الإحساس بالمواطنة الخليجية
عربي و دوليمواطنة التجار أم مواطنة الخليجي البسيط ؟
ديسمبر 15, 2007, منتصف الليل 252 مشاهدات 0
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه 'المال في الغربة وطن 'وقد تذكرت هذه المقولة الشهيرة وأنا أقلب ماتم تداوله حيال انطلاق السوق الخليجية المشتركة المرتقب اعتبارا من الأول من يناير عام 2008م كما جاء في تصريح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية من الدوحة في 4 ديسمبر2007.
لقد شدني جملة في حديث للشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر مشيراً إلى أن مجرد الإحساس بالمواطنة الخليجية يجعل رجل الأعمال والمستثمر في أي مكان يتحرك وكأنه داخل بلده.والشيخ حمد يقصد المواطنة في شقها الاقتصادي فقط في مجالات حرية التنقل لرجال الأعمال وممارسة المهن والحرف، وتملك العقار، وتنقل رؤوس الأموال، وتبادل شراء الأسهم، وتأسيس الشركات وخلافه من طموحات التجار في التكامل الاقتصادي والتشريعات الميسرة له .
لكن أين المواطنة الخليجية في جوانبها الأخرى؟
لا يحق لأحد انتقاص نجاح التجربة الخليجية فهي التجربة العربية الوحيدة الناجحة، كما أن قيام السوق الخليجية المشتركة قفزة في العمل الخليجي، وتضاهي هذه الخطوة قيام مجلس التعاون نفسه عام 1980م. حيث أخذت عملية تحقيق جميع المتطلبات الرئيسية لقيام السوق الخليجية المشتركة الأعوام الخمسة الماضية منذ إقرار برنامجها الزمني في عام 2002. لكن ممارسة فضيلة نقد الذات تعطينا كمواطنين خليجيين الحق في قول إن ما تم حتى الان هو توفير حق المواطنة للتجار فقط رغم عدم حاجتهم لذلك تأسيسا على ما قاله الفاروق .
لاشك أن هناك رغبة أكيدة لدى قادة دول مجلس التعاون في ظهور المواطنة الخليجية بإشكالها الأخرى غير الاقتصادية ، لكن ذلك له متطلبات كثيرة سوف تعيقها العقبات التي أعاقت السوق المشتركة 25 عاما ، لكن علينا التدرج فيها حيث أن قيام المواطنة الخليجية يعني سقوط كل القوانين والإجراءات التي كانت تقف في السابق دون تمكين المواطن الخليجي من ممارسة انتمائه لأهله وعشيرته في دول مجلس التعاون الأخرى.
إن أهم ما يمكن أن يعزز المواطنة الخليجية هو انجاز ما يجعل المواطن الخليجي البسيط يحس بمساواته بأخيه الخليجي في بلد خليجي آخر، مثل أنجاز الجواز الموحد و التنقل بواسطة البطاقة الذكية أو الشخصية بين دول المجلس و العملة الخليجية الموحدة و حرية العمل للمواطنين في دول المجلس وتطبيق الامتيازات على كافة مواطني دول المجلس في التقاعد و التأمينات الاجتماعية. وتوحيد ومعادلة التعليم.
لقد قمت بعملية إحصائية بسيطة لكلمتي 'اقتصاد ' و'المواطنة' في البيان الختامي للدورة الثامنة والعشرين التي عقدت في 4 ديسمبر 2007م وقد تكررت كلمة اقتصاد 24 مرة بينما تكررت كلمة المواطنة مرتين فقط وهي من وجهة نظري إحصائية غنية بالدلالات وكنت أتمنى أن يكون المواطن البسيط ولمواطنة التي تستهدفه هي الأهم. لقد اطلعنا كغيرنا على ما يفيد إلى أنه بإنشاء الاتحاد الأوروبي برز شكل جديد من المواطنة هناك بحيث لا تكون علاقتها بدولة واحدة بل تتجاوزها من الدولة الواحدة إلى مجموع الدول التي توحدها نصوص دستورية ومواثيق تنسق السياسات والمواقف والبرامج في كافة المجالات ، وهذه هي المعوقات التي نحسب لها ألف حساب ، فكيف نجعل لدول مجلس التعاون دستور واحد؟
الجانب المضيء من القمر وهو ما أراهن عليه شخصيا لجعل المواطنة الخليجية ممكنة هو عمق الروابط الاجتماعية بين الخليجيين أكثر من مشاريع الاسمنت في دبي أو حركة مؤشر الأسهم في الدوحة بما تضمه تلك الوشائج والعرى بإبعادها التي تشمل الانتماء القبلي والمصاهرة وغيرها من الأشكال الأخرى.
تعليقات