لا غضاضة من عضوية الاردن والمغرب في منظمة شبه اقليمية.. مقتبس من مقال د. هيلة المكيمي

 

نعم للأردن والمغرب!! 
 

د. هيلة حمد المكيمي    
 
أثارت دعوة مجلس التعاون الخليجي لانضمام الاردن والمغرب ردود فعل متباينة ما بين المؤيد والمعارض، وهي دعوة بحاجة للتفكير بهدوء بعيدا عن المبالغات والمغالطات التي طرحها البعض لاسيما من قبل اعضاء مجلس الامة، حيث اعتقد البعض ان الدعوة جاءت فقط لحماية الانظمة السياسية والاستعانة المتبادلة بالجيوش العربية لقمع الثورات، وهي تحليلات فيها الكثير من التسطيح والجهل في معرفة تلك المجتمعات التي تزخر بارث ديموقراطي ومجتمعات مدنية متقدمة.

ترتكز دعوة الانضمام على اربع مرتكزات اساسية:

الاول: ان منظمة مجلس التعاون هي في الواقع ليست منظمة اقليمية، وانما هي شبه اقليمية، ومن هنا انطلقت مفاوضات اليمن منذ عدة سنوات للدخول في المجلس، على الرغم من ان اليمن بلد غير مطل على منطقة الخليج، ولهذا فلا غضاضة من عضوية الاردن والمغرب في منظمة شبه اقليمية.
الثاني: يعتبر تشابه الانظمة السياسية من حيث كونها وراثية وملكية مع بعض الصلاحيات الدستورية والممارسة الديموقراطية المنفتحة بصورة تدريجية سببا رئيسيا للنجاح النسبي الذي تمكنت من تحقيقه المنظومة الخليجية مقارنة بجامعة الدول العربية، وليس ادل على ذلك من النجاح النسبي في عملية التكامل الاقتصادي الخليجي، بينما دعوة الكويت لعقد قمة اقتصادية عربية في مطلع 2010 لم تتمكن من استيعابها معظم الانظمة العربية والتي سرعان ما انهارت تحت وطأة الثورات الشعبية.
الثالث: تنطلق تلك الدعوة من القناعة بضرورة خروج مبادرة عربية تساهم في اعادة تشكيل الشرق الاوسط والحفاظ على الهوية العربية للمنطقة، بدلا من ان تترك للغرب والدول الشرق أوسطية غير العربية تعبث بالمنطقة مستفيدة من تلك المتغيرات الاقليمية التي احدثتها تلك الثورات النابعة في قلب المنطقة، فلابد ألا تسرق ثمار تلك الثورات لصالح مبادرات غير عربية تصب في مصالحه الغير.
وأخيرا، يبقى ان نؤكد ان اطلاق تلك المبادرة يتطلب تعديلا في الميثاق المنشئ للمنظمة وهو تعديل يحتاج الى اجماع جميع الدول المؤسسة، ولهذا تترك لدول الخليج حرية التعديل او الوصول الى صيغة شبه العضوية كما حدث مع اليمن، ويبقى ايضا كل من الاردن والمغرب لهما كامل الحق في القبول او الرفض او الوصول الى تفاهمات استراتيجية تثري من خلالها المنظومة الخليجية على المستويين الاقليمي والعالمي.