ملتقى الإمام بن عبد الوهاب الثقافي اقامته احياء التراث
مقالات وأخبار أرشيفيةمايو 5, 2011, 5:59 م 920 مشاهدات 0
أقامت جمعية أحياء التراث الإسلامي ممثلة بلجنة الدعوة والإرشاد بالتعاون مع إدارة بناء مساجد محافظة العاصمة الملتقى الثقافي الثاني تحت شعار (دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ )
بدأت فعاليات الملتقى بعد صلاة المغرب حيث رحب المقدم بالضيوف القادمين كما رحب بجموع الحاضرين بعدها شرع الشيخ فيصل قزار في المحاضرة الأولى والتي كانت تحت عنون ( تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والشبه المثارة حولها ) وبين في مقدمته أن شخصية الإمام محمد بن عبد الوهاب من أكثر الشخصيات التاريخية التي كتب حولها مدحا أو قدحا وقد زادت المؤلفات حول شخصيته ودعوته عن مئة مؤلف
وتابع قائلا أن الشيخ أدرك أهمية تدوين الأحداث وكتابة الوقائع فكلف الشيخ المؤرخ حسين الغنام بتدوين تاريخ
الدعوة وكتابة الوقائع والأحدث . واستطرد إعجاب المعاصرين بالشيخ وثنائهم عليه وعد من ذلك محمد بن الأمير الصنعاني ومحمد بن الحسين النعيمي .
بعدها تحدث المحاضر عن حالة الجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي قبل ظهور دعوة الشيخ حيث انتشرت مظاهر الشرك بالله من بناء القبور والقباب وشد الرحال إليها وتقديم القرابين لها ودعائها من دون الله ورافق هذا الفساد العقائدي فساد أخلاقي تمثل في أنتشار الزنا والخمور وغير ذلك من أفعال وأعمال لا يرضاها الله ولا يرضاها المصلحون .
ومن الجوانب التي أشار إليها المحاضر هي الحياة العلمية للشيخ والتي تمثلت في نشاة صالحة في بيت علم وفضل فقد قرأ القرآن مبكرا ، واجتهد في الدراسة ، والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان - وكان فقيها كبيرا وعالما قديرا ، وكان قاضيا في بلدة العيينة - ثم بعد بلوغ الحلم حج
وقصد بيت الله الحرام وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، فاجتمع بعلمائها ، وأقام فيها مدة ورحل الشيخ لطلب العلم إلى العراق ثم رحل إلى الشام واليمن ثم عاد إلى عيينة وأستقر فيها وتفرع للتعليم والتدريس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان يحرص على مجالسة العلماء ومدارستهم يقصد من دعوته هداية الناس وإيصال الخير إليهم أما الانطلاقة الكبرى لدعوته فقد كانت من الدرعية حيث التقى هناك بأميرها محمد بن سعود الذي تكفل بحماية الشيخ ومساندته في دعوته فالله يهدي لهذا الدين بقرآن يهدي وسيف ينصر
وتابع قائلا أن من رد دعوة الشيخ وعارضوها إما خرافيون جهال متبعون الآباء والأجداد أو طائفة تنتسب إلى العلم حسدا وعنادا أو طمعا في الدنيا وخوفا على فواتها .
وبين بعد ذلك أن من أهم الأسباب التي أدت إلى دعوة الشيخ واشتهارها دون سواها هو ما يسر الله لها من النصرة ولما كان يمتاز به الشيخ من العلم بعلوم الشرعية والفهم الدقيق لكلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأشار المحاضر إلى أن الشيخ لم يبدأ أحد بالقتال وإنما بدأ به اعدائه بعد أن ألبوا الناس عليه ووشوا به عند الولاة والسلاطين ظلما وعدوانا . وفي القسم الأخر من المحاضرة تناول المحاضر الشبه المثارة حول الشيخ وحول دعوته حيث بين أن الغرض إثارة هذه الشبه بين العامة تنفير المسلمين عن هذه الدعوة والصد عن أتباع الشيخ وبين أن سبب كثرتها وانتشارها هو كثرة ما افتراه عليه أعدائه وجهل كثير من الناس بحقيقة التوحيد ومن هذه الشبه ما أتفق أعدائه عليه بأن الإمام يكفر المسلمين ويستبيح دمائهم وهي دعوة كذب وبهتان حيث أن الشيخ لم يكفر إلا من أجمع المسلمون على كفر فاعله كالشرك بالله أو دعاء الموتي أو الاستهزاء بالدين أو جحد معلوما من الدين
بالضرورة بعد أن تقام عليه الحجة .
وتابع أيراد الشبه وأبطالها مستشهدا بنصوص صريحة جاءت في مؤلفاته تكذب ما ادعاه المخالفون وما الصقه به أعدائه .
وفي المحاضرة الثانية والتي كانت تحت عنوان ( مميزات دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وخصائصها ومنهجه في التلقي والاستدلال ) للضيف القادم من المملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور/ عبد العزيز السعيد ففي القسم الأول من المحاضرة تحدث المؤلف عن مقدمات عن ميزات الدعوة وأضح في بداية كلامة أن هناك جناية على دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب تصدر عن
بعض الفضائيات وبعض الكتابات وأوضح أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوة سلفية سنية ليست حزبية ولا قطرية ولا قومية ولا عرقية بل هي دعوة قائمة على الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح وائمة الهدى رحمهم الله في العلم والإيمان والتوحيد والمنهج وأنها دعوة قائمة على العلم الموروث فهي دعوة وجودية عملية علنية وليست افتراضية تنظيمية سرية .
ووضح قضية مهمة بأن الدعوة إنما هي دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتها ونفسها وإنما تنسب إلى الشيخ لأن الشيخ تبناها ودافع عنها ونشرها في وقت سيطرت فيه البدعة وتمكنت الخرافة في القلوب والمجتمعات .
وذكر الشيخ أن من أهم مميزتها بأنها وسطية في جميع أبواب الدين فقد فارقت طوائف البدع في أصول المعتقد وفارقت المقلدة في الفروع وباينت المتصوفة وأرباب التطرف في باب السلوك . ومن أبرز مميزاتها بعدها عن التعصب لدولة أو طائفة أو لون أو جنس فعقد الولاء فيها على الإسلام والتوحيد والسنة وبين أن هذه الميزات أكسبت الدعوة أمورا منها أنها تأسست عليها دولة تدعوا إلى التوحيد وتذود عن حياضه فكانت حماية للدين ورعاية له . وبين أن دعوات والحركات والأشخاص شاركت الشيخ في المبدأ وهو إرادة الإصلاح لكنها فاقت الشيخ في المنهج أو في تطبيقاته فلم يكتب لها ما كتب لدعوة الشيخ من القبول والإنتشار وهذا يكشف لنا أمورا منها : أولا :أصالة الدعوة حيث وافقت في أصولها ما قرره السلف وثانيا عدم صحة دعاوى المغرضين فيما يلمزون به الدعوة والشيخ وثالثا براءة الدعوة من تهمة أنها مذهب خامس في الدين . وفي القسم الثاني من المحاضرة تحدث الشيخ عن مصادر التلقي والاستدلال عند أئمة الدعوة وبين أنها هي نفس المصادر المعتبرة عند علماء الإسلام وهي القران والسنة والاجماع والقياس
واختتم المحاضرة بذكر المعيار الذي تقوم به الدعوة هو النظر إلى واقع الدعوة وعرضه على كتاب الله والسنة وهدي السلف ومقارنة الواقع قبل الدعوة وبعدها بالإضافة على ثناء اهل العلم على الدعوة وإمامها وعلمائها .
تعليقات