الذكرى الثالثة لوفاة الشيخ سعد

محليات وبرلمان

بطل التحرير وعاشق الكويت الأول ورمز من رموز تاريخها

3249 مشاهدات 0

الشيخ سعد العبدالله رحمة الله عليه

يستذكر الكويتيون بكل الحب والوفاء الذكرى الثالثة لرحيل سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله الذي انتقل الى جوار ربه في 13 مايو 2008 بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحيات والانجازات من أجل الكويت ورفعة شأنها في شتى المجالات وعلى مختلف المستويات الخليجية والعربية والدولية.
ويعد سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبد الله رحمه الله أحد ابرز زعماء الوطن ورجالاته الاوفياء وينتمي الى الجيل الثاني من قادة الدولة الكويتية الحديثة التي أسس والده المغفور له باذن الله الشيخ عبدالله السالم الصباح تاريخها الحديث عندما قادها من مجرد امارة غنية بالنفط الى الحرية والاستقلال والديمقراطية والى دولة المؤسسات الحديثة.
والشيخ سعد العبد الله رحمه الله هو الامير الرابع في عمر الدولة الدستورية والحاكم ال14 من سلسلة حكام آل الصباح التي أولاها الكويتيون بمحض ارادتهم أمانة الحكم عندما اختاروا صباح بن جابر الاول لهذه المهمة قبل اكثر من قرنين ونصف القرن.
ويعد الراحل من صانعي السياسة الكويتية في مجالي الأمن والدفاع وهو أول وزير للداخلية و ثاني وزير للدفاع في ظل الدستور واحد الرجال الذين شاركوا بفاعلية في وضع أسس بناء الكويت حيث كان الراحل شاهدا على اللحظات الاولى لاستقلال الكويت وقيام دولتها الحديثة ومشاركا في لجنة صياغة الدستور وعضوا فاعلا في انجازه بالمناقشات والنقاط التي كان يثيرها مع اعضاء اللجنة.
وكان سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح قد زكى سمو الشيخ سعد وليا للعهد في يناير عام 1978 وفي فبراير من ذلك العام تم تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء حيث كلف بتشكيل الوزارة العاشرة في تاريخ الكويت عام 1978.
وعقب تعيينه وليا للعهد أكد الراحل استشعاره عظيم المسؤولية التي انيطت به واعتبرها أمانة في عنقه وأنه يتحملها عن طيب خاطر وينذر نفسه وجهده لحسن ادائها ولخدمة الوطن والمواطنين.
وقدر لسموه أن يتولى رئاسة الحكومة في ظروف محلية واقليمية ودولية بالغة الصعوبة والتعقيد فبذل جهودا كبيرة ومقدرة وحنكة لمواجهة هذه الظروف والتحديات وعمل على تعزيز قدرات الكويت الدفاعية والامنية ورفع كفاءتها البشرية والمادية.
وترأس الراحل الشيخ سعد العبد الله الحكومات المتعاقبة في الاعوام (1981 و1985 و1986 و1990 و1991 و1992 و1996 و1998 و1999 و2001) وفي شهر يوليو 2003 تم فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء حيث عين سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رئيسا لمجلس الوزراء وترأس سموه الحكومة ال21 في تاريخ الكويت.
وساهم الشيخ سعد العبدالله طوال فترة توليه مسؤولياته في اصدار العديد من التشريعات المتعلقة بالاسكان والتجنيس والوظائف العامة والضمان الاجتماعي.
واجتهد سموه في تحديث الكثير من المرافق العامة وزيادة الخدمات المقدمة للمواطنين في شتى المجالات كما عني الراحل بشؤون الثقافة والاعلام ودعم المؤسسات التي تقوم بالبحث العلمي والعمل على دعم صندوق احتياطي الاجيال القادمة.
وفي الجانب الاقتصادي كان الراحل حريصا دائما على التأكيد أن المواطن هو الاداة الحقيقية للتنمية وان الاقتصاد ركيزة أي بناء وكان يدعو دائما الى تضافر جهود القطاعين العام والخاص وسائر الفعاليات الاقتصادية لتحقيق هذه الغاية.
وفي الجانب التعليمي كان رحمه الله يصر على أن الارتقاء بمستوى التعليم أساس تقدم الوطن لما للتعليم من أهمية قصوى في بناء الاجيال وغرس قيم الانتماء والولاء وحب الوطن.
وكان سموه رجل دولة من الطراز الاول قدم الكثير لوطنه وشعبه ولامته وكان رمزا للشجاعة والوفاء والاخلاص والخلق الرفيع و للعطاء والتضحية أحب شعبه فأحبه شعبه.
كما كان الراحل يؤمن ايمانا قويا بأن قوة ابناء الكويت تكمن في وحدة الكلمة ووحدة الصف وبأن قوة العرب الحقيقية تكمن في تضامنهم لذلك حرص على لم الشمل العربي وتسوية النزاعات العربية بالطرق السلمية والتركيز على الاهداف القومية للامة العربية وقضاياها المصيرية.
ولطالما حرص الامير الوالد الراحل دائما على الالتقاء بالمواطنين الذين يجدون ابوابه مشرعة لهم للاستماع الى مشكلاتهم ثم اتخاذ القرار المناسب بشأنها لتأخذ طريقها نحو التنفيذ.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية لدولة الكويت فقد حرص الشيخ سعد العبدالله رحمه الله عندما كان وليا للعهد على تبادل الزيارات الرسمية مع القادة وكبار المسؤولين في مختلف دول العالم بهدف تدعيم جسور التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وكان من الطبيعي ان يتجه سموه رحمه الله في بداية هذه الزيارات الى منطقة الخليج العربي لما تشكله هذه المنطقة من اهمية استراتيجية حيث سعى خلالها الى بحث تصور محدد لمستقبل المنطقة على اساس ترسيخ العمل الخليجي المشترك ومواجهة الاخطار الدولية والاقليمية التى تحيق بالمنطقة.
واستطاع سموه طوال فترة توليه مسؤولياته الرسمية تدعيم أهداف السياسة الخارجية لدولة الكويت من خلال التواصل مع مختلف دول العالم والتعاون والتفاهم المشترك ودعم الجهود والتطلعات الرامية الى استقرار السلم والامن الدوليين.
وبذل الراحل خلال فترة الغزو الصدامي لدولة الكويت العام 1990 جهودا جبارة وكان مقاتلا صلبا ومدافعا عنيدا عن الحق الكويتي عندما وقعت الكارثة.
وكان لجولات سموه في الدول الشقيقة والصديقة لشرح قضية الشعب الكويتي العادلة اثرها الواضح لدى مسؤولي هذه الدول في الوقوف الى جانب الحق الكويتي.
كما كان لكلمات سموه منذ اللحظات الاولى للعدوان باصراره على مغادرة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح الى السعودية الشقيقة لان وصول القوات الغازية الى امير البلاد ورمزها كان يعني انهيار الروح المعنوية لدى افراد الشعب بينما وجود سموه رحمه الله خارج البلاد يعني استمرار المقاومة وحرية الحركة لحشد الرأي العام الدولي والاسلامي والعربي حول قضية الكويت وسرعة تحريرها.
ومنذ اللحظات الاولى للتحرير ترأس سمو الشيخ سعد العبد الله رحمه الله اجتماعات مجلس الوزراء في الكويت المحررة التي كانت تعقد في ديوانية الشايع بالشامية وقبلها كان سموه على رأس الحكومة والجهاز الاداري للدولة عند دخوله الكويت بعد التحرير مباشرة ما ترك اكبر الاثر في فرض الامن واعادة السيطرة للدولة في كل ارجاء البلاد.
واذ كانت الفترة التي تلت التحرير مباشرة احدى اصعب الفترات التى مرت على الكويت في تاريخها الحديث الا ان الشيخ سعد برز خلالها بأدائه المتفاني ودبلوماسيته العالية وحزمه واصراره الصلب على التعامل مع كم المشكلات الهائل الذي واجه الدولة منذ اللحظة الاولى للتحرير.
وتمثل ذلك فى اعادة مرافق الدولة الى العمل بكل كفاءة وسرعة وفرض الامن والنظام واظهار هيبة الدولة وسلطتها والتعامل مع فلول الاحتلال ومن تعاون معهم بكل حزم وعدل اضافة الى وضع خطة اعادة الوافدين الشرفاء الى اعمالهم للمشاركة في معركة اعادة البناء والاعمار على رأس كل هذه المشكلات وغيرها التعامل بسرعة مع اكبر جريمة بيئية في التاريخ المعاصر اي اطفاء آبار النفط التي احرقها المعتدي الغاشم عند طرده من الكويت.
والمعروف عن الشيخ سعد رحمه الله انه كان دائما حريصا على الوحدة الوطنية حيث قال في كلمته بافتتاح المؤتمر الشعبي بجدة في 13 اكتوبر 1990 'اذا كان التحرير هو هدفنا الاول والاخير في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ وطننا العزيز فإن الوحدة الوطنية هي سبيلنا الى التحرير وهي سلاحنا الاهم والاقوى فلا تحرير بدون وحدة وطنية فلنحرص على وحدتنا الوطنية ولنعمل على تعزيزها وصيانتها فهي القاعدة الصلبة التي ستبنى عليها كويت المستقبل.. نبنيها معا بفكرنا وسواعدنا وجهودنا واخلاصنا وتعاوننا وحبنا لكويتنا الحبيبة'.
واضاف الراحل قائلا 'اذا كانت حرية التعبير عن الرأي حقا تعارف عليه مجتمعنا منذ نشأته واكده دستورنا الذي نتمسك به ونحرص عليه فانه ليس من الوطنية ولا من حرية الرأي أن يسيء أحد الى وحدتنا الوطنية أو يعمل على تشويه صورة كفاح شعبنا'.
كما يتذكر الكويتيون اليوم كلمات الراحل الخالدة التي ألقاها في افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع للفصل التشريعي التاسع لمجلس الامة في 15 اكتوبر 2001 وقال فيها 'ليس لنا امام الاحداث التي يشهدها العالم اليوم الا الاعتصام بحبل الله وديننا الحنيف الذي يدعو الى الرحمة والحكمة والمحبة والسماحة والسلام والتمسك بوحدتنا الوطنية واعلاء مصلحة الكويت فوق كل اعتبار..الكويت اولا..الكويت اولا..الكويت أولا'.

الآن-كونا

تعليقات

اكتب تعليقك