدعيها النواب الذين صدعوا رؤوسنا بضرورة تقبل الرأي الآخر؟! فإذا بهؤلاء الناصحين يتسابقون إلى مخفر الشرطة وبيد كل منهم تقرير طبي يدعي فيه تعرضه للاعتداء.
أتفهم ذهاب المجني عليه إلى الشرطة للشكوى لكن ما لا أفهمه هو مسارعة الجاني المتسبب في الاعتداء للشكوى قبل المجني عليه فطالما انه يعلم بأن اللجوء إلى القانون هو الحل الأمثل لفض المنازعات فلماذا إذن يستخدم عضلاته وعقاله بدلا من الشكوى؟ هذا ما فعله بالضبط النواب فلاح الصواغ وسالم النملان وجمعان الحربش فبعد أن مارسوا ديموقراطية الاعتداء على زميليهما النائبين حسين القلاف وعدنان المطوع توجهوا إلى مخفر الصالحية لتسجيل شكوى بحقهما فإذا كانوا يعرفون ان للحق طريقا رسمه القانون فلماذا لم يبادروا للسعي إليه قبل الاعتداء؟!

بالأمس كان الصواغ والحربش من المطالبين بعزل رئيس الحكومة بعد اعتداء رجال الشرطة عليهما في ديوان الأخير على اعتبار أن الاعتداء جريمة وحشية يعاقب عليها القانون مهما كانت دوافعها ومبرراتها حتى لو كان السبب المساس بمسند الإمارة ولكن عندما يتوقف الأمر على المساس بشخصيهما بل على مخالفتهما للرأي فإن الضرب مباح وفن القتال متاح فالحرمة ليست لمجلس الأمة ولا لأعضائه بل لديوان الحربش، فأيا كان وجه الرأي فيما قاله النائب حسين القلاف فلا يجب أن يقابله بخطأ فادح يصل إلى الاعتداء السافر.

الغريب أن الديموقراطية حين تلسع البعض في فجاجتها ووقاحتها ينقلب إيمانه بها إلى كفر وعشقه لها إلى عهر فلا يشعر بألم من كان يتلظى بنارها على يديه آناء الليل وأطراف النهار فكم من مسؤول اتهم في شرفه المهني وذمته المالية بحجة ان الرأي مقدس، فكم تم التلويح بعصا الديموقراطية حين كانت العصا بيد من عصى فكم مرة هوى بها على غيره دون أن يشعر بألم المجني عليه رغم غلظتها وقسوتها ولكن في مثل هذه المواقف يختبر صبر الرجال وغور عقولهم وجوهر معادنهم، فالديموقراطية أن تسمع ما يسيئك لا ما يسرك وأن تتقبل الرأي الآخر كما لو كان قبلة حانية من محب، ولكم في رئيس الحكومة عبرة يا أولي الألباب الذي يسمع ويشاهد في حقه ما تنفطر له أكباد الجمال وتنفجر بسببه مرارة الأفيال.

الآن عرف النواب ان القدرة على التحمل ليست بالأمر الهين وان التحكم بالأعصاب والسيطرة على الانفعالات فضيلة لا يتمتع بها إلا النبلاء ومن كان بهم خصاصة مثل ما أبلغنا رسولنا الكريم بأن الشديد ليس بالصرعة إنما من يملك نفسه عند الغضب ولعل من مساوئ الصدف ان أطراف النزاع نواب يرفعون شعارات إسلامية فكان من المتوقع إن لم تردعهم الأخلاق الديموقراطية فمن الواجب أن تنهاهم القيم الإسلامية، ولكن..

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها

                                  ولكن أخلاق الرجال تضيق

 

الأنباء-مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك