اصلاح الفساد البلاد- برأي غليفص بن عكشان- يبدأ باستقلال القضاء استقلالا ً تاما، وتشريع قانون الأحزاب ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 8, 2011, 10:45 م 491 مشاهدات 0
اصلاح الفساد بالأحزاب
Monday, 09 May 2011
غليفص بن عكشان
الكل يعلم أن الفساد تجذر في مؤسسات الدولة بالكويت، بحيث من لم يكن فاسدا ً فلا مكان له في أجهزة الدولة، أو يكون موجودا ً في زاوية ديوان الوزارة، لأن مراكز الدولة أشبعت برموز الفساد، والفساد ليس في زاوية واحدة يمكن محاصرته، بل في معظم مناحي ومنعطفات مرافق الدولة، اداريا ً وماليا ً وصحيا ً وتعليما ً ومشاريع ومناقصات وخدمات، وسياسيا ً، حتى مؤسسة التشريع أضحت وكرا ً لتمدد الفساد، بل ساهمت فيه مساهمة بالغة على كل المستويات، بما جعل ارادة الشعب غير معتبرة من الحكومة وكثير من أعضاء مجلس الأمة.
الفساد في الكويت لوث النفوس وكفكف العقول بحيث أصبحت غير قابلة للغسيل منه، وتبدلت الأحاسيس تحت تأثيره، وتعمقت جذوره في شرايين الدولة، وتعانقت أغصانه حتى تشابكت، وأمتد ظله على مساحة الكويت. بهذه الحالة ما المخرج من هذه السوداوية؟ اذا كانت الحكومة ليس لها قدرة على قشع جذوره واحراقها مع علمها به، ومجلس الأمة في خصام بين أعضائه، وناموس المصالح الشخصية فاقت رائحته على عبير مصلحة الدولة والشعب، وقوى المجتمع المدني ليس بينها تنسيق لعلاج مرض الفساد، والتركيبة السكانية تجاوزت أللامعقول بحيث أصبح الشعب الكويتي أقلية في وطنه.
يا أصحاب العقول المستنيرة والأفكار المبدعة، يا رجال الكويت ونساءه المخلصين للوطن وأجياله الحاضرة والقادمة، يا شباب الكويت وشاباته هل ترضون بما عليه الوضع في بلادكم الكويت؟ أرى لا أحد يرضى بهدر المال العام أو ذوبان الهوية أو غياب الروى للمستقبل، أو تسلق طفيليات المجتمع لتشويه مكونات الشعب وتدمير وحدته والعبث بأمنه، بما جعل الشعب طبقة تسود بالمال والنفوذ وطبقة عاملة محرومة لا تحصل على سبيل العيش الا بالواسطة،الأمر الذي جعل المواطن الكويتي مهان في وطنه.
نرى، استبدالا ً للوضع الفاسد وانتصاراً للحق والعدل والمساواة، وقياما ً بالواجب الوطني، وحفاظا ً على الكويت وهوية الشعب، وتمكينا ً للوحدة الوطنية وحفاظا ً على المال العام، وسيرا ً للنهضة الشاملة بتكاتف سواد الشعب الكويتي، لتحقيق طموحه لمستقبل أفضل للأجيال المتعاقبة، ومن دون انتقاص من أي حق دستوري،الآتي:
1- استقلال القضاء استقلالا ً تاما ً بحيث يكون سلطة مستقلة من التبعية اداريا ً وماليا ً له حقوقه كما للسلطة التشريعية والتنفيذية.
2- تشريع قانون ينظم الأحزاب على أسس وطنية لا مذهبية ولا قبلية ولا طائفية بل أحزاب مفتوحة للجميع محددة النظم معلومة الموارد والمصارف مع رقابة الدولة على ذلك، 3- تعديل قانون الدوائر الانتخابية بحيث تصبح دائرة واحدة بحيث تكون الانتخابات على جولتين، أو دائرتين على الأكثر بحيث تكون الدائرة الأولى والخامسة معا ً، والثانية والرابعة معا ً، والدائرة الثالثة تقسم بين الدائرتين حتى يتساوى عدد الناخبين بين الدائرتين، على أن تكون الانتخابات على جولتين، ويكون نظام الانتخاب بالقوائم، وعدد الأصوات عشرة لكل مواطن، 4- تعديل المادة (80) من الدستور ليكون عدد أعضاء مجلس الأمة 100 عضو، وذلك لزيادة عدد الناخبين حاليا ً عما كان عليه عند اقرار الدستور، وحتى تكون أغلبية الحكومة من أعضاء مجلس الأمة من أجل تمرير القوانين لنهضة الدولة وتحقيق مصالح الشعب. 5- أُناشد الشعب الكويتي أحراره وحرائره انشاء الأحزاب السياسية من أجل الكويت والأجيال القادمة حتى يموت الفساد وتذبل جذوره وتموت أغصانه، وتجف منابعه، وتنكمش وسائله، وينعم الشعب الكويتي بالرخاء والرفاه والحماية لكرامته التي تعدى عليها طفيليات المجتمع بحكم تفشي الفساد.
اذ الأحزاب تتلاقح بها أفكار الابداع بين الأحزاب، مع التنافس لتطوير العمل وخدمة الشعب ونهضة الدولة وتحقيق المصالح العامة مع حفظ كرامة الفرد، واطلاق رقابة السلطة الرابعة، أي الاعلام بكل أشكاله وفاعلياته مع تطور وسائله وطرق نشر الخبر بالفضائيات والفيس بوك والتويتر بالاضافة الى الاعلام التقليدي من الصحف اليومية والمجلات، بما يؤدي لفتح الباب أمام الأفكار للتزاحم لتوليد تلاقح أفكار الابداع، ان أمل الاصلاح معقود في نواصي رجال ونساء وشباب وشابات الكويت، اذ الأحزاب ضرورة لتقدم الشعوب، لقد فشل رهان الحكام وأعوانهم على الطائفية والقبلية والتطرف والقاعدة، اذ ذلك تخويفا للشعب ليبقى فساد الفاسدين حاجزا ً بين الشعب وحقوقه السياسية كل في وطنه.
من خلال جريدة »الشاهد« الغراء أ ُناشد الشعب الكويتي بكافة مكوناته تأسيس (حزب الشعب ) ليكون بديلا ً لتشرذم التيارات التي مكوناتها لا تتجاوز 2، 3، 5، 7 من أعضاء مجلس الأمة وكل ينادي بمصالحه دون تحقيق النهضة الشاملة، ودون العناية بالثروة البشرية وتحقيق وسائل الرقي بالديمقراطية وحماية القانون من انتهاك أحكامه، حزب الشعب سيكون العمود الفقري للنهضة الشاملة اذا تحقق تأسيسه من كافة مكونات الشعب، الدعوة لأصحاب الرأي والثقافة والفكر الذين يحبون الكويت وأجياله ولا يسعون لمكاسب مادية أو معنوية إنما يرسمون خطط الاصلاح مع الحفاظ على النظام الدستوري مع تعاون سلطاته.
اللهم احفظ الكويت وادفع عنها وأهلها كيد الأشرار، وهيئ للشعب حكومة تعمل لمصلحة الوطن والمواطن. آمين.
الرجاء التواصل على الفيس بوك والايميل.
تعليقات