إخفاقات ومشاكل دول الخليج برأي زايد الزيد تجعل 'مجلس التعاون' غير مؤهل لضم الأردن والمغرب ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 15, 2011, 12:38 ص 2256 مشاهدات 0
مجلس التعاون الخليجي ؟ أم الأطلسي المتوسطي ؟!
زايد الزيد
المفاجأة التي أطلقها مجلس التعاون الخليجي مؤخرا ، بدراسة مسألة انضمام المملكتين الأردنية والمغربية لعضوية دول المجلس ، أدهشت الجميع ، ومبعث الدهشة يأتي من كون هذا الأمر غير متسق منطقيا ، فهو غير مطروق في السابق بتاتا ، بالنسبة للمغرب ، أما بالنسبة للطلب الذي تقدمت به الأردن للانضمام للمجلس قبل سنوات ، فإنه قوبل من جانب بعض ساسة المجلس بالتجاهل وعدم الاهتمام ، ومن جانب آخرين منهم بالازدراء !
ولعدم التطرق لمسألة انضمام المملكتين للمجلس في السابق من جانب دول المجلس ، هناك بالطبع أسباب منطقية ، أبرزها الجانب الجغرافي ، فالأردن يفصله عن سواحل الخليج العربي مالايقل عن ألف كيلومتر تقريبا ، أما المغرب فبيننا وبينه بحار ودول عديدة ، ويكفي أنه يقع في قارة أخرى ، بل أن يأتي على أقصى الطرف الغربي من القارة الأفريقية ، أي أنه أبعد دولة عن دول المجلس من الناحية الغربية من بين كل دول القارة !
لذا فإن أحدا لم يتصور أن يتم طرح مثل هذه المسألة ، في الوقت الذي لم تزل تماطل فيه دول المجلس في البت بالطلب الذي تقدمت به اليمن للانضمام لعضوية المجلس منذ سنوات ، كما لم تفكر دول المجلس يوما في ضم العراق إليها ، رغم كونه يقع على رأس الخليج العربي !
إن دول المجلس التي أخفقت حتى الآن في أبسط المسائل التي تخدم شعوبها ، ومنها انجاز العملة الخليجية الموحدة ، بسبب اختلاف المملكة العربية السعودية ودولة الامارات على مقر البنك المركزي الخليجي وبالتالي انسحاب الثانية من اتفاقية العملة ! ولوجود الخلافات السياسية البينية في دول المجلس ، فهناك الخلاف الحدودي السعودي الاماراتي ، والخلاف السعودي القطري ، والقطري البحريني ، والاماراتي العماني ، والكويتي القطري ، بالاضافة إلى الخلاف الخليجي الآخير حول المبادرة الرامية لحل النزاع في اليمن ، والذي توج بانسحاب قطر منها ، كل هذه الاخفاقات والمشاكل بين دول المجلس وغيرها الكثير ، تجعل من مجلس التعاون غير مؤهل لضم أعضاء جدد ، ماداما مثقلا بالخلافات الأساسية والجوهرية !
وعلى جانب تبادل المنافع بين دول المجلس ، فإنه في الأغلب ، ما كان موجودا منها قبل تأسيس المجلس ، هي ذاتها مابعده ، أي أن تأسيس المجلس لم يغير كثيرا في المسألة ، فنحن في الكويت مثلا ، نعاني من نقص حاد في الهيئة التريسية في مراحل التعليم العام ، ومع ذلك ، نسد هذا النقص من دول أبعد من دول المجلس ، فنستعين بمدرسي مصر وسوريا ، بل وحتى مدرسي تونس ، ونترك المدرسين العاطلين عن العمل في كل من السعودية والبحرين وعمان !
لماذا إذا جاءت ' الرغبة الخليجية ' الآن لتوسيع مسألة عضوية أعضاء مجلسها ، ومع من ؟ مع الأردن والمغرب ، هذا هو موضوع المقال المقبل بإذن الله ..
تعليقات