الوجه الأول إبراز العيوب، والوجه الثاني إظهار المحاسن.. د.عبداللطيف الصريخ يكتب عن سلبيات وايجابيات 'النقد'
زاوية الكتابكتب مايو 17, 2011, 3:04 ص 944 مشاهدات 0
لا تنتقدني
جاء في ويكيبيديا في تعريف النقد بأنه: التعبير المكتوب أو المنطوق من متخصص يطلق عليه اسم ناقد عن سلبيات وإيجابيات أفعال أو إبداعات أو قرارات يتخذها الإنسان أو مجموعة من البشر في مختلف المجالات من وجهة نظر الناقد، كما يذكر مكامن القوة ومكامن الضعف فيها، وقد يقترح أحياناً الحلول.
كما أكدت ويكيبيديا على أن النقد يكون في مجال الأدب، والسياسة، والسينما، والمسرح وفي مختلف المجالات الأخرى، وقد يكون مكتوباً في وثائق داخلية أو منشوراً في الصحف أو ضمن خطب سياسية أو لقاءات تلفزيونية وإذاعية.
كثير من الناس يظن أن النقد يجب أن يركز على الجوانب السلبية دون الإيجابية منها، وهذا خطأ منهجي فادح في التعامل مع العملية النقدية، فهي عملية مهمة في تطوير الأعمال والإبداعات والمواقف في الحياة، وكما أننا في حاجة إلى المبدعين، فنحن في حاجة أكثر إلى نقّاد حاذقين مهرة، فمن خلالهم يتم تصويب جوانب الخلل، وإبراز جوانب الإلهام والإبداع والتجديد في الأعمال.
ولأن الكثيرين منا ركبوا موجة النقد، وأصبحنا ننتقد في الطالعة والنازلة أي شيء وكل شيء، ولم يعد يعجبنا شيء، علينا أن ننتبه بأن النقد له وجهان، كالعملة النقدية تماماً، الوجه الأول إبراز العيوب، والوجه الثاني إظهار المحاسن، فهما جناحا العملية النقدية إن أردنا لها أن تتم بصورتها الصحيحة.
إن التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال والتواصل والشبكات الاجتماعية المختلفة، المقروءة والمسموعة والمرئية، سمحت للجميع بأن يشارك في العملية النقدية بشكل كبير، كما أن التخفي وراء شاشات الكمبيوتر وأجهزة الهواتف الذكية سهلت المهمة لهم، فالأمر لا يتعدى ضغطة زر وتنتهي المسألة، وحتى إن لم تجد ما تنتقده فكل ما عليك هو أن تستحسن انتقادا ما أو تعيد نشره.
هكذا تطور الأمر ولم نعد نسمع أو نقرأ ناقداً يبرز الجوانب الإيجابية في غير المحافل والمنشورات العلمية التخصصية، إلا ما ندر، ويُتَّهم من يقوم بذلك من كتّاب الصحف بأقذع الأوصاف المعلبة الجاهزة، وتحولت ثقافة النقد من اشتمالها على إبراز الجانبين إلى إبراز جانب واحد فقط، وهو الجانب السلبي، ولذا لم نعد نقبل النقد، لأنه أصبح مهنة من لا مهنة له، وأمسى سلاحاً مدمراً في أيدي الفرقاء السياسيين، يوجهونه كيفما شاؤوا، ومتى شاؤوا.
د.عبداللطيف الصريخ
تعليقات