العلوم الاجتماعية تؤبن البغدادي وبهبهاني والنقيب

شباب و جامعات

1151 مشاهدات 0

جانب من الحضور

تحت رعاية عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت أ.د. عبد الرضا أسيري أقامت الكلية ندوة خاصة لتأبين المغفور لهم أستاذ العلوم السياسية أ.د. أحمد البغدادي، وأستاذ العلوم السياسية د. هاشم بهبهاني، وأستاذ علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية د. خلدون النقيب، بحضور عضو مجلس الأمة النائب د. معصومة المبارك، ومدير الجامعة أ.د.عبد اللطيف البدر وعدد من الأساتذة والمسئولين بالجامعة وأهالي المتوفين.
في البداية قال عريف الندوة أستاذ العلوم السياسية الدكتور غانم النجار ' تأثرت كثيرا بوفاة هؤلاء الأساتذة الأفاضل والعلماء الأجلاء وحقيقة لا أعرف ماذا أقول بحق ثلاثة أساتذة تحلوا بالجمال والروعة والإبداع ' مضيفا ' جميعهم تحلوا بحسن الخلق والتواضع وعلى الرغم من المكانة العلمية التي بلغوها إلا أن قلوبهم كقلوب الأطفال صغيرة وبسيطة ومتواضعة وتعشق الفكاهة والمرح '.
وأشار النجار إلى أن ' للأسف أن جميع هؤلاء العلماء ظلموا واثنين منهم سجنوا ليس لإختلاسات أو أمورا أخرى إنما لأنهم أصحاب رأي وفكر ومبادئ تمسكوا بها، وتعرضوا لضغوطات وتحولات تغيروا معاها ولكن لم تتغير مبادئهم، وقد ظلم الدكتور خلدون النقيب في عدم الحصول على درجة الأستاذية وهذا معيب بحق جامعة الكويت فمن غير المعقول ألا يحصل أستاذ وعالم بحجم الدكتور خلدون على درجة الأستاذية في حين هناك من هم أقل منه حصلوا عليها ' داعيا إلى ' يجب إطلاق أسمائهم على القاعات الدراسية والمختبرات تقديرا لهم ولجهودهم، وخسارتهم كبيرة بالنسبة لنا '.
وتقدم مدير جامعة الكويت أ.د. عبد اللطيف البدر بأحر التعازي والمواساة لأسرة الفقداء ولأساتذة الجامعة والطلبة مؤكدا ' بلاشك خسارتهم فادحة وكبيرة وفوجئت بنبأ وفاتهم '، واستذكر البدر علاقته ومعرفته بالفقداء حيث قال ' إن الدكتور خلدون حسن الطباع وطيب النفس والمعشر، وكان فكاهيا ويعشق أكل ' الباجة ' ودائما يدعونا إليها، وأيضا الدكتور هاشم فكانت معرفتي به تمتد منذ سنوات كثيرة، وأمضيت فترات طويلة أزوره كل عصر يوم ثلاثاء لألتقي وأجلس معه لنتبادل أطراف الحديث والآن أشعر بفراغ عصر كل يوم ثلاثاء فلا أعرف أين أقضي هذا الوقت وكيف أعوضه، وكان دائما يطلب مني أن أحضر له أكلة ' الهريس ' وكنت أحضرها له وأيضا كان يحب الفكاهة حيث كان ينعتني بالغبي ولم يقلها أحدا لي إلا هو '، ولفت البدر ' أما الدكتور أحمد البغدادي فلا أعرفه معرفة شخصية إنما لم أسمع منه إلا كل خيرا ' داعيا المولى عزوجل أن يتغمد الفقداء بواسع رحمته.
وأبنت النائب الدكتورة معصومة المبارك الدكتور خلدون النقيب والدكتور هاشم بهبهاني والدكتور أحمد البغدادي معتبرا أن فقدانهم خسارة كبيرة لا تعوض فهم كانوا أعلام في مجال تخصصاتهم وعلماء كبار وأجلاء كل منهم له أسلوبه وطرحه وفكره المتميز والروح الإنسانية التي تميز بها كل منهم، مضيفة: كل منهم كان دوره المميز في خدمة المجتمع وتشخيص الواقع العربي والمحلي الذي نعيشه وطرح المشكلات والقضايا ومعالجتها، ومنهم من تعرض للسجن بسبب كتاباته ومؤلفاته، والآن رحلوا وقد خلفوا فراغا كبيرا وتركوا علما شامخا ينهل منه الجميع.
من جهته قال عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور عبد الرضا أسيري: فقدت جامعة الكويت وكلية العلوم الإجتماعية على وجهة التحديد بل وفقدت الكويت كلها والأمة العربية إعلام ورموز ومفكرين كبار بارزين شهدت لهم الساحة العلمية والاجتماعية والسياسية على المستوى المحلي والدولي والعالمي '.
وبين أسيري ' كان الفقيد الدكتور خلدون النقيب نقيبا لأبناء الجامعة وأساتذتها الأجلاء الذين امتدت مسيرة عملهم في خدمة الجامعة والكويت لمدة أربعة عقود، وتعتبر بحوثه ودراساته من أهم البحوث والدراسات في علم الاجتماع السياسي على مستوى العالم العربي والعالمي أيضا فقد كان من أوائل الكويتيين والمثقفين ممن حملوا راية الانفتاح الفكري وايضا من الشخصيات الوطنية التي رسخت فكر المواطنة ووحدة الوطن ونبذ الطائفية '.
وأضاف أسيري ' أما الأستاذ الدكتور أحمد البغدادي فقد أثرى العلوم السياسية بالفكر السياسي الإسلامي والرؤية الوطنية لقضايا الوطن وكان له حضورا بارزا في الجامعة والكلية والقسم العلمي وفي قضايا خدمة المجتمع في حين كان الدكتور هاشم بهبهاني قد فتح أبواب الصين للباحثين فكان أول كويتي يتلقى العلم والمعرفة ويتقن اللغة الصينية في عهد الثورة الثقافية وألف العديد من الكتب والمؤلفات حول العلاقات العربية والصينية فكان من الوطنيين بامتياز وكان أيضا منزله بمشرف بمثابة مقر للصمود والمقاومة أثناء الغزو العراقي '.
وذكر أسيري 'نستذكر هؤلاء الزملاء الذين كانوا بالأمس القريب بيننا يؤدون رسالتهم في محراب العلم وفي خدمة بلدهم وأمتهم، وحقيقة لا نستطيع أن نحصي مناقبهم التي قدموها لنا كزملاء ولطلبتهم ولجميع العاملين بالكلية فقد كانوا جميعا استثنائيين بفكرهم وعلمهم وأخلاقهم وعلاقاتهم، ولم يزدهم العلم سوى التواضع، وغيابهم خسارة فادحة لأسرهم وللجامعة، وعظم الله أجرنا جميعا بفقدانهم'.
وأعلن أسيري بأن 'تسعى كلية العلوم الإجتماعية للحصول على موافقة إدارة الجامعة لإطلاق أسماء هؤلاء الأعلام على عدد من القاعات الدراسية والمختبرات العلمية بالكلية تخليدا لذكارهم وتقديرا لما قدموه من خدمات للجامعة والكويت والأمة العربية، كما ستطلب الكلية بمنح درجة الأستاذية الشرفية للدكتور خلدون النقيب تقديرا لإنجازاته التي أبرزت اسم ومكانة الجامعة على المستوى العربي والعالمي وأيضا قررت الكلية إلغاء إقامة الحفل الختامي السنوي تقديرا لهم وتعاطفا مع ذويهم '.
من جهته قال رئيس قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية د. عبد الوهاب الظفيري: نحن في كلية احتضنت هذه الكوكبة من العلماء والباحثين المتميزين من أمثال هؤلاء الأساتذة الذين فقدتهم الكلية، إذ أنهم تركوا لنا إرثا وعلما نستفيد منهم في وقتنا الحالي ودعائنا بأن يلهمنا وأهلهم الصبر والسلوان.
من جهته ألقى مؤسس قسم علم الاجتماع في كلية العلوم الاجتماعية د. محمد الرميحي كلمة قال فيها: أقترح إصدار كتاب يضم قراءات هؤلاء الأساتذة حتى يستفيد منها طلبة الكلية والجامعة ولأننا بحاجة له اليوم أكثر من أي يوم مضى، وكنت قد أرسلت كتابا لرئيس القسم لتسمية قاعات دراسية بهؤلاء الأساتذة المتوفين تخليدا لذكراهم وعلمهم الذي قدموه لنا.
وكان لرئيس قسم العلوم السياسية في كلية العلوم الاجتماعية د. عبد الله الشايجي كلمة قال فيها: فقدان هؤلاء الأساتذة تعتبر خسارة كبيرة كما أننا نشعر بالفراغ الكبير في هذا الوقت بالذات وفي الظروف الصعبة التي نمر فيها، وأتمنى من مدير الجامعة رفع اقتراحنا لمجلس الجامعة حول إطلاق أسمائهم على القاعات الدراسية أو المختبرات بالكلية، لأنها أسهل بكثير عندما نذكرها بدلا من الأرقام الخاصة بتلك القاعات، واستذكر الشايجي بعض القصص والمواقف التي صادفته عندما سافر مع المرحوم د. خلدون النقيب وحرصه الدائم على العلم والمعرفة.
من جهته تحدث أستاذ العلوم السياسية في الكلية د.شملان العيسى عن الأساتذة الثلاثة وقال: كنت على تواصل شبه مستمر معهم وكان صديقي الدكتور المرحوم هاشم بهبهاني، الذي تربطني به صداقة منذ أن كنا طلبة في الولايات المتحدة قبل 45 عاما كما أنه كان زميلي في الغرفة التي نسكن فيها، وكان حريص على العمل القومي وكان دائما يبحث عن العلم والمعرفة حتى أنه في أيام نهاية الأسبوع لا يتركنا نستريح بل يعمل لتنظيم ندوات عن القضية الفلسطينية وغيرها من الأمور، ومشكلته أنه داهمه المرض وأصبح جليسا لا يقوى التحرك، أما المرحوم د. أحمد البغدادي بهو يمتلك شخصية محبوبة وطريفة ومتواضعة جدا، وكان ملتزما جدا ولا يعاشر الناس وطلبت منه أن يعاشر الناس وخاصة الليبراليين منهم، وبالفعل انفتح وأصبح ينتقد التيار الإسلامي السياسي من خلال كتاباته للرد عليهم، أما الدكتور المرحوم خلدون النقيب فكنت دائما أتشاجر معه خلال سفرنا، وهو شديد العصبية ولكنه يمتلك حس الدعابة ومن محبي 'الباجة' وكان دائما يحصل عليها حتى عندما كنا نسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الحقيقة لا أعلم كيف يستطيع الحصول على هذه المطاعم، كما أنه ظلم كثيرا عندما تم رفض ترقيته بل وأنه رفض أن يقدم عليها مرة أخرى لأنه شعر بالإهانة الشديدة من هذا الرفض، في الوقت الذي يعتبر فيه من أفضل المفكرين في الكويت وفي الوطن العربي. 
وشارك د. عبد الله سهر في التأبين وقال: اشتركوا هؤلاء الأساتذة في أمرين أساسيين الأول العلم والثاني الأخلاق، كما أن الأخلاق لا ترتقي إلا بعد أن تستقيم بالمبادئ وهذا بالفعل ما كانوا عليه، والآن يجب علينا رد ما في أعناقنا تجاههم إضافة إلى أن المرحوم النقيب ليس بحاجة إلى الأستاذية بل نحن في حالة أن نمنحه إياها، بسبب وجود مؤلفاته وكتاباته في معظم المنديات والمؤتمرات التي تقام في هذا علم الاجتماع، كما أنه من الضروري تكريم الأساتذة وهم أحياء وليس بعد وفاتهم.

الآن:المحرر الطلابي

تعليقات

اكتب تعليقك