التميمي يودع خلدون عبر ((الآن))
وفياترفضت الترقية التي تستحقها بعد أن حرموك منها لأنك كنت أكبر منها
مايو 9, 2011, 12:32 م 2495 مشاهدات 0
خص الأستاذ الدكتور عبدالمالك التميمي بكلمات يودع أو يرثي فيها صديقه ورفيق دربه الأكاديمي بجامعة الكويت، الدكتور خلدون النقيب، فكانت هذه الكلمات:
رثاء أم وداع يا خلدون
د. عبد المالك خلف التميمي
لم أتمكن من القدوم لتوديعك بسبب عملية جراحية أجريتها حين رحيلك، فهل تقبل اعتذاري وكلماتي هذه رثاء وتوديعاً؟ لقد تحملنا معاً مسئولية العمل الأكاديمي في كلية الآداب بجامعة الكويت في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين، وكانت العلاقة بيننا نموذجاً رائعاً من التناغم والعمل الايجابي المشترك علمياً وإدارياً وثقافياً لا مجال للتفصيل فيه هنا.
وكأستاذ جامعي كنت مثال العطاء الفكري في مجال تخصصك في علم الاجتماع وفي مستوى الاستاذية الأكاديمية التي حُرمت من لقبها، ووقف من لا يستحقها بوجه استحقاقك لها، وأبيت أن لا تتقدم لها ثانية علي الرغم من إلحاحي عليك للتقدم للترقية إلى الأستاذية لأنك أهلاً لها وجدير بها.
ولما كانت هناك شروط أساسية يجب توفرها في المثقف فقد توفت بك وهي: نقد الواقع الذي نعيشه، والمساهمة في التنوير بطرح وتحليل ولما كانت هناك شروط أساسية يجب توفرها في المثقف فقد توفت بك وهي: نقد الواقع الذي نعيشه، والمساهمة في التنوير بطرح وتحليل قضايا الشأن العام، وتقديم رؤى مستقبلية ذات أبعاد استراتيجية .
لقد شغلتك أحوال الأمة لأنك كنت تؤمن بأن الاصلاح لا يأتي من الجزئيات بل من معالجة الكليات، وأن همومك عامة واستراتيجية، وليست صغيرة ومؤقتة .
لم تكن لديك نزعة فردية فقد كنت من خلال عطائك تبحث وتساهم في بلورة مشروع لنهضة مجتمعاتنا، وها هم شباب الأمة اليوم يكتبون تاريخاً جديداً يساهمون في بلورة ذلك المشروع والذي أساسه فكر مستنير لدولة مدنية ديمقراطية حقيقية.
لقد كنا نلتقيك مع بعض الإخوة بين الحين والآخر نتحدث في الثقافة وفي أحوال الأمة، وكنت على الدوام في ذلك الحوار ذو تفكير علمي منظم وبعيد النظر، وذو رؤية ثاقبة . فهل نلام اليوم عندما نقول إفتقدناك يا خلدون؟
إن الذين استمعـــوا إلى أطروحاتك، وقرأوا كتبك يعرفون من هو الأستاذ الدكتور/ خلدون النقيب .
لقد فقدنا علماً ومثقفاً ومفكراً، نودعك، ونرثيك، ونعزي أنفسنا يا عزيزنا .
عبدالمالك التميمي
رئيس قسم التاريخ-جامعة الكويت
تعليقات