عبدالله المسفر يطالبنا بتناول الرطب حتى تسهل عملية ولادة 'الحكومة' المتعسرة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 661 مشاهدات 0


عليكم بالرطب لتشكيل الحكومة 
 
الخميس 5 مايو 2011 - الأنباء
 

حتى كتابة هذه السطور لم تشكل الحكومة الجديدة، وفيما يبدو أن عملية تشكيل الحكومة أصعب من عملية الولادة، فدائما ما تكون الولادة خصوصا الأولى عملية صعبة على الرجل والمرأة معا، لذلك ينصح دائما وكما أرشدنا القرآن الكريم بتناول الرطب حتى تسهل عملية الولادة المتعسرة.
وبالرغم من أن هذه ليست المرة الأولى لتشكيل أو ولادة حكومة لسمو الشيخ ناصر المحمد، إلا أن ولادة الحكومة الجديدة باتت ولادة متعسرة بمعنى الكلمة، فقد قاربنا على مرور شهر منذ اختيار أو تكليف صاحب السمو الأمير للرئيس القديم الجديد بتشكيل الحكومة، ولكن سمو الرئيس وقف حائرا ولم يشكل الحكومة بالرغم من خبراته السابقة الطويلة والمتعددة مع التشكيلات الحكومية، فهو من أكثر رؤساء الوزراء في العالم الذين شكلوا حكومات متعددة ومتكررة في فترة قياسية ربما سيدخل بها موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

لا نعلم لماذا هذا التأخير الذي حصل في تشكيل الحكومة، وهل يا ترى سمو الرئيس محتار بين النهج القديم والنهج الجديد؟ هل لديه الآن حسابات مختلفة؟ حتى وإن كان ذلك صحصحا فلماذا لم يشكل الحكومة خلال اسبوع أو اثنين أو حتى ثلاثة، وما فائدة التأخير إن لم تكن هناك معالم وأسلوب واضح للاختيار؟

البعض يحاول أن يدافع عن تأخر التشكيل الحكومي بأنه لا مشكلة من التأخير وأن الدستور لا يمنع، واختلفت وجهات النظر حول ذلك، لكن أليست هناك مصالح معطلة؟ أليس هناك آلاف المواطنين الذين لديهم معاملات متوقفة بسبب تأخر التشكيل الحكومي؟ فلا تعيينات ولا انتداب ولا ترقيات ولا توقيع لكتب، الدنيا توقفت تماما بسبب تأخر التشكيل الحكومي، فهل هذا منطق وهل هذا هو ما يمليه علينا العقل؟

من يعوض المواطن الكويتي عن ضياع شهر من عمره في انتظار المولود الجديد وهو يرفع يده الى السماء ويقول يارب يكون مولودا سليما لا توجد به تشوهات او مشاكل خلقية، المواطن الكويتي خلال فترة الانتظار للولادة المتعسرة اشبه بالرجل الذي ينتظر مولوده الاول فيظل واقفا يذهب ويأتي في خطوات ملولة خائفة مترجية، تارة ينظر للسماء ويتمتم بكلمات لا نسمعها، وتارة ينظر في ساعته، وربما نشاهد المسكين يبكي خارج غرفة الولادة، بينما الزوجة تبكي في الداخل، حتى نسمع بكاء الطفل ونشاهد الابتسامة ترتسم على شفاه الأب المواطن.

(زغرودة) مصرية تدوي في الأفلام مع قدوم المولود الجديد وحفل يقام بهذه المناسبة يسمى «السبوع» يغني فيه كل المدعوين، لذلك كان من المفترض أن يتم تناول الرطب قبل أسابيع حتى لا ننتظر كل هذه الفترة في انتظار المولود الجديد، وحتى نسمع الزغاريد ونحتفل بالسبوع، مع دعاء يخرج من القلب بأن يكون المولود في صحة جيدة وغير مصاب بأي آفة من آفات الحكومات السابقة.

نتـــمنى أن نقول للجميع مبروك في القريب العاجل وألا يكـــون المولود بــــنتا غير جميلة (ما تنبلع) كالحكومة السابقة بنــفس الوزراء وبنفس النهج.

 
عبدالله المسفر

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك