السياسة الأمريكية متخوفة من تغير نظام الأسد ومن سيحل محله بعد الانتفاضة الشعبية برأي عبدالله الهدلق

زاوية الكتاب

كتب 681 مشاهدات 0


كلمة حق

هل النظام السوري أكبر من أن يسقط؟!

كانت التناقضات والمفارقات في السياسة الخارجية الامريكية واضحة جداً، وتجلت في استجابة ادارة اوباما المتباينة لقمع القذافي والاسد لشعبيهما، فقد ثبت ان التصدي للقذافي ضروري وقابل للتنفيذ لايقاف مسلسل فظائعه ضد شعبه لاسيما وان ليبيا تملك انظمة دفاع جوي ضعيفة، ولا اصدقاء لها، غير ان الوضع في سورية مختلف للغاية حيث كانت واشنطن مدفوعة دائما ازاء سورية بامل في ان يتغير نظام الاسد مع خوف حول من سيحل محله!
وردت تلك المعلومات وغيرها في مقال للكاتب الامريكي «أرون ديفيد ميلر» نشر على الموقع الالكتروني للمجلة الامريكية «Foreign Policy»، اوضح فيه ان موقف ادارة اوباما السلبي في التعامل مع القمع الذي يمارسه النظام البعثي الديكتاتوري في دمشق ضد شعبه قد يكون مرده ان اوباما لايزال يعتقد بان بقاء ذلك النظام في السلطة على الرغم من ديكتاتوريته مهم جداً لقضية السلام والاستقرار في المنطقة ولا يجب تقويضه!.
ومضى «ميلر» الى الاعتقاد بان ثلاث حقائق اضافية قد ضمنت استجابة امريكية مختلفة في سورية:-
أولاً: امتلاك سورية لانظمة دفاع جوي متطورة جداًَ، واسلحة كيماوية وبيولوجية، وكثير من الاصدقاء، جعل من الصعب حشد تعبئة في الامم المتحدة وحلف الناتو ضد نظام الاسد الذي مازال يراه البعض افضل لسورية.
ثانياً: نظر معظم القادة الامريكيين وصناع القرار السياسي او العسكري الامريكي الى عائلة الاسد على انها براغماتية قادرة على تسهيل او عرقلة سياسة الولايات المتحدة في لبنان ، وعملية السلام الاسرائيلية العربية.
ثالثاًَ: يدير الواقعيون المقاربة الامريكية مع سورية، وهم يدركون ان الخيارات الامريكية بشان سورية محدودة ولن تحدث تحولاً كبيراً في الاحداث في سورية، بل ربما تخلق وضعاً أسوأ اذا سقط نظام الاسد.
ويخلص الكاتب «ميلر» في مقاله الى القول بان ثمة جانباً إيجابيا لسقوط النظام البعثي الوحشي السوري هو ان ايران ستحرم من راعٍ عربي ومن نافذة مهمة على لبنان والساحة الإسرائيلية – العربية، وسيخسر «حزب الله!» راعيا مهماًَ، ولكن المخاطر المترتبة على اسقاط النظام السوري تفوق كثيراً المنافع المحتملة، ويجب الا تفاجئ احداً حقيقة ان واشنطن استأنفت في مرحلة ما التعامل كالمعتاد مع الديكتاتور العربي القمعي الوحيد الباقي الذي يعتقد انه اكبر من ان يسقط!
هذا ما يراه الكاتب الامريكي «أرون ديفيد ميلر» عن نظام ديكتاتوري بعثي قمعي قد يسقطه الشعب السوري البطل على الرغم من مساندة بعض القوى الدولية له، فبعد ان خلف بشار أباه حافظ الاسد اصبح الابن اسوأ ففي الثاني من فبراير 1982 طوق النظام البعثي النصيري ايام حافظ الاسد مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ثم اجتاحها عسكريا وقتل اكثر من ثلاثين الفا من سكانها الآمنين وشاركت في تلك العملية العسكرية الواسعة قوات من الجيش والوحدات الخاصة وسرايا الدفاع والاستخبارات العسكرية ووحدات من المخابرات العامة والميليشيات التابعة لحزب البعث، وقاد تلك المجزرة على حماة الشقيق الاصغر للرئيس السوري العقيد رفعت الاسد.
واليوم يعيد التاريخ نفسه، فها هو الشقيق الاصغر لبشار الاسد العميد ماهر الاسد يقود الفرقة الرابعة «دبابات» وهي نفس سرايا الدفاع سابقا ويهاجم المدن والقرى السورية بايعاز من اخيه وبمعاونة الاجهزة الامنية وميليشيات حزب البعث وفرق الشبيحة ويحاولون اخماد ثورة الشعب السوري البطل ضد القمع والديكتاتورية، فالى من بقي عنده نخوة او شهامة من قادة او ضباط الجيش السوري، ان هذا يومكم لتقفوا الى جانب اهلكم، وتحطموا اصنام البعث ومن يدافع عن الانظمة المستبدة على حساب شعوبهم، فليتدارك العقلاء انفسهم قبل ان يندموا ولات حين مندم.
لن يستسلم النظام البعثي النصيري الحاكم في سورية بسهولة، فهو يدرك انه الآن في جلسة محاكمة تاريخية مع الشعب السوري البطل الذي استعاد ذكريات مذبحة حماة ومذبحة سجن تدمر مروراً بآلاف المفقودين والمعتقلين السياسيين، وفساد العائلة الحاكمة ومخلوف السياسي والمالي، وجرائم القتل والاغتيال في لبنان ومنها اغتيال المرحوم رفيق الحريري، وآخر الجرائم التي ارتكبها النظام البعثي السوري قمع المحتجين والثائرين، فماذا قال رامي مخلوف ابن خال بشار الاسد لصحيفة نيويورك تايمز؟! لقد قال في حوار اجرته الصحيفة معه:-
«قرار الحكومة السورية الآن هو القتال، وسنقاتل ولدينا الكثير من المقاتلين، وسنعتبرها حربا حتى النهاية».
عندما عصفت الازمة بلبنان قبل عدة اشهر دعا بشار الاسد صديقيه الوحيدين رئيس الوزراء التركي والحكومة القطرية الى اجتماع عاجل في دمشق لمناقشة الازمة، اما الآن فقد تخلى عنه الجميع ولم يبق له ولابن خاله رامي مخلوف واقاربه واصدقائه واحبابه الا «نجاد» و«خامنئي» ليرتموا في احضانهما الفارسية الوحيدة الجاهزة لاستقبالهم عندما يسقط الشعب السوري البطل نظام البعث الحاكم في سورية الذي يرى الكاتب الامريكي «أرون ديفيد ميلر» انه نظام اكبر من ان يسقط!! ولكن قادم الايام يخفي كثيراً من المفاجآت.
وفي تطورغير عادي اقتحم عشرات السوريين من اصل «فلسطيني!» الجدار الفاصل في منطقة هضبة الجولان عابرين الحدود الى مارون الراس ومجدل شمس الواقعتين تحت السيطرة الاسرائيلية، وقد رد جيش الدفاع الاسرائيلي على خرق الحدود، ولاحق المتسللين وطردهم الى المناطق السورية التي جاؤوا منها،. وتأتي تلك الخروقات الاخيرة على الحدود الشمالية كمحاولات من النظام البعثي الحاكم في دمشق لصرف الانظار عن جرائمه ومجازره ومذابحه ضد الشعب السوري، وتصدير الجو القتالي الداخلي الى الخارج، كما تحمل تلك الخروقات والانتهاكات والاقتحامات بصمات ايرانية تحاول انتهاز الفرصة واستفزاز إسرائيل والمنطقة بشكل عام.
عجباً لمن يحتفل بيوم نكبته! ففي 15 مايو من كل عام احياء للذكرى السنوية لنكبة الشعب «الفلسطيني!» حيث يحتفل «الفلسطينيون!» بما حل بهم من تهجير إثر هزيمة حرب «1948»!!

عبدالله الهدلق

الآن - الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك