طارق المطيري يحمل 'السلطة' استخدام كل الوسائل لجعل مجلس الأمة بهذه الحال السيئة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 671 مشاهدات 0


أما بعد 
مجلس الممشاشة 
 
كتب طارق نافع المطيري
 
لا شك في أن مجلس الأمة مؤسسة محترمة تعبر عن سلطة الشعب وإرادته، لكن الشك يطال ممارستنا نحن الشعب لهذا المكتسب الشعبي– مجلس الأمة– وكيفية الاستفادة منه لتحقيق تطلعاتنا وطموحنا.

للأسف إن هذا الشك في طريقة ممارستنا لهذه المؤسسة الشعبية أصبح يقينا في غير صالحنا، فمجلس الأمة بدل أن يصبح مؤسسة تعبر عن تطلعات الشعب وآماله أصبح يعبر عن نقيض تطلعاتنا وآمالنا.

إن مجلس الأمة اليوم استطاعت الحكومة الاستحواذ عليه وضمه تحت عباءتها وفي جيب رئيسها، فمجلس الأمة يحوي اليوم في جنباته عضوا صدر في حقه حكم نهائي التزوير وهو ما يوجب إسقاط عضويته، كما يحوي مجلس الأمة عضوا آخر يحاكم لأنه مارس دوره الأصيل ودافع عن مكتسبات الشعب وكشف شيكات المال السياسي.

نعم لقد استخدمت السلطة كل الوسائل الممكنة لجعل مجلس الأمة بهذه الحال السيئة، وأصبحت اليوم حريصة كل الحرص على وجوده والتمسك به ليضفي عليها المشروعية السياسية الصورية، مع إبقاء هامش صغير للمشاغبات النيابية مرة بصورة استجواب ومرة بصورة تحقيق أغلبية نيابية لزيادة مالية شعبية حتى تلتقي الرغبة الشعبية مع رغبة السلطة في إبقاء المجلس ورقة تستر عورة الحكومة أو “ ممشاشة “ لزفر منهجها.

لقد بات لزاما على نواب الأمة الاستقالة من هذه المسرحية السمجة، وعلى الشعب أن يتحرك لإنهاء فصولها السخيفة بعد أن اتضح أنه لم ينتخب سوى “كومبارس” يؤدي بعضهم دوره بكل إخلاص وصدق حتى تأخذ الحكومة دور البطولة.

في السياق

لقد أقرت محكمة نورمنبرغ التي تم فيها محاكمة رموز النازية بعد سقوطها سنة 1945م، المبدأ العظيم القائل: “إن الشعب الذي لا يحاكم قادته على أخطائهم هو شعب قرر أن يكون ضحيّة مرة أخرى”.

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك