بينما يصفه باسل الجاسر بالمجرم الخطير الذي عاث بالأرض فسادا وقتلا وأشعل الفتن وجاهد لإشعالها خاصة بالعراق

زاوية الكتاب

كتب 807 مشاهدات 0



تأخرت العدالة ولكنها جاءت

باسل الجاسر


سبحان الذي يمهل ولا يهمل سبحان الذي أمهل المجرم الخطير أسامة بن لادن وتركه يعيث بالأرض فسادا وقد كنت سأيأس لولا إيماني بعدالة الباري جل وعلا.
نعم لقد تأخرت العدالة ولكنها جاءت وفي هذا عبرة وعظة لأولي الألباب وللناس جميعا، فالعبرة والعظة التي يجب أن يعيها الناس هي أن المجرم مهما تحصن وبلغ حد الكمال في التخفي إلا أن العدالة ستدركه ولو كان في حصن حصين، فهذا المجرم بالفعل عاث بالأرض فسادا وقتلا وأشعل الفتن وجاهد لإشعالها وخصوصا في العراق، وقاتل المسلمين من خلال ما قام به من إرهاب جعله عابرا للقارات فحرم مئات الآلاف من السفر لأوروبا وأميركا بل وأعاد من كانوا يعملون هناك فحرم الأسر التي تعاني الحاجة من مصادر دخل تنتشلهم منها.

وقام هذا الأسامة بإراقة دماء الأبرياء بغزارة في السعودية ومصر وأميركا واسبانيا وبريطانيا والعراق وغيرها من بلاد، وهذه الإراقة للدماء لم تكن تميز بين دم مسلم أو مسيحي أو سيخي أو بوذي بل كان قتلا من أجل القتل وإرهابا للكافة من أجل إقامة دولة يقولون انها إسلامية وهي في حقيقة الأمر لن تكون إلا دولة بريء منها الإسلام، كما أنه قام خلال مسيرته الإرهابية التي استمرت لما يقارب الأربع عشرة سنة تمكن خلالها من تشويه صورة الإسلام والمسلمين وحقق ما لم تتمكن من فعله مكائن إعلامية معادية عملت منذ عشرات السنين ومازالت ولكنها لم تحقق 10% مما حققه الإرهابي أسامة.

كما أن هذه الواقعة (قتل أسامة) تؤكد حقيقة أخرى وهي أن أميركا والعالم المتحضر مازالوا يتمتعون بما تمتعوا به أثناء الحرب العالمية الثانية من العزم الحديدي والإرادة الكونكريتية للثأر وتحقيق الانتصار مهما بلغ التهديد والتخفي ومهما طال الزمن.

والعبرة الأخيرة التي يجب أن تعيها الشعوب العربية خصوصا والإسلامية عموما، وفي ظل ما تشهده الساحة الإقليمية من ثورات سلمية تمكنت وخلال أسابيع من إنجاز ثورة كاملة وتغيير أنظمة حكم قمعية ظالمة وبأقل قدر من الدماء وبعيدا عن السلاح، وهذا ما لم يحققه بل وعجز أسامة عنه، ولم تحققه جماعات أخرى منها حركة الاخوان المسلمين والجهاد وغيرها من حركات الإسلام الراديكالي رغم الدماء الغزيرة التي أريقت ورغم الإساءات العظيمة لصورة الإسلام وصورة المسلمين لدى الآخر وهو دين الرحمة والسلام والتعايش السلمي مع الجميع.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك