معك: شجار مخز ومتصل بالالتفاف على الدستور

أصدرت مظلة العمل الكويتي- معك، تصريحا صحافيا حول حادثة الشجار البرلماني تربطه فيه بالالتفاف على القواعد الدستورية والقضائية التي جرت بجلسة أمس الأول، وجاء فيه:

تابعنا بكل أسف و قلق و امتعاض مما حدث في مجلس الأمة صباح يوم أمس بين أعضاء في المجلس التشريعي كان يفترض بهم أن يكونوا قدوة حسنة و ممثلين حقيقيين لناخبيهم و للأمة ، إلا أن الممارسة المتشنجة التي انتهجها هؤلاء النواب قد أوصلت المؤسسة البرلمانية لهذا المستوى من التردي و الذي لم تصل له الحياة البرلمانية الكويتي طوال تاريخها ، وبكل أسف ووضوح نقولها صراحة بأن هؤلاء النواب لا يمثلون حقيقة الشعب الكويتي و لا ناخبيهم و لا الأمة في هذه التصرفات الصبيانية، وقد جاء هذا السلوك الشاذ مرتبط بكارثة تأجيل الاستجواب التي تمت الموافقة عليها من قبل أعضاء السلطة التشريعية قبل يوم واحد فقط من هذا الشجار المخزي، ونرى بأن هذا الأمر ما هو إلا التفاف على القواعد و الأسس الديمقراطية التي لم نجد لها أي تبرير في ظل هذه الأوضاع إلا أنها تجاوز على تلك القاعد والأسس.
  أننا في مظلة العمل الكويتي (معك) إذ نستنكر هذه التصرفات التي بدرت من نواب في البرلمان الذين كانوا و لا زال دورهم في حقيقة الأمر هو دور تدميري للعملية الديمقراطية منذ عدة سنوات خصوصا و إن عرفنا بأن كلا الطرفين يمثلون التوجه المتعصب و المتطرف في الحياة السياسية الكويتية و محسوبين على تيار مناوئ للديمقراطية طوال عمره ، و أيضا لا نعفي أعداء الديمقراطية و الحرية من مسئوليتهم السياسية و الأخلاقية الذين دفعوا بمثل هذه النوعية من النواب وأوصلوهم لقبة البرلمان لكي يكون دورهم تخريبي وتدميري من خلال استخدام المال السياسي الذي يستطيع أن يغير كل الآراء و المواقف ، أننا في مظلة العمل الكويتي و أن كنا متأكدين من دور أعداء الديمقراطية و الدستور، نرى أن هذه السياسات هي التي تراجعت بالكويت على مستوى المنطقة ولتوصل الناس لترديد مقولة: 'إن كانت هذه هي الديمقراطية فلا نريدها'.
  لقد أوقفت التنمية وتراجع دور الكويت وسبقتها كل الدول المحيطة بكافة المجالات التنموية، و هذا منافي للحقيقة و الواقع و نؤكد بان هذه النوعية من النواب الذين وصلوا للكرسي البرلماني بدعم و مساندة القوى المناوئة للديمقراطية لكي يكون دورهم الذي يلعبوه هو بتشويه الممارسة الديمقراطية و إظهارنا كشعب أمام العالم بأننا لا نستحق هذه الديمقراطية التي جلبت علينا كل أنواع التفتت الطائفي و التأخر التنموي ، أننا ندرك بأنه في كل برلمانات العالم يحدث شجار مشابه لما جرى بالأمس أو يزيد، إلا أن أعضاء السلطة التشريعية طوال تاريخنا البرلماني لهم مكانتهم ووقارهم و مسؤوليتهم التاريخية ولم يحدث ما حدث يوم أمس تحت قبة البرلمان و في قاعة أبو الدستور المغفور له عبد الله السالم ، لذا نؤكد على استنكارنا و نرسل رسالتنا إلى كل المناوئين للعملية الديمقراطية بأننا متمسكون بهذه الممارسة الديمقراطية الراقية التي يحاول البعض تشويهها ، وأننا أيضا على ثقة تامة بأن الشعب الكويتي قادر على تجاوز ألاعيبهم و اكتشاف أن ما يحدث ما هو إلا مسرحية أداها ممثلي أعداء الديمقراطية في السلطة التشريعية وإن وصولا لموقع تمثيل الأمة- مع الأسف الشديد.