خلال احتفالهم باليوم العالمي
محليات وبرلمانمسؤولون صحيون: 72 مليون دينار تكلفة التدخين سنويا بالكويت
مايو 15, 2011, 10:57 ص 916 مشاهدات 0
جمع مسؤولون صحيون على أن مكافحة التدخين تشكل تحديا كبيرا ينبغي مواجهته بمختلف الوسائل لما يسببه من أمراض وأضرار على المجتمع والفرد وما يكبده من خسائر تقدر في الكويت بحوالي 72 مليون دينار تنفق عليه سنويا.
وأضافوا في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان نسبة المدخنين في الكويت وصلت الى حوالي 3 في المئة وان وزارة الصحة تعي جيدا مخاطر التدخين وتعمل جاهدة على التصدي لهذه الافة وللمشكلات المتفاقمة الناجمة عن تعاطي التبغ بأشكاله كافة.
وقال الوكيل المساعد في الوزارة لشؤون الصحة العامة الدكتور يوسف النصف ان الوزارة تحتفل نهاية مايو الجاري باليوم العالمي للحد من ظاهرة التدخين تحت شعار (قراري الحين ..لا للتدخين) ولا تقتصر جهودها على توضيح التحديات التي تواجهنا جميعا بل تطال ايضا الحد من ظاهرة التدخين ككل.
وأضاف الدكتور النصف وهو رئيس البرنامج الوطني لمكافحة التدخين ان تقديرات منظمة الصحة العالمية حتى العام 2020 تشير الى ان التدخين يتسبب بقتل عشرة ملايين شخص سنويا وأن أكثر من 15 الف نسمة يموتون في اليوم الواحد بسببه .
وذكر ان منظمة الصحة العالمية حذرت من تعرض نحو 175 مليون نسمة للوفاة من تبعات تعاطي (النيكوتين) في الدول النامية بحلول العام 2030 في وقت تؤكد المنظمة اصابة مليون ونصف المليون نسمة سنويا بسرطان الرئة منهم 900 ألف نسمة في الدول النامية. وبين أن عدد المدخنين في العالم (وبحسب الصحة العالمية) يفوق 1ر1 مليار انسان وتعادل الامراض المرتبطة بالتدخين حالة بين كل عشر حالات أي أن عشر الذين يمرضون في العالم من البالغين يكون التدخين سببا لمرضهم.
وأشار الى أن المسح العالمي لفئة اليافعين الذي تم تطبيقه على عينة طلبة المدارس من الصف الثامن الى الصف العاشر(13/ 15 عاما) خلال العام 2010 أكد أن 4 من بين كل 10 طلاب يتعرضون للتدخين السلبي نظرا الى أنهم يعيشون في بيوت يدخن فيها أحد أفراد العائلة.
وقال الدكتور النصف ان آخر الاحصاءات العالمية تشير الى ان نسبة المدخنين في الكويت وصلت الى حوالي 3 في المئة من عدد السكان وأن نسبة الاناث تشكل حوالي 20 في المئة من المدخنين حول العالم في حين بلغت نسبة النساء البالغات المدخنات في الكويت بشكل يومي حوالي 9 في المئة.
وذكر ان عدد المدخنات فوق سن 18 عاما في بعض دول منطقة شرق المتوسط وصل الى 10 في المئة في حين وصلت نسبة المدخنات الأقل من 18 عاما الى 30 في المئة.
وأوضح ان وزارة الصحة في الكويت خصصت عيادة خاصة بكل منطقة صحية لمساعدة المدخنين على الاقلاع عن التدخين تسمى عيادة (لا للتدخين) يتولى العمل فيها اطباء ذوو دراية وخبرة بأحوال المدخنين. وأشار الى ان التدخين ما يزال السبب الاول والمباشر وغير المباشر في الكويت للاصابة بامراض القلب والسرطان والقرحة وله تاثير مباشر على الصحة ويؤثر على لون الأسنان واللثة ويؤدي الى ظهور علامات الشيخوخة المبكرة ومن أسباب العقم والاجهاض المتكرر ونقص نمو الأجنة والانقطاع المبكر للطمث وهشاشة العظام لدى النساء .
وحذر من خطورة الامراض الكثيرة التي يسببها التدخين وانه السبب الرئيسي والمباشر لامراض السرطان ويسبب 30 في المئة من أنواع السرطانات مبينا خطورة تدخين النرجيلة (الشيشة ) كونها أكثر ضررا من تدخين السجائر حيث كل رأس (شيشة) يعادل 20 سيجارة. واستعرض الدكتور النصف أهم أنواع السرطانات التي يسببها التدخين ومنها سرطان (الرئة والقصبات والحنجرة والفم واللسان والمري والمثانة والكلى والمعدة والبنكرياس ) علاوة على أن التدخين سبب رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية كالجلطة القلبية والذبحة الصدرية وهبوط القلب وعدم انتظام دقاته والأمراض التنفسية.
وبين ان مريض السرطان يكلف عبر مراحل علاجه الأربع ما بين 20 و30 ألف دينار كويتي سنويا علما ان هناك ما بين 1300 و1500 حالة يتم علاجها على نفقة الدولة من السرطانات سنويا.
وذكر ان دراسات محلية في الكويت أظهرت نتائجها ان 34 في المئة من أفراد المجتمع الكويتي البالغين هم مدخنون وأن ثلث هؤلاء بدؤوا التدخين في سن مبكرة هي ما بين 15 الى 20 عاما وان 88 في المائة من مرضى سرطان الرئة و 53 في المئة من مرضى القلب هم من المدخنين.
وحذر الدكتور النصف من الاثر التراكمي للتدخين في جسم المدخن يزداد يوما بعد يوم فلا تظهر اعراضه فجأة لكنها مع الاستمرار في التدخين سوف تظهر حتما واذا ما ظهرت فيجب علاجها مبكرا وهذا يتوقف على مدة التدخين وعدد السجائر المستهلكة يوميا.
من جهته قال مدير ادارة الصحة المهنية في وزارة الصحة الدكتور أحمد الشطي ان تكلفة الانفاق على التدخين في الكويت تقدر بحوالي 72 مليون دينار كويتي سنويا بمتوسط استهلاك 2330 سيجارة للفرد في السنة. واضاف الدكتور الشطي ل(كونا) ان التكاليف الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للتدخين في العالم وحسب الاحصائيات بلغت حوالي 450 مليار دولار سنويا .
وأوضح أن دراسة قام بها البنك الدولي حول سوق التبغ أظهرت ان دول العالم تتكبد مليارات الدولارات خسائر ناجمة عن استهلاك التبغ وان سوق التبغ ينمو بسبب استهداف شركات التبغ للشباب والاطفال في دول العالم الثاني وتتكبد هذه الدول نصف ما تتكبده دول العالم من خسائر. وذكر (وفقا للدراسة) ان كل ألف طن من استهلاك التبغ يتسبب عمليا بوفاة 600 شخص ويكبد الاقتصاد العالمي عبئا ماليا يصل الى 2ر27 مليون دولار لكل الف طن اضافي من التبغ.
وبين ان التدخين ووفقا للدراسات والابحاث الطبية اثبت انه يسبب لمتعاطيه الادمان شأنه في ذلك شأن المواد المخدرة ويبدأ مع تدخين سيجارة او سيجارتين وخصوصا عندما يبدأ المدخن تدخينه في سن مبكرة.
وقال الدكتور الشطي ان العام 1964 شهد اطلاق الجراح الامريكي العام أول تحذير رسمي بأخطار التدخين على الصحة ليبدأ منذ ذلك الحين ظهور تقارير عديدة تربط بين تدخين السجائر ومرض القلب ومرض الرئة وسرطانات الرئة والفم وغيرهما .
واشار الى ان دخان السجائر يحتوي في تركيبته على حوالي أربعة الاف نوع من الغازات والمواد العالقة وأهم تلك الغازات أول أوكسيد الكربون وهيدروجين السيانيد والنشادر والاكرولين واكسيد النيتروجين والمركبات المسرطنة التي تدعى امينات النتروز.
وبين ان المواد العالقة في دخان السجائر تتضمن النيكوتين الذي يسبب التعود والادمان على التدخين وكذلك البنزين والقطران والمركبات المسرطنة مثل البنزوبيرين والبولونيوم.
وذكر ان النيكوتين يؤثر بطرق متنوعة ليس فقط على الجهاز التنفسي وانما على الجهاز الهضمي عن طريق جريان الدم وعبر استهداف الاعصاب التي تغذي القناة الهضمية ما يساعد على نشوء سرطانات القولون و الفم والبلعوم والمري كما يتسبب بالتهاب المعدة وقرحتها و(الاثني عشر).
وأشار الدكتور الشطي الى أن البحوث والدراسات اثبتت ان استنشاق دخان السجائر من قبل غير المدخنين لا يقل ضررا عند المدخنين انفسهم مايطلق عليه بالاثار السلبية للتدخين على اقارب وجلساء المدخنين الذين يستنشقون الدخان رغما عنهم خصوصا في الأماكن المغلقة والضيقة.
وقال ان بعض الدراسات العالمية بينت ان المدخنين يتغيبون عن العمل بسبب التدخين و امراضه بنسبة 25 في المئة مقارنة بغير المدخنين كما ذكرت انهم يستغرقون بين 6 الى 9 ايام على مدار العام للتدخين في الأماكن المتخصصة لذلك.
وبالنسبة لما يراه البعض حلا في رفع تكاليف التبغ أوضح ان الدراسات اثبتت تأثيرا محدودا لذلك نسبيا في الحد من التدخين واثاره بل ان الاحصائيات حول العالم تشير الى زيادة في نسبة المدخنين من ذوي الدخل المنخفض مقارنة بأصحاب الدخل المرتفع وارتفاع النسبة بين منخفضي التعليم وبين الشباب المدخن. من جانبه قال رئيس لجنة مكافحة التدخين في الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان والأمين العام للاتحاد الخليجي لمكافحة التدخين أنور جاسم بورحمة ان نسبة الاقلاع عن التدخين بلغت حوالي 35 في المئة خلال العام 2010 في البلاد.
واوضح بورحمة ان الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان التي انشئت العام 1980 هي من أوائل الجمعيات المماثلة في العالم العربي ويهدف مؤسسوها اي مكافحة التدخين بكل أشكاله والتوعية من أمراض السرطان.
وذكر ان الجمعية اتبعت عدة أساليب في عملية مكافحة التدخين من حيث التوعية بالندوات والمحاضرات وتوزيع الكتيبات واقامة المعارض عمل أفلام عملية تثقيفية عن التدخين وأضراره على صحة الإنسان.
وبين ان ظاهرة الاقبال على التدخين بين الشباب مرتبطة باعتقادهم ان التدخين احد مظاهر الرجولة والاستقلالية ومن وسائل الارتياح والهدوء النفسي التي يبحث عنها في الحياة المعاصرة المليئة بالضغوط النفسية والمشكلات المثيرة للقلق الا ان هذا كله أوهام.
وذكر من الاثار التي تظهر على المدخن عند التوقف عن التدخين القلق وعدم القدرة على التركيز والصداع والدوخان واضطراب في الجهاز الهضمي وتظهر هذه الاعراض بعد ساعتين من تدخين اخر سيجارة وتبلغ ذروتها بعد 24 ساعة الا انها تنخفض تدريجيا حتى تزول بعد اسبوعين او ثلاثة لكن لابد لذلك من ارادة قوية.
وحذر بورحمة من ان المواد السامة الموجودة في دخان السجائر تتسب بالضرر المباشر على الجهاز التنفسي العلوي والسلفي وهذا يسهل على الجراثيم غزو هذا الجهاز واصابته بالعدوى.
ودعا الى التشدد بتطبيق حظر التدخين في الأماكن العامة وخارج الغرف المخصصة لذلك في المؤسسات الحكومية و الخاصة التزاما بالقانون (15/ 1995) في شأن مكافحة التدخين والتشدد بتطبيق المادة (3) الخاصة بحظر بيع او تقديم الدخان لمن هم تحت سن 21 عاما.
تعليقات