كادر المعلمين هل سيطور الأداء الوظيفي؟ تساؤل يطرحه سلطان العنزي

زاوية الكتاب

كتب 951 مشاهدات 0


 

كادر المعلمين هل سيطور الأداء الوظيفي؟

سلطان شفاقة العنزي


لا أود الخوض في جدية استحقاق المعلم للكادر الجديد من عدمه، ولكن لي وقفات لعراقيل عدة وجب النظر فيها قبل توفير الدعم المادي للمعلم ظنا منا أن هذا الدعم فقط هو ما سيرفع من أداء المعلم ومن مستوى التعليم في الدولة.
لا يخفى على أحد أهمية التعليم ودور المؤسسات التعليمية في تطوير البلد، وإذا نظرت عزيزي القارئ لهذه المؤسسات في الكويت، فلا ترى صورة تقابل الدور الأساسي للمعلم، فهو احتضر في مؤسساتها منذ سنين طويلة، وعوضا عن دوره الأساسي في تعليم الطلبة، بات المعلم مجرد أداة تنفيذية لمهام مختلفة مثل المراقبة والإشراف على الفصول والأجنحة وأعمال الكنترول والرصد والمناوبة في الفرص ونهاية الدوام والاحتياط وتسليم الشهادات وإعداد التقارير والنسب والتأكد من وجود الطلبة في قاعاتهم، وإذا تبقى في نفس المعلم طاقة وإخلاص بعد كل هذه المهام الشاقة، فهو للتعليم.

كما أن المعلم أصبح مصدر رزق للمدارس، فالعديد يجبر على الصرف من راتبه الشهري لتغطية العجز في ميزانية المدرسة لتوفير أمور رئيسية أو حتى ثانوية. والمحزن في الأمر أن أغلب الإدارات المدرسية لا تدرك أن أداء المعلم الناجح ليس بالوسائل واللوحات المزخرفة بل في تطوير الطلبة وتعليمهم على أسس صحيحة. ثم إن مزاجية المسؤولين في التعامل مع المعلم جعلته كالسجين الذي ينتظر فرصة للهرب، وهو ما حصل فاكتظت الإدارات بطلبات النقل والاستقالة حتى صدر قرار يمنع انتقال المعلم الا بعد 10 سنوات من الخدمة، وكأنه محاكم بجريمة وعليه قضاء مدة العقوبة وهو قرار يخالف مادة 41 من الدستور، «لكل كويتي الحق قي العمل واختيار نوعه». لست ضد الكادر ولكنني أتساءل ماذا لو حللنا هذه المشاكل وفرغنا المعلم لوظيفته الأساسية وهي تعليم الطلبة، ألن تتطور مؤسساتنا التعليمية مما ينتج عنه تطور طلبتنا؟ والله ولي التوفيق.

متى سيتوقف مسلسل كتابة عبارات مسيئة لأم المؤمنين أو الصحابة رضوان الله عليهم والتعرض للمساجد والأماكن المقدسة عند السنة والشيعة؟ عندما أسمع عن إلقاء القبض على أحداث دون 16 عاما متهمين في مثل هذه القضايا، لا أعتب على المدارس ولا على الحكومة. فعتبي أوجهه لآباء وأمهات هؤلاء الشباب، ألا تجالسونهم وتحدثونهم عن التسامح الديني وخطورة التعرض للرموز الدينية للطوائف الأخرى لأنه سيضر بلدنا الحبيب؟ هؤلاء هم الجيل القادم فلا تتركوهم بلا توجيه.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك