حسن عباس لنواب 'استصغروا' النظام السوري: شدعوه أنظمتكم حررت تل أبيب بالنووي ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1282 مشاهدات 0


د. حسن عبدالله عباس / سورية وساحتها الخلفية!
 
 
كتبت مقالات عدة عن البحرين وقارنت ما يجري فيها بالحالة السورية، وبطبيعة الحال وعلى العادة الاتهام المعلب موجود وجاهز. اسمعني يا هذا، رأيي الشخصي بجميع الثورات الوطنية الشعبية واحد. قلت خيراً بالنسبة لما جرى في الغرب العربي في تونس، والشيء نفسه في مصر والبحرين واليمن وسورية. الجميع له الحق أن يتظاهر وينتقد حكومته فلم أستثن أحداً. فهذه جميعها شعوب تعيش في ظل قمع وفساد وقوانين طوارئ ممتدة في التاريخ لعشرات الأعوام، وبالتالي شعوب يحق لها الانتفاضة. السوريون لهم الحق نفسه، فهم يعيشون في ظل الأجواء نفسها ومن ثم حالهم كغيرهم.
فالاستمرار في الكبت وقوانين الطوارئ وعدم العمل بدساتير تحترم حقوق الانسان وكرامته، حتماً ظروف كهذه ستوفر أرضاً خصبة جداً للانتفاضة، ولهذا كان من المفترض على النظام السياسي السوري أن يلتفت إلى كل ذلك. بل انتقادي للنظام السوري إن كان قانون الطوارئ قد عُدل بظرف أسبوع زمان من رغبة الرئيس السوري، فما الذي دعاهم ليتأخروا كل هذا الوقت بانتظار ما يجري اليوم! فلماذا النظام السوري انتظر عشرات الأعوام حتى يتحرك لإصلاح الفساد، مع أن قوانين مكافحتها لم تزد على أيام!
لكن وبحسب معطيات الظرف السوري فإن العقل يحتم علي أن أتوقف وأتحذر. فالتدخل في الشأن السوري محتمل أضعاف المرات من احتماله في المناطق الأخرى. فهي من جانب تعادي أكبر قوة عسكرية، وتقف في معسكر الممانعة وحجر عثرة لمعسكر الاعتدال، وأنتم تعلمون ما يحمل هذا المعسكر من قدرات اقتصادية هائلة، وكذلك تقف أمام العدو المحتل الإسرائيلي، فهذه كلها ظروف تجعل الانجراف وراء الثورة بدون الانتباه والاحتياط لدواع التوجس والريبة والشك، انجرافا غير صحيح.
فمن حق الناس التظاهر، ولا يجوز قتلهم بهذه الصورة العنيفة، بل ويجب محاسبة الفاسدين والمسؤولين أيضاً، مع ملاحظة أخيرة وبسيطة جداً... سمعتم مليون مرة من نوابنا «المعتدلين» استصغارهم للنظام السوري ويتهمونه بأنه وبرغم احتلال الجولان إلا أنه لم يطلق رصاصة واحدة على الإسرائيليين (وشدعوة أنظمتكم حرقت تل أبيب بالنووي)! جوابي على كلام اولئك الذين دافعوا عن الخط الساحلي تونس، ليبيا، مصر، سورية، وعملوا «دوّار بحري» عالبحرين وتجاوزوها بأن السوريين لم يطلقوا الرصاصة لانكم أنتم سرقتموها الخيار، لم يطلقوا لانهم يعلمون جيداً أنكم الخونة وتقفون وراءها وتطعنونها بسهولة، فلهذا السبب لم يطلقوا رصاصة واحدة! ألستم أنتم وأمثالكم من حرمتم حتى الدعاء لشهداء حرب 2006 وغزة 2008، فكيف ستنطلق الرصاصة وأنتم في ساحتها الخلفية؟

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك